خيارات سوريا بعد فناء مبادرة أوباماً وبوتين: نيلسون مانديلا من طائفة الأسد أو مجلس عسكري

عربي بوست
تم النشر: 2016/04/28 الساعة 08:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/04/28 الساعة 08:10 بتوقيت غرينتش

سيناريوهات متعددة طُرحت بعد توقف المحادثات التي تستهدف إنهاء الحرب في سوريا بعد اختلاف الحكومة والمعارضة حول قضايا جوهرية، تتضمن ما إذا كان مصير الرئيس بشار الأسد السياسي يندرج ضمن جدول أعمال تلك المحادثات.

ويصرّ النظام على بقاء الأسد في سدة الحكم، بينما تطالب المعارضة بتخليه عنه.

ومع اقتراب الموعد النهائي الذي حددته الأمم المتحدة لتشكيل حكومة جديدة خلال شهر أغسطس/آب 2016، تناول المشاركون في المحادثات بدائل تستهدف الخروج من المأزق، بحسب تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.

وتتمثل بعض الأفكار في نقل سلطات الأسد إلى مجموعة من النواب وتشكيل مجلس حاكم جديد يتألف من مسؤولين عسكريين سوريين وقادة من المعارضة المعتدلة والتوافق على زعيم سوري جديد يمكن أن تدعمه التيارات المتحاربة، أو نيلسون مانديلا سوري كما يصفه البعض.

ولم تحظ أي من البدائل بتوافق بين كافة الأطراف؛ ويواجه كل بديل عقبات خطيرة لا يمكن التغلب عليها حتى إذا ما حصلت على الدعم خلال محادثات جنيف.

وتعد مناقشة هذه البدائل بمثابة دليل على الجهود التي يبذلها المفاوضون للإبقاء على الحوار فيما بينهم.

وذكر أحد كبار المسؤولين الغربيين أن "محادثات جنيف خاوية من المضمون".

وكانت الجلسة التي استغرقت أسبوعين وانتهت الأربعاء تمثل الجولة الثالثة للمحادثات منذ نهاية يناير/كانون الثاني 2016.

ولا تزال المحادثات بين النظام السوري ووفود المعارضة المتعددة غير مباشرة، حيث تعتمد على وساطة الأمم المتحدة دون لقاء الجانبين.

توشك على الفناء

وخلال الساعات الأولى من يوم الخميس، دعا مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستيفان دي ميستورا كلاً من روسيا والولايات المتحدة إلى بذل جهود ملحة لتحقيق الوقف الفعلي لإطلاق النار الذي توصلت إليه الدولتان خلال شهر فبراير/شباط 2016.

وقال دي ميستورا الذي يترأس المفاوضات، أنه يأمل في انعقاد جولة محادثات أخرى خلال مايو/أيار 2016، ولكنها "لن تكون ذات مغزى" ما لم يتراجع العنف إلى معدلاته خلال شهري فبراير/شباط ومارس/آذار 2016.

وذكر أنه يتعين على الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين "إعادة إحياء مبادرتهما التي توشك على الفناء".

ودعا دي ميستورا أيضاً لاجتماع لوزراء خارجية المجموعة الدولية لدعم سوريا، التي تتضمن الولايات المتحدة وتركيا وروسيا وإيران والمملكة العربية السعودية، ضمن قوى أخرى للمساعدة في استعادة تطبيق وقف إطلاق النار.

تعاون روسي أميركي

وأشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يوم الأربعاء 20 أبريل/نيسان 2016، خلال كلمته في موسكو إلى الإجراءات التي تتخذها بلاده في سوريا لدعم الأسد.

وقال لقد أرسى التعاون مع الولايات المتحدة أسس التسوية السياسية، وفقاً لوسائل الإعلام الروسية الرسمية.

وتحدث وزير الخارجية ومسؤولون روسيون آخرون خلال الأيام الأخيرة حول الحاجة إلى استبعاد جماعات المعارضة الإسلامية من المحادثات واعتبارهم إرهابيين.

عودة الدم

ولقي نحو 117 شخصاً، معظمهم من المدنيين، مصرعهم في مدينة حلب الواقعة شمالي سوريا خلال الأسبوع الماضي جراء الضربات الجوية للنظام ضد المناطق التي يسيطر عليها المتمردون وجراء اعتداءات المعارضة بالقنابل والصواريخ على المناطق التي تسيطر عليها الحكومة بالمدينة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان ووسائل الإعلام السورية الرسمية.

وعلاوة على ذلك، لقي نحو 50 مقاتلاً من كلا الطرفين مصرعهم خلال مصادمات في أنحاء المدينة في عطلة نهاية الأسبوع، وفقاً لما ذكره المرصد.

وكان من المفترض أن يدعم وقف إطلاق النار مُناخ المصالحة ويدفع الأطراف نحو تحقيق التسوية في جنيف. وهو ما لم يحدث ذلك.

وتحدث دي ميستورا عن إمكانية الإبقاء على الأسد، مع نقل بعض صلاحياته إلى 3 أو 4 نواب له.

وأخبر دي ميستورا الصحفيين خلال الأسبوع الماضي قائلاً: "كانت لحظة للعصف الذهني"، مضيفاً أنه تم رفض الفكرة على الفور من قبل النظام واللجنة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة. "كانت مجرد فكرة من أفكار الخبراء لخلق بعض الإبداع أثناء المحادثات".

وذكر أحد كبار الدبلوماسيين الغربيين أن مجرد تناول هذه الفكرة كان أحد أسباب وقف اللجنة العليا للمفاوضات الممثلة للمعارضة مشاركتها الرسمية في المحادثات في 18 أبريل/نيسان 2016، تاركة وراءها فريقاً مصغراً في جنيف للتشاور مع الأمم المتحدة.

مجلس عسكري

وتتمثل إحدى الأفكار الأخرى الذي بزغت في مرحلة مبكرة من هذا العام واعتنقها ضباط الجيش السوري المنشقون – بما في ذلك بعض الضباط داخل اللجنة العليا للمفاوضات ممن لهم علاقات وثيقة بالولايات المتحدة – في إنشاء مجلس عسكري مؤقت يحكم سوريا.

ويتألف هذا المجلس من عناصر من المعارضة المعتدلة والجيش السوري من غير المتورطين في الفظائع التي تم اقترافها ضد المدنيين.

وذكر أحد قادة المعارضة قائلاً: "يمكن أن تنجح تلك الفكرة. وسيتم القضاء على كافة التعقيدات إذا ما اتخذت روسيا والولايات المتحدة قراراً جاداً، ويمكن أن يكون الحل الأمثل".

وتتمثل العقبة الرئيسية بخلاف رفض النظام للفكرة في أن الجيش السوري أصبح خاوياً بينما السلطة الفعلية في يد الأسد وأجهزته الأمنية.

كما أن المعارضة حالياً تخضع لسيطرة من يصفون بالإسلاميين المتشددين الذين يعتزمون القضاء على كافة مؤسسات النظام الحاكم.

مانديلا علوي

ويتمثل أحد المقترحات الأخرى القائمة منذ سنوات في البحث عن رجل دولة يمكن أن يدعمه معظم السوريين والقوى الإقليمية المشاركة في الحرب.

ويظل بعض السوريين على أمل أن يظهر شخص مثل زعيم جنوب إفريقيا نيلسون مانديلا لرأب الصدع الطائفي وعلاج آثار الحرب.

وينتمي معظم معارضي النظام للأغلبية السنية، بينما تسيطر الأقلية الشيعية التي ينتمي لها الأسد على الحكم.

وأشار بعض أعضاء المعارضة إلى عبدالعزيز الخير، الطبيب العلوي البالغ من العمر 65 عاماً والمعارض للنظام، والذي اعتقله حافظ الأسد عام 1992 بسبب نشاطه السياسي وتم إطلاق سراحه عام 2005 بعدما تولى الأسد الصغير الحكم.

اختفى خير مع ابن زوجته وأحد زملائه في سبتمبر/أيلول 2012 في مطار دمشق لدى عودته من رحلة إلى الصين.

وفي ذلك الوقت، كان خير يتواصل مع حلفاء النظام في الصين وإيران وروسيا الذين يدعمون مبادراته لإنهاء النزاع، الذي بدأ باحتجاجات سلمية ضد النظام في مارس/آذار من عام 2011.

وتذكر زوجته فدوى محمود وبعض مسؤولي الأمم المتحدة والمسؤولين الغربيين أن خير قد تم اختطافه على أيدي قوات أمن النظام؛ ومع ذلك، ينكر مسؤولو النظام ذلك ويذكرون أنهم لا يعرفون مكانه.

وتحدثت فدوى عن زوجها خلال لقاء لها في جنيف قائلة: "كان شغله الشاغل هو أن يحيا الناس من كافة الطوائف حياتهم بكرامة".

وانضمت فدوى إلى وفد اللجنة العليا للمفاوضات كمستشار لممارسة الضغوط من أجل إطلاق سراح زوجها.

وكان بعض أعضاء اللجنة يعتبرون خير "خائناً" في الماضي نظراً لآرائه السلمية ومعارضته القوية لرفع السلاح ضد النظام. ويطالب نفس هؤلاء الأعضاء حالياً بإطلاق سراحه.

– هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة The Wall Street Journal الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.

تحميل المزيد