وضع الاتحاد الأوروبي والسلطات اليونانية الأحد 3 أبريل/نيسان 2016، اللمسات الأخيرة على عملية إعادة مئات المهاجرين إلى تركيا، تنفيذاً لاتفاق تم توقيعه في الثامن عشر من مارس/آذار 2016 بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
ورفض المسؤولون التعليق على تفاصيل العملية التي يعتقد أنها ستبدأ في وقت مبكر من يوم غد الاثنين 4 أبريل/نيسان 2016، في جزيرة ليسبوس حيث يوجد أكثر من 3300 لاجئ ومهاجر.
وأفادت وكالة الأنباء اليونانية الرسمية أن نحو 750 مهاجراً ستتم إعادتهم إلى تركيا بين الاثنين والأربعاء، في موجة أولى من عمليات الترحيل، فيما لم تنف الحكومة تقرير الوكالة.
أين سيسكنون؟
يجري حالياً بناء مركز لإعادة استقبال المهاجرين في مدينة "تشيشمي" غرب تركيا في الجهة المقابلة لجزيرة خيوس اليونانية عشية بدء تنفيذ الاتفاق، بحسب ما أكدت وكالة رويترز.
ولم تعلن السلطات التركية بعد أي معلومات بشأن عدد المهاجرين الذين ستتم إعادتهم أو كيف سيتم التعامل معهم وأين سيتم تسكينهم. لكن الاستعدادات في تشيشمي مستمرة اليوم الأحد 3 أبريل/ نيسان لتجهيز مركز إعادة الاستقبال.
عامل تركي في موقع المركز الذي يتم تشييده قال لرويترز "بدأنا يوم الجمعة. قالوا إن المهاجرين سيعودون من اليونان. سنبدأ وضع اللمسات النهائية اليوم. قد نواصل العمل حتى الساعة 23:00 (21:00 بتوقيت جرينتش) للانتهاء من البناء. كما ترى أصدقائي يعملون هنا. وسنواصل العمل".
كما أكد أحد العاملين السوريين في الموقع أنه يقوم ببناء مركز لاستقبال اللاجئين السوريين، وقال: "والله الحمد لله تركيا مثلها مثل سوريا وحاسين بوجعنا وعم نشتغل هنا معسكر للاجئين السوريين من اليونان".
مراحيض متنقلة
وفي مدينة ديكلي الساحلية التي يتوقع عودة المهاجرين إليها من ليسبوس أُقيمت أمس السبت 2 أبريل/نيسان 2016 خيام بحجم غرفتين على رصيف الميناء. كما تم أيضاً إنشاء مرحاضين متنقلين بالقرب من المكان.
وأشارت وسائل إعلام تركية إلى أن الهلال الأحمر التركي يستعد لفتح مخيم للاجئين قادر على استيعاب 5 آلاف شخص في مانيسا.
وعلى الطرف الآخر قال مراسل وكالة فرانس برس أن عملية إعادة المهاجرين يمكن أن تشمل جزراً أخرى في بحر إيجه تضم عدداً كبيراً من اللاجئين والمهاجرين مثل خيوس، حيث شوهد الأحد وصول عناصر من وكالة الحدود الأوروبية "فرونتكس".
وأضافت الوكالة إن المهاجرين سيرسلون من جزيرة ليسبوس إلى ميناء ديكيلي التركي، مشيرة الى أن "فرونتكس" استأجرت سفينتين تركيتين لهذه الغاية.
وقالت مصادر في شرطة ليسبوس أن اللاجئين والمهاجرين تزاحموا في اللحظة الأخيرة لتقديم طلبات اللجوء تجنباً لطردهم.
انخفاض أعداد المهاجرين
ومازال آلاف المهاجرين يحاولون قطع الرحلة الخطيرة وعبور البحر برغم انخفاض أعداد الوافدين. ووصل أكثر من 1900 شخص إلى اليونان في الأسبوع الحالي برغم الطقس السيئ وسجلت السلطات اليونانية وصول 5622 شخصاً منذ 20 مارس/آذار.
من جهة أخرى أعلن مسؤول في وزارة الداخلية الألمانية إن عدد المهاجرين الذين يدخلون ألمانيا من النمسا تراجع أكثر من سبع مرات في مارس/آذار، لأقل من خمسة آلاف شخص بسبب فرض الدول الواقعة على امتداد طريق الهجرة في البلقان قيوداً على الحدود.
وتواجه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ضغوطاً لتنفيذ وعد بإبطاء وصول المهاجرين واللاجئين بعد دخول 1.1 مليون شخص ألمانيا العام الماضي مما أثار مخاوف من تكلفة وكيفية دمج هؤلاء في المجتمع.
وفي فبراير/ شباط وصل 38570 مهاجراً إلى ألمانيا من النمسا وهو أقل بكثير بالفعل من العدد الذي وصل في يناير/ كانون الثاني وبلغ 64700. والنمسا هي نقطة الدخول الرئيسية للمهاجرين الذين يصلون إلى ألمانيا.
وفرضت النمسا قيوداً على الحدود في فبراير/ شباط ثم حذت حذوها دول أخرى في أوروبا مما أدى إلى تقطع السبل بآلاف الأشخاص ومنهم كثيرون فارون من الحرب والعنف في سوريا ودول أخرى.
ويتوقع ساسة كثيرون فتح طرق جديدة مع استئناف معابر البحر المتوسط إلى إيطاليا من ليبيا.
اتفاق مثير للجدل
وتعول ميركل التي تنتقد تشديد القيود الحدودية على اتفاق مثير للجدل بين الاتحاد الأوروبي وتركيا يبدأ سريانه يوم الاثنين ويهدف إلى إبطاء تدفق المهاجرين إلى غرب أوروبا.
ويعطي الاتفاق تركيا مزايا سياسية ومالية مقابل استعادة اللاجئين والمهاجرين الذين يعبرون إلى اليونان ويخشى المنتقدون من أن هذا الاتفاق قد يجعل أوروبا تتخذ موقفاً أكثر تساهلاً مع أنقرة بشأن حقوق الإنسان.
وبموجب الاتفاق الذي وقعه الاتحاد الأوروبي، ستتم إعادة جميع المهاجرين الذين وصلوا إلى اليونان بعد 20 آذار/مارس إلى تركيا، رغم أن الاتفاق يدعو إلى درس حالة كل لاجئ على حدة. وشكا كثيرون من أنه لم يتم إعطاؤهم الوقت الكافي لإنهاء إجراءات اللجوء الخاصة بهم.
وقال أنس البكر، وهو مهندس سوري من حمص، أن الشرطة سجلت وصوله إلى جزيرة خيوس في 20 آذار/مارس، يوم دخول اتفاق الهجرة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا حيز التنفيذ، رغم أنه كان وصل في 19 آذار/مارس. وأوضح لوكالة فرانس برس "قالوا أن أجهزة الكمبيوتر تعطلت في ذلك اليوم".