منعت السلطات المغربية قرابة 20 شخصاً من التظاهر في الدار البيضاء وأتلفت لافتاتٍ رفعوها مساء الخميس 14 أبريل/نيسان 2016، احتجاجاً على "نهب الأموال العمومية"، وذلك عقب ظهور اسم الكاتب الخاص الذي يدير ثروة الملك محمد السادس في تسريبات "أوراق بنما".
النشطاء أطلقوا في 6 نيسان/أبريل صفحة على فيسبوك دعوا من خلالها إلى التظاهر احتجاجاً على "صمت الحكومة" على "ثروات المغرب المهربة والمنهوبة، وضد الإفلات من العقاب في الجرائم المالية والاقتصادية"، وذلك عقب بروز اسم محمد منير الماجدي، الكاتب الخاص للملك محمد السادس، في الوثائق المسربة.
السلطة انتزعت اللافتات
ومساء الخميس حاول عددٌ قليل من النشطاء التجمع في ساحة الأمم بوسط الدار البيضاء للاحتجاج، لكن قبيل تجمعهم بقليل أقدمت قوات الأمن على انتزاع اللافتات التي حاولوا رفعها احتجاجاً على "غياب التحقيق والمحاسبة"، بحسب ما أفاد مصور فرانس برس.
قوات الأمن حاصرت المتظاهرين القلائل قبل أن يتوجهوا إلى مقر حزب الطليعة اليساري حيث أتموا قرابة ساعة من الاحتجاج رغم محاولة المنع.
وألقى المتظاهرون كلمةً اعتبروا فيها الحكومة التي يقودها الإسلاميون "تؤمن" بأن الفساد والاستبداد "أمران مقدران" على المغاربة، مطالبين بفتح تحقيق مع الكاتب الخاص للملك و"كل من يعبث بأموال الشعب المغربي في محيط القصر، لأنه لا يجب أن يعلو أحدٌ على المحاسبة".
وقال أحد المتظاهرين ويدعى منعم أوحتي إنه "تم فتح تحقيق في فرنسا وتونس، واحتج الناس في هذين البلدين المجاورين فلم لا المغرب"، مضيفاً إن "خيوط الفساد وصلت إلى محيط القصر فليحاسب محيط القصر لهذا خرجنا من أجل فتح تحقيق، ليغلق بعد ذلك أو يبرؤوا".
اقتنى يختاً تاريخياً
وبحسب ما كشفت عنه "أوراق بنما" في ما خصّ المغرب فإن محمد منير الماجدي، الكاتب الخاص للملك محمد السادس، قام عن طريق شركتين مختلفتين أنشئتا في كل من الجزر العذراء البريطانية ولوكسمبورغ، باقتناء يخت تاريخي صار اليوم في ملكية الملك ويحمل اسم "البوغاز1″، إضافة إلى شرائه شقة فخمة في باريس تم ترميمها قبل أن يعاد بيعها.
وسبق لهشام الناصري المعروف بأنه "محامي القصر الملكي" أن رد عبر الصحافة المحلية في السابع من نيسان/أبريل على ما ورد في هذه التسريبات، حيث أكد أن الشركتين اللتين ورد ذكرهما في الوثائق "قانونيتان".
ودافع المحامي عن الكاتب الخاص للملك، الذي كان المتظاهرون أثناء الحراك الشعبي في 2011 رفعوا اسمه وصوره برفقة مسؤولين آخرين مقربين من الملك مطالبين برحيلهم، موضحاً أن الماجدي "يدير الثروة الملكية باحترام تام للمعاير".
ولم يفتح أي تحقيق في الموضوع داخل المغرب، وقد سبق لكل من وزيري الاتصال والعدل المغربيين أن نفيا في تصريحات للصحافة المحلية علمهما بالأمر، رغم التداول الإعلامي له.
كما لم يصدر أيُّ موقف رسمي أو حزبي باستثناء مطالبة حزب الطليعة الديمقراطي، وهو حزب يساري صغير في بيان الأربعاء البرلمان بفتح تحقيق، معتبراً أن ما ورد في تسريبات بنما "فضيحة سياسية خطيرة وكبرى" لها "آثار سيئة على النمو الاقتصادي والمالي والاجتماعي والثقافي والخدماتي".