أعلنت "المقاومة الشعبية" الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، تسجيل 7 خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ اعتباراً من منتصف ليل الأحد- الإثنين، في محافظة تعز وسط البلاد لوحدها.
وفي بيان عاجل نشرته على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قالت "المقاومة" إن المسلحين "الحوثيين" وقوات الرئيس السابق "علي عبدالله صالح"، قصفوا خلال النصف ساعة الأولى من سريان "الهدنة" مواقع تسيطر عليها المقاومة والجيش الوطني المواليين للحكومة في مدينة تعز.
وأوضح البيان أن أحياء الروضة والكمب وكلابة وثعبات، شرقي مدينة تعز، تعرضت لقصف مدفعي مكثف من قبل قوات "الحوثيين-صالح".
وأفاد سكان محليون، أن انفجارات عنيفة سُمعت في مدينة تعز جراء القصف، دون أن يوردوا هم أو بيان المقاومة أنباء عن سقوط ضحايا.
وفي سياق متصل، فجّرت منظومة الدفاع الجوي التابعة للتحالف العربي، بعد سريان الاتفاق، صاروخاً باليستياً أطلقه "الحوثيون" في سماء محافظة مأرب(وسط)، بحسب شهود عيان.
وقال الشهود، إن الدفاعات تمكنت من اعتراض الصاروخ في سماء مديرية "مجزر" غربي المحافظة، وتمكنت من تفجيره، وذلك في الدقائق الأولى لسريان الهدنة.
ولم يصدر أي تعليق من التحالف العربي أو الحوثيين حول الحوادث المذكورة، كما لم ترد أنباء حتى الساعة 22 تغ حول تسجيل خروقات للهدنة في باقي المناطق والمحافظات اليمنية.
الرابع من نوعه
اتفاق وقف إطلاق النار بين القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين وحلفائهم، دخل حيز التنفيذ منتصف ليل الاحد الاثنين (21,00 ت غ)، يأتي تمهيداً لاستئناف محادثات سلام ترعاها الأمم المتحدة بعد أسبوع، وفق ما أعلن مسؤول عسكري يمني.
الحوثيون وحلفاؤهم الموالون للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، أكدوا التزامهم الاتفاق، وهو الرابع من نوعه منذ بدء التحالف عملياته في اليمن دعماً لقوات الرئيس عبد ربه منصور هادي نهاية مارس/آذار 2015.
وقال اللواء "محمد علي المقدشي"، رئيس هيئة الأركان في الجيش الموالي للرئيس هادي "الهدنة دخلت الآن حيّز التنفيذ بالنسبة لقوات الشرعية ونحن ملتزمون بوقف إطلاق النار بناء على توجيهات قيادتنا السياسية والعسكرية ما لم تخترق من قبل الحوثيين وقوات صالح".
وأضاف "في حال اخترقت الهدنة وحاولت المليشيات التقدم وتحقيق مكاسب على الأرض مستغلة الهدنة لنا الحق في الرد"، معتبراً أن الحوثيين "تاريخياً لم يلتزموا بوقف إطلاق النار، نأمل هذه المرة أن يلتزموا".
وأكد الحوثيون عبر وكالة أنباء "سبأ" التابعة للحوثيين، التزامهم بالاتفاق الذي يسبق استئناف مباحثات السلام المقررة في الكويت في 18 إبريل/نيسان الجاري.
ونقلت الوكالة عن مصدر في جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح "نؤكد أننا وفي ضوء المشاورات والنقاشات التي أجريناها مع الأمم المتحدة خلال الأيام الماضية قمنا مساء السبت (…) بتسليم رسالة بالتزامنا بوقف إطلاق النار إلى مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ بما يضمن إيقاف كافة الأعمال القتالية والعمليات والتحركات العسكرية البرية والبحرية والجوية على كامل أراضي الجمهورية اليمنية".
وأمل المصدر في "التزام الأطراف الأخرى باحترام وقف إطلاق النار والالتزام بمتطلباته فور دخوله حيز التنفيذ".
وأعلنت قيادة التحالف مساء الأحد التزامها الاتفاق واحتفاظها بحق الرد على أي خرق.
وأكدت في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية السعودية، أنها "سوف تلتزم بوقف إطلاق النار (…) استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي (…) مع احتفاظها بحق الرد على أي خرق لوقف إطلاق النار".
وأوضحت أنها أبلغت الموفد الأممي بقرارها، مؤكدة "استمرارها في دعم الشعب اليمني والحكومة اليمنية في سبيل إنجاح المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وبما يساعد الحكومة على القيام بواجباتها في حفظ الأمن والاستقرار في اليمن، والتفرغ لمكافحة الإرهاب".
ترحيب أممي
وأشاد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد، أمس الأحد بوقف المعارك الساري في اليمن، وحث أطراف النزاع والمجتمع الدولي على "الاستمرار في تصميمهم على دعم" الهدنة، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
وقال في بيان إن هذه الهدنة "أساسية وملحة ولا غنى عنها (..) ولم يعد بإمكان اليمن السماح بخسارة المزيد من الارواح".
ووصف اتفاق وقف إطلاق النار بأنه "خطوة أولى في اتجاه عودة السلام إلى اليمن".
وفي حال صمد وقف الأعمال القتالية، فإن مفاوضات السلام اليمنية ستستأنف في 18 إبريل/نيسان في الكويت.
وأكد المبعوث الدولي أن "طرفي النزاع تعهدا باحترام بنود اتفاق وقف الأعمال القتالية وشروطه التي عرضتها" مذكراً بأن الهدنة يجب أن تتيح وصولاً حراً للمساعدة الإنسانية للمدنيين اليمنيين.
وأقر المبعوث بأنه "لا يزال هناك الكثير من العمل لضمان احترام كامل لوقف الأعمال القتالية واستئناف مباحثات السلام في الكويت" معتبراً أنه كان "أوان الابتعاد عن الهاوية".
وأضاف "الأمر يتطلب تسويات صعبة من كافة الأطراف وشجاعة وتصميماً للتوصل إلى اتفاق".
وتابع "إن التقدم المحرز يوفر فرصة حقيقية لإعادة أعمال البلد الذي عانى كثيراً من العنف منذ أمد بعيد".