هل سألت نفسك يوماً من هو شريك حياتي المناسب؟ أصعب سؤال يواجه الشباب وأسرهم أيضاً.. والسبب هو اختلاط المعايير وعدم وجود مواصفات محددة أو روشتة مضمونة للزواج الناجح.
وأول خطوة هي تحديد الهدف من هذا الزواج. والمشكلة أن الشاب والفتاة غالباً ما يكونان ليست لديهما أهداف محددة. يريد كل منهما من شريك المستقبل أن يشاركه تحقيق هذا الهدف. لكن يأتي الأمر بصورة عشوائية. بمعنى أن مواصفات شريك الحياة تكون عند الكثير من الشباب غير محددة أو دقيقة. فشريكة الحياة يقول الشاب إنه يريدها مثلاً طيبة وحنونة، وتقول الفتاة إنها تريد منه مثلاً أن يحافظ عليها وأن يكون كريماً.
لكن هل هذا الكلام يعد كافياً لاختيار شريك الحياة؟.. أم أن الأصوب أن يكون لديّ هدف معين أريد أن أحققه فى الحياة، وهذا الهدف يتطلب من شريك حياتي أن يقاسمني مسؤولية تحقيقه.
وبالتالي فأنا أبحث عن هذا الشريك الذي يصلح لأداء هذه المهمة. هل فكرت في ذلك من قبل؟
المفروض أن كل شاب قبل أن يتزوج يتساءل عن هدفه في الحياة. وكل فتاة تحلم بإنجاب ولد أو بنت تقوم بتربيتها على أنهما سيقومان بتجديد مستقبل الأمة وإعمار الأرض، وبالتالي فإن اختيار شريك الحياة سيكون له مواصفات تختلف عن مواصفات الفتاة التي تريد زوجاً خفيف الدم فقط مثلاً!
ولكي يكون هذا الموضوع أكثر واقعية.. هل توجد الآن فتاة تفكر فيما أتحدث فيه؟
إن الفراغ وعدم وجود أهداف يؤديان أحياناً لزيجات كثيرة فاشلة.. وكل الزيجات التي تفشل سببها عدم وجود هدف واضح قبل الزواج. ومن أهم أسباب ارتفاع نسبة الطلاق عدم وجود مواصفات معينة لاختيار الزوجة.
ابحث عن المتدينة أولاً.. ثم ابحث عن باقي الخصال بعد ذلك! قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك".
ومعناه أن عادة الناس.. أن يرغبوا في المرأة ويختاروها لإحدى خصال وهي: الجمال والمال والحسب والدين، وإن اللائق بذوي المروءات وأرباب الديانات أن يكون الدين مطمح نظرهم.. فالأخلاق والدين هما الباقيان.. وهما أهم هذه الخصال.. فإن قدمت الجميلة الغنية ذات الحسب على المتدينة تربت يداك أي التصقت بالتراب، لم تحصل على شيء، فتكون أول أولوياتك في الاختيار المتدينة، خاصة من تتميز بالحياء،
فجاءته إحداهما تمشي على استحياء.
أما عنكِ فاختاري المتدين، صاحب الخلق والأمانة "إن خير من استأجرت القوي الأمين".
أحياناً بعض المتدينين والمتدينات يقولون إن شريك الحياة لو كان متديناً، هذا يكفي بصرف النظر عن المستوى الاجتماعي والثقافي، والعكس
بمعنى أن الناس يكتفون بأن المستوى الاجتماعي والثقافي متقاربان ولا تهمهم قضية التدين. فالبنت تكون متدينة والشاب بعيداً جداً عن التدين. لا يصلي ويفعل الكبائر، فيقولون: ربما يتدين بعد ذلك ويتوب!
والمطلوب متدين مع مستوى اجتماعي وثقافي مناسب، بمعنى أن مسألة التكافؤ ضرورة لاستمرار الزواج، وكلمة التكافؤ تشمل: التكافؤ الاجتماعي والتكافؤ الثقافي والتكافؤ الديني والتكافؤ في السن، ولم يتم ضم التكافؤ المادي الى هذه العناصر؛ لأن التكافؤ المادي غير مهم إذا كان هناك تكافؤاً اجتماعياً وثقافياً.
قال تعالى: (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم) [النور: 32]. وعن ابن مسعود قال: التمسوا الغنى في النكاح.
أما التكافؤ في السن فهو قضية أساسية.. لكنه أحياناً يكون مسألة نسبية. فقد تكبر البنت الولد بسنة، لكن كل العناصر الأخرى تكفل لهما زواجاً ناجحاً دينياً وثقافياً واجتماعياً، إضافة الى الود الذي يربط بينهما، هنا يتوقف نجاح الزواج على مدى قبول الشاب لحقيقة أن الفتاة تكبره بعام مثلاً.
فلو شعر بأن هذا الفارق في السن سيضايقه فلا داعي لإتمام هذا الزواج، لكن لو كان الشاب شخصية قوية، والبنت تعطيه حقه كرجل ورب للأسرة فلا مشكلة في إتمام هذا الزواج.
لكن لو كان الرجل أكبر من البنت بـ15 سنة مثلاً فهذا يؤدي لمشاكل في المستقبل بينهما، ربما كانا لا يشعران اليوم بتأثير فارق السن لكن بعد مرور 10 سنوات على الزواج ستبرز المشكلة، وستكون كبيرة.
لكي تأخذ قرار الزواج، هذا القرار المصيري، حدد هدفك في الحياة لكي تستطيع تحديد من ستتزوج.. وتشاركك تحقيق أهدافك.
اعبدوا ربنا مع بعض.. ربنا يبارك في بيتكم وينزل عليه السكينة والسعادة.. فلا يحدث الملل والرتابة والبعد، بل إن هناك هدفاً يجمعكم تعملون له سوياً.. لعبادة الله وعمارة أرضه.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.