فتح قرار حكومة الرئيس الإيراني الخميس الماضي، بفرض غرامات وعقوبات ضد العاملين الأفغان في إيران، شهية الحرس الثوري الذي يتطلع إلى كسب المزيد من المقاتلين الأفغان لدعم حليفهم الرئيس السوري بشار الأسد ضد معارضيه.
القرار جعل الأفغان في إيران يعيشون تحت وطأة ضغوط حكومة الرئيس حسن روحاني التي قررت حرمانهم من العمل، وبين رغبة الحرس الثوري بجنيدهم وإرسالهم إلى سوريا، حيث الموت.
فقد أعلن مدير مكتب الرعايا والأجانب في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية الإيرانية، علي إقبالي، الخميس، أن الوزارة قررت فرض غرامات صارمة على اللاجئين الأفغانيين العاملين في البلاد، مشيراً إلى أن "الأولوية في العمل للإيرانيين من أجل مكافحة البطالة".
وقال إقبالي في تصريح لوكالة أنباء "إيسنا" الإصلاحية، إن "الغرامات هذا العام تضاعفت، حيث سنفرض غرامة لكل يوم 135 ألف تومان (45 دولاراً) وكذلك 361 ألف تومان (100 دولار).
وأشار المسؤول الإيراني إلى وجود نحو مليون ونصف من اللاجئين الأفغانيين العاملين في إيران من دون الحصول على رخصة عمل من قبل السلطات الرسمية، منوهاً إلى أن الغرامة التي وضعت العام الماضي ضد العاملين الأفغان كانت 118 ألف تومان (35 دولاراً)، لكنها تضاعف هذا العام".
وأشار علي إقبالي إلى أن الأفغانيين الذين يعملون بالأعمال الحرة في إيران، سيتم اعتقالهم وزجهم بالسجن لمدة 90 يوماً، محذراً الدوائر والمؤسسات غير الحكومية من التعامل مع الأفغانيين.
ومنعت الحكومة المحلية بمحافظة مازندان شمال إيران العام الماضي اللاجئين الأفغانيين من دخولها، فيما استثنى القرار الأفغانيين الذين ولدوا من أم إيرانية متزوجة من أجنبي.
وتواجه أفغانستان صعوبات للتعامل مع مئات الآلاف الذين تشردوا داخل حدودها بسبب العنف، وطلبت هذا الشهر من جارتها إيران ألا تطرد اللاجئين الأفغان الذين لا يملكون الوثائق اللازمة. وقالت كابول إن 760 ألف لاجئ معرضون للخطر.
وتقدِّر السلطات الإيرانية عدد الأفغان الذين يعيشون في إيران بمليون و400 ألف شخص، وقد أعلنت مؤخراً عن نيتها طرد 760 ألفاً منهم، وتعدم طهران كذلك سنويًّا عدداً كبيراً من الأفغان بتهمة تجارة المخدرات.
الحرس الثوري يستغل الأفغان
ويرى مراقبون للشأن الإيراني، أن خطوة حكومة روحاني تجاه اللاجئين الأفغان، ستفتح شهية الحرس الثوري لاستقطاب المزيد من الشباب الأفغان من أجل زجِّهم في الصراع الدائر بسوريا بين قوات الأسد والمعارضة.
وشكل الحرس الثوري الإيراني في 2013 للمقاتلين الأفغانيين لواءً خاصًّا بهم باسم "لواء الفاطميين"، كما شكل حزب الله اللبناني فرعاً جديداً له بينهم باسم "حزب الله أفغانستان".
وأول من تولى قيادة هذه القوات الأفغانية هو الأفغاني علي رضا توسلي، الذي قتل في مدينة درعا على يدي المعارضة السورية في مارس 2015، ويعد توسلي من أبرز المقربين من قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني "قاسم سليماني".
ويحصل المقاتل الأفغاني على مبالغ تتراوح ما بين 350 دولاراً و500 دولار شهريًّا والإقامة الدائمة في إيران، وكذلك السماح لأطفالهم بالتعليم المجاني في المدارس الحكومية"، وأعربت الحكومة الأفغانية عن استيائها البالغ إزاء هذه الخطوة، وهددت برفع الشكوى إلى مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة ضد إيران، بعد نشر أخبار قتل العديد من الأفغان في سوريا، وهروب بعض الأفغان من سوريا وعودتهم إلى أفغانستان.
عدد القتلى الأفغان في سوريا
وتشير إحصائيات تنشرها وسائل إعلام رسمية إيرانية، أن عدد القتلى الأفغان الشيعية في سوريا تجاوز 360 مقاتلاً أغلبهم من الشباب الذين كان يعيشون في مدينة قم (جنوب العاصمة طهران) ومدينة مشهد شمال شرقي إيران.
ويتم بين الحين والآخر، تشييع عدد من المقاتلين الأفغانيين في عدد من محافظات إيران، ويصفونهم بأنهم "شهداء العقيدة للدفاع عن حرم السيدة زينب".
ومع بداية الانشقاقات في تلك المليشيات الشيعية، وتنظيم عمل كل مليشيا، كان للأفغان حصة في التقسيم؛ حيث تَشَكَّلَ لواء "فاطميون"، ولواء "خدام العقيلة"، وهما ينتسبان لما يسمى "حزب الله أفغانستان".
وفي 20 مايو من عام 2014، نفى المرجع الديني الأفغاني المقيم بمدينة قم الإيرانية، المحقق كابلي، تأييده لتوجه الأفغانيين المتواجدين في إيران للذهاب إلى سوريا، معتبراً ما نقل بشأن تأييده للقتال في سورية بالخبر "الكاذب".
ورأى المرجع أن تحويل الأزمة السورية إلى صراع طائفي ليس من مصلحة الأمة الإسلامية والمنطقة، داعياً الدول المؤثرة في سوريا إلى تجنب الدخول في الشؤون الداخلية لسوريا.
وقال المرجع كابلي في بيان نشره موقعه الرسمي "يجب إنقاذ الشعب السوري المظلوم من نار الفتنة المستعرة من قبل الأعداء التي تستهدف الشيعة والسنة على حد سواء".