كيف تتعامل مع الشخصيات الصعبة ؟ | “2” الشريك المخالف!

ختاماً وللتذكرة: التعامل مع الأشخاص الصعبة أمر مرهق، وله آثار نفسية وصحية مدمرة.. فلا تترك مشاكلك معهم تلتهم حياتك.. لا تكثر من التفكير فيهم.. والتحدث عنهم.. واشغل نفسك بما يجلب لك البهجة والسعادة.. وفر وقتك وفكرك ومشاعرك لمن تحبهم وتثق بهم.. تعلم أن تضع الموقف السام في صندوق مغلق.. لا يفتحه طواعية أبداً.. واترك أبواب روحك مفتوحة على مصراعيها لمن يمنحوك وتمنحهم الدعم والحب والمساندة..

عربي بوست
تم النشر: 2016/04/08 الساعة 01:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/04/08 الساعة 01:52 بتوقيت غرينتش


يعارضك على طول الخط.. تشعر كأنه لا يعرف من الكلمات غير: "لا".. "ممنوع".. "لا يجوز".. "أرفض".. من يطلق عليهم الناس تعبير "الشريك المخالف"..المعترضون دائماً.. من يستمتعون بتعطيل المراكب وإبقائها في مرافئها بلا إبحار!

كلنا صادفنا هؤلاء الأشخاص الذين نعرف أن الحصول على موافقتهم ليس بالأمر الهين.. يميلون إلى الرفض أكثر من الموافقة.. يستفزنا هذا الرفض ويغضبنا وقد نتسرع برد فعل غير محسوب فتتفاقم مشاكلنا معهم.. وتسوء علاقتنا بهم!

من الحكمة أن نحاول التحكم في مشاعرنا في كل الأحوال وتحت كل الظروف.. ومما أجده مفيداً جداً في هذا الصدد :

  • مقاومة النزعة الطبيعية في النفس إلى "الرد" الفوري.. والرغبة في الانتصار على الشخص الآخر.. أو إفحامه.. أو إحراجه.. اسأل نفسك ما أهمية ذلك؟ وما جدواه؟ .. اسأل نفسك ما أسوأ ما قد يحدث إذا تجاهلت استفزازه؟.. ما أسوأ ما سيحدث لو فعلت كذا أو كذا ردًّا على الاستفزاز؟..
  • في معظم الأحوال أفضل رد فعل في المواقف المشحونة بالانفعال هو ألا تفعل شيئاً!.. أجل تصرفك حتى تهدأ .. وإذا أمكن انسحب من الموقف وتريض دقائق قليلة سيراً على الأقدام.. ستهدأ أعصابك.. وسترى الموقف بهدوء..
  • اجتهد في البحث عن شيء يعجبك في هذا الشخص.. أسكب حلو المديح على مر تصرفاته فلعل ذلك يحسن من العلاقة بينكما.. لكن احذر أن تمدحه كذباً.. ابحث عن شيء يعجبك فعلاً فيه..
  • لا تسمم حياتك وتقع في فخ الشكوى مراراً وتكراراً من هذا الشخص وما يسببه لك من مشاكل.. سيضاعف ذلك حجم المشكلة في ذهنك.. وسيضاعف أثرها السيئ عليك.. تناساه..
  • فكر في الموقف وربما علاقتك كلها بهذا الشخص كتجربة.. لا شيء يحدث عبثاً.. كل شيء يحدث لحكمة.. ما الدرس من هذه العلاقة الصعبة؟ ..
  • نفث عن غضبك وضيقك بالكتابة.. عدة دقائق من الكتابة صباحاً أو مساءً كفيلة بإزالة آثار معاركنا اليومية، وترك نفوسنا أنقى وأرواحنا أزكى وأقدر على مواجهة الحياة.. كما أن كتابة الأفكار تجعلها أكثر وضوحاً وربما ساعدت أن نكتشف أموراً غابت عنا..

إضافة إلى ما سبق من المهم أن تفهم لماذا يعارضك هذا الشخص؟

تختلف تصرفات الأشخاص باختلاف دوافعهم.. وبحسب فهمك لدوافع الرفض ستحتاج أن تجرب مقترحاً أو أكثر من المقترحات التالية حتى تصل إلى مفاتيح هذا الشخص وتنجح في التعامل معه:

  • تعامل معه بود.. أشعره بالقول والفعل أنكما في نفس الخندق.. تبحثان عن "الحل" أو "أفضل فكرة".. ولا تتعامل معه على أنه عدوك..
  • أطلب رأيه واستطلع وجهة نظره مبكراً على قدر استطاعتك.. حاول كسبه في صفك.. لا تسفه من اعتراضه وما يراه.. أشعره أنك تأخذ كلامه بعين الاعتبار واطلب منه أن يساعدك على إيجاد حلول وبدائل..
  • إأعرب عن تقديرك لوجهة نظره وثقتك في أن هدفه الصالح العام والنصيحة المخلصة..
  • تذكر أن رفضه واعتراضه قد يكون سبباً في تحسين الفكرة وتلافي أخطاء لم تلتفت لها.. أو تلافي مخاطر لم تنتبه لها.. ربما ستصبح فكرتك أقوى وأنجح لو أخذت اعتراضاته في الاعتبار وفكرت فيها..
  • إن كان هذا الشخص فرد من مجموعة منوط بهم اتخاذ القرار.. تواصل مع الآخرين المؤثرين في اتخاذ القرار مبكراً.. واكسبهم في صفك .. ولا تستهن برأيه حتى لو كسبت موافقة الجميع.. لا تزرع عداوات بلا داعٍ..
  • في المناقشات تكلم بهدوء وبلا شخصنة ولا تندفع في محاولة دحر منطقه وهزيمته.. فسيجعله ذلك أكثر ضراوة وأشد حرصاً على إثبات صحة رأيه..
  • إذا أصبحت في موضع قوة في النقاش.. وأصبح من الواضح أن اعتراضه بلا قيمة.. اعرض بعض التغييرات أو الاقتراحات -الطفيفة أو السطحية- واطلب أن يعيد النظر على ضوئها.. امنحه فرصة للتراجع عن رأيه دون خسارة ماء وجهه.. هناك من يقدرون مثل هذا التصرف.. وقد يتحول بسببه عدوك إلى صديق..
  • في أحوال نادرة قد يكون التجاوب معه والمزايدة عليه في إبراز السلبيات سبباً في أن يأخذ اتجاهاً مخالفاً!.. فيتحقق لك ما تريد!

ختاماً وللتذكرة: التعامل مع الأشخاص الصعبة أمر مرهق، وله آثار نفسية وصحية مدمرة.. فلا تترك مشاكلك معهم تلتهم حياتك.. لا تكثر من التفكير فيهم.. والتحدث عنهم.. واشغل نفسك بما يجلب لك البهجة والسعادة.. وفر وقتك وفكرك ومشاعرك لمن تحبهم وتثق بهم.. تعلم أن تضع الموقف السام في صندوق مغلق.. لا يفتحه طواعية أبداً.. واترك أبواب روحك مفتوحة على مصراعيها لمن يمنحوك وتمنحهم الدعم والحب والمساندة..

مصادر: كتاب "كيف تتعامل مع من لا تطيقهم" د. ريك كريشنر و د. ريك برينكمان

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد