تتأهب حكومة اليونان لمواجهة أعمال عنف محتملة قبل تطبيق الاتحاد الأوروبي لاتفاق تاريخي، إذ أنه بدءاً من الاسبوع القادم، يوم الاثنين تحديداً، ستقوم بترحيل اللاجئين والمهاجرين السوريين إلى تركيا في مجموعات كبيرة.
وقد أثارت أعمال الشغب والتمرد التي قام بها آلاف اللاجئين المحاصرين في اليونان مخاوف كبيرة في أثينا على خلفية تطبيق اتفاقية فسدت أصلاً بسبب القلق المتصاعد حول قانونيتها، وقد أصبحت الجزر بؤراً من التوتر بعد خروج ما يقرب 800 شخص عنوة من مركز الاحتجاز في خيوس يوم الجمعة الماضية 1 إبريل/نيسان2016.
وتم إعداد ما يقرب من 750 مهاجرا للعودة من جزيرة ليسبوس إلى ميناء Dikili ديكيلي التركي، وذلك في الفترة بين يومي الاثنين والأربعاء، حسب ما أفادت صحيفة الغارديان البريطانية، الأحد 3 أبريل/ نيسان 2016.
لاجئون وليسوا مجرمين
وقال يورغوس كيريتسيس اليساري المتحدث باسم وكالة تنسيق الهجرة لصحيفة the Observer البريطانية "نتوقع أعمال عنف، فالأشخاص اليائسون يميلون إلى العنف.. الفكرة من الموضوع كله هو منع الهجرة غير الشرعية من سواحل تركيا إلى أوروبا، ولكن الأمر سيكون صعباً، حيث أننا نحاول استخدام أساليب لينة. فهؤلاء الأشخاص هربوا من الحرب، وهم ليسوا بمجرمين".
وقبيل تنفيذ الاتفاقية بأربعٍ وعشرين ساعة ، لم ترسل وكالة الاتحاد الاوروبي لحراسة الحدود "فرونتكس" الطاقم المناسب للإشراف على العملية. حيث من المتوقع أن تقوم ثمانية قوارب تابعة لفرونتكس بنقل الرجال والنساء والأطفال المحتجزين في الجزر اليونانية، إذ تم اختيارهم للترحيل عبر بحر إيجة عقب جلسات استماع سريعة لطالبى اللجوء.
لكن كيريتسيس يقول أنه لم يصل حتى الآن سوى مائتين فقط من إجمالي 2300 موظف وعد الاتحاد الأوروبي بإرسالهم إلى اليونان.
وعود أوروبية لاتتحقق
ويضيف "مازلنا ننتظر الخبراء القانونيين والمترجمين الذين قالوا إنهم سيقومون بإرسالهم. حتى موظفو فرونتكس لم يصلوا بعد." وبالمثل فقد تعطلت أيضاً المساعدات الإنسانية المخصصة لليونان، ما نتج عنه أن الدولة المفلسة كانت تدير الأزمة وحدها –مع التدفق المستمر للاجئين- بميزانية محدودة للغاية من الموازنة العامة للدولة.
يوم السبت كانت المواد المبعثرة دليلاً على الفوضى الموجودة في خيوس، فعلاوة على إصابة المحتجزين الخائفين من الترحيل القريب بالاهتياج، واختراقهم الأسلاك الشائكة التي تسيج مركز الاحتجاز في الجزيرة، تقدموا سيراً في يأس تجاه ميناء المدينة.
كما تعرض ثلاثة لاجئين لجروحٍ في محاولة فرار جماعي، وحاولت شرطة مكافحة الشغب السيطرة على الحشود ببنادق الصوت والغاز المسيل للدموع. كما قام المحتجزون بتخريب المكان وهو مصنع إعادة تدوير قديم، وقاموا بتحطيم الغرف وحتى معدات بصمات الأصابع.
يقول مصطفى لوكالة فرانس برس "إذا قاموا بإجباري على العودة إلى تركيا سأقوم بإلقاء نفسي وعائلتي في البحر"، مصطفى هو أحد المحتجزين السوريين وهو ينتظر مع زوجته وأطفاله في ميناء خيوس. ويضيف "لقد هربنا من الجحيم إلى الجحيم."
وقال بنيامين جوليان، المتطوع الآيسلندي في الجزيرة "هذا هو ما يحدث عندما يقوم ثلاثون شرطياً بحراسة ألف وستمائة لاجئ عازمين على الهرب" ، ويضيف "لقد شهدت الأمر كله، وأعلم أنه طوال الوقت الذى كانوا يهتفون فيه حرية حرية.. لا تركيا. أن هذا هو ما يريدونه، هم عازمون على الحصول عليه."
العبور إلى التوتر
في ظل الصخب الذي تبع ذلك، أُجبِرَت السلطات المذعورة إلى تحويل خط سير العبارة التي تصل الجزيرة بالبر الرئيسي خوفاً من أن يتم اقتحامها.
وقد اندلعت أعمال عنف مشابهة في ميناء مدينة أثينا بيرايوس، حيث تم اصطحاب ثمانية من الشباب إلى المستشفى بعد نشوب أعمال شغب بين جماعات عرقية متشاحنة يوم الأربعاء.
ومع تصاعد التوتر في جزيرة ليسبوس، التي تحملت عبء ذلك التدفق، وإيدوميني على الحدود اليونانية المقدونية، حيث تجمع ما يقرب من 11 ألف منذ إغلاق الحدود، تبددت الآمال في تقليص الأعداد بعد اتفاقية الاتحاد الأوروبي مع تركيا مع تجدد موجة الوافدين مع بداية الربيع.
تظهر الأرقام الرسمية أن 52,146 لاجئ قد حوصروا فى البلاد بنهاية الأسبوع، وأن 6,129 من المسجلين على جزر بحر إيجة تم إخلائهم تماماً تقريباً بعد الاتفاق المبرم في العشرين من مارس/ آذار2016 . وفى السنة الماضية، تدفق أكثر من 1.1 مليون مهاجر غير شرعي إلى أوروبا، مع ما يزيد على 850,000 مهاجر دخلوا إلى القارة عبر اليونان.
ولم تلق مناشدات دول الإتحاد الأوروبي بإعادة فتح طريق البلقان آذاناً صاغية.
– هذه المادة مترجمة بتصرف عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، يرجى الضغط هنا.