أعلنت الحكومة الإيطالية الجمعة 8 أبريل/ نيسان 2016 سحب سفيرها بالقاهرة ماوريتسيو ماساري للتشاور، وذلك بعد انتهاء اجتماعات جمعت وفداً قضائياً وأمنياً مصرياً ومحققين إيطاليين في روما بشأن التحقيقات الجارية لمعرفة ملابسات مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة بعد اختفائه في 25 يناير/ كانون الثاني الماضي.
وتقول الصحف الإيطالية إن الاجتماعات لم تجن سوى الفشل الذريع وخيبة الأمل بحسب ما يتردد في الأوساط القضائية بالعاصمة الإيطالية، حيث لم يقدم الجانب المصري ما طلبه نظيره الإيطالي في 8 فبراير/ شباط ، كما تم قطع التعاون القضائي بين البلدين.
ونرصد هنا أسباب فشل الوفد المصري في إقناع إيطاليا بشأن حقيقة مقتل ريجيني وفق ما نقلته وسائل إعلام وصحف إيطالية.
أولاً: لم يسلم الوفد المصري النيابة العامة في روما سجل المكالمات الهاتفية لنحو 10 أشخاص كانوا متواجدين في القاهرة في يناير/ كانون الثاني الماضي، ولم يتم كذلك تسليم تتبع هاتف ريجيني، وهو ما تعتبره نيابة روما لا غنى عنه في التحقيقات.
ثانياً: إشارة الوفد المصري لرواية الوصول لأوراق ريجيني لدى العصابة الإجرامية التي تم قتل جميع أفرادها في تبادل لإطلاق النار في 24 مارس/ آذار الماضي، فيما أكدت النيابة الإيطالية أنها غير مقتنعة بتورط تلك العصابة بشكل مباشر في تعذيب وقتل ريجيني.
ثالثاً: تسلم الجانب الإيطالي تفريغاً مكتوباً لمكالمات هاتفية جرت بين ريجيني واثنين من أصدقائه اعتبرها الإيطاليون ليست ذات أهمية ولا تضيف جديداً، وصوراً للعثور على جثة ريجيني.
رابعاً: لم تحوِ ملفات المستشارين والضباط الأربعة القادمين ألفي أو ثلاثة آلاف صفحة كما كان يتردد بوسائل الإعلام، وإنما عدداً قليلاً من الأوراق.
خامساً: لم يتم تقديم سجل المكالمات التي أجراها ريجيني من هاتفه قبل اختفائه وكذلك تسجيلات الفيديو للكاميرات في منطقة الدقي التي كان يسكن فيها.
سادساً: الصور الخالية التي التقطتها بعض كاميرات المراقبة لجزء من الشارع بين مسكن جوليو ومحطة مترو أنفاق الدقي لم تكن ذات أهمية في التحقيقات.
سابعاً: يقول رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب الإيطالي ليويجي مانكوني، في تصريحات نقلتها صحيفة "الفاتوكوتديانو" كان طبيعياً أن تسود حالة من التشكك لأن الأوراق التي جلبها المحققون المصريون تتطلب ترجمة لنوع من المزيج بين اللغة العربية واللهجة المصرية والتي تستغرق وقتاً، علاوة على طول مدة التحقيقات التي بدأت منذ شهرين ونصف.