أطلقت النيابة العامة البلجيكية لقطات جديدة ظهر فيها أحد المشتبه بهم في التفجيرات الانتحارية التي وقعت في مطار بروكسل، وأسفرت عن مقتل 16 شخصاً خلال الشهر الماضي. كما وجهت نداءً جديداً للمساعدة في العثور على المُشتبه به.
المتحدث باسم النيابة العامة البلجيكية، إريك فان دير سيبت، قال في مؤتمر صحفي انعقد في بروكسل قدّم فيه ممثلو الادّعاء شريط فيديو يُظهٍر هُروب رجل من صالة المغادرة التي دُمِرت مُتجهاً إلى وسط المدينة، "نحن ننشد المساعدة من أي شخص قام بتسجيل لقطات أو صور المشتبه به"، بحسب ما نقلت صحيفة الغارديان البريطانية، 7 أبريل/نيسان 2016.
وتقوم الشرطة بعمليات تفتيش عن الرجل منذ أن تم تصويره بجانب اثنين من الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم في مطار بروكسل يوم 22 مارس/آذار، قبيل التفجير الذي استهدف محطة المترو في المدينة. وقد أسفرت الهجمات في مجملها عن مصرع 32 شخصاً، والتي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" مسؤوليته عنها.
ويُظهر شريط الفيديو الذي أطلقته الشرطة مؤخراً المشتبه به مرتدياً قبعة وسترة ذات ألوان فاتحة، بينما كان يفر من صالة المغادرة في المطار في تمام الساعة 07:58 صباحاً بعد انفجار القنابل.
وبحسب المقطع المُشار إليه؛ واصل الرجل طريقه سيراً على الأقدام في اتجاه وسط بروكسل، ثم فقدته كاميرات المُراقبة في الساعة 9:50 صباحاً، وعلى طول الطريق كان خالعاً عنه سترته المُلونة، وفي نقطة ما ظهر يتحدث عبر الهاتف.
البحث عن السترة
مازال المحققون يبحثون عن السترة، التي وصفوها في بيان بأنها "لامعة من الخارج وقاتمة اللون من الداخل"، وقال المتحدث باسم مكتب المدّعي العام للصحفيين "السترة خصوصاً تنال اهتمامنا"، وطلب من الشهود المحتملين الاتصال بالشرطة باستخدام رقم الهاتف وعنوان بريد إلكتروني مُخصصين للتحريات بشأن الحادث.
كما طلبت الشرطة قبل أسبوع من جميع المقيمين وأصحاب الأعمال في منطقة بروكسل ممن لديهم كاميرات مراقبة خارجية عدم حذف أي لقطات سُجِلت اعتباراً من 15 مارس/ آذار وحتى الآن.
وتتعرض السلطات البلجيكية لانتقادات واسعة بسبب تعاملها مع القضية، خصوصاً بعد ظهور روابط وثيقة بين مُنفّذي هجمات بروكسل والمتورطين في الهجمات الإرهابية التي وقعت في باريس في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتي أسفرت عن مقتل 130 شخصاً.
وقد اعتُقل صلاح عبد السلام، وهو المشتبه به الوحيد الباقي على قيد الحياة، في بلجيكا، 18 مارس/آذار، بالقرب من منزل عائلته، بعد أربعة أشهر من هروبه، وتحتجزه السلطات حالياً في سجن بمدينة بلجيكية شمال بروج، تمهيداً لتسليمه إلى فرنسا.
نقل صلاح عبد السلام إلى فرنسا
الموكل بالدفاع عن صلاح عبد السلام، المحامي سفين ماري، قال إن موكله سيُنقل إلى فرنسا بعد "عدة أسابيع"، حيث أن المحققين البلجيكيين مازالوا يستجوبونه حول مداهمة الشرطة لشقة في بروكسل يوم 15 مارس/آذار، وقد شهدت المُداهمة تبادلاً لإطلاق النار وأصيب عدد من الضباط، وقُتِل المشتبه به محمد بلقايد، الجزائري الجنسية، وفر رجلان من موقع المُداهمة.
وقال ممثلو النيابة العامة في وقت لاحق أنهم عثروا على بصمات لأصابع عبد السلام في الشقة، فيما ينفي المُتهم الذي يحمل الجنسية الفرنسية، ويبلغ من العمر 26 عاماً أي معرفة مسبقة له بهجمات بروكسل، على الرغم من صلته باثنين على الأقل من المهاجمين.
حيث أن خالد البكراوي، الذي قام بتفجير نفسه بمحطة مترو مالبيك، كان قد استأجر الشقة التي داهمتها الشرطة في 15 مارس/آذار. كما أن واحداً من اثنين نفّذا تفجيرات المطار؛ وهو نجم العشراوي، قد ذهب إلى هنغاريا بصحبة عبد السلام في سبتمبر/أيلول الماضي.
وفي أحدث تطور في القضية؛ قال البرلمان الأوروبي يوم الأربعاء 6 أبريل/نيسان إن واحداً من مُنفذي هجمات بروكسل كان يعمل كعامل نظافة في المُنشأة لمدة شهر في عام 2009 ومرة أخرى في عام 2010. ولم يُذكر اسم الشخص، ولكن مصدراً مُطّلعاً قال لوكالة الأنباء الفرنسية (AFP) إن الشخص المقصود هو عشراوي، المُشتبه بصناعته للقنبلة المُستخدمة بهجوم باريس الإرهابي.
وقد كشفت العلاقات بين المشتبه بهم في الهجومين عن شبكة معقدة من الخلايا الجهادية المترابطة، بما يمثل ضغطاً على قوات الأمن الأوروبية لتعزيز التعاون في مجال مكافحة التطرف.
هذه المادة مترجمة بتصرف عن صحيفة The Guardian البريطانية.