حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما من احتمال حيازة تنظيم داعش والجماعات الإرهابية الأخرى قنبلة نووية، باعتبارها واحدة من أخطر التهديدات التي يواجهها العالم.
أوباما قال خلال قمة الأمن النووي الدولي المُنعقدة في العاصمة الأميركية واشنطن: "من الواضح أن هؤلاء الرجال المجانين" سيستخدمون مثل هذه المعدات لقتل أكبر عدد من الناس بإمكانهم قتله، بحسب ما نقلت صحيفة الإندبندنت البريطانية، السبت الثاني من أبريل/نيسان 2016.
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي حضر الاجتماع، عرض من جانبه المساعدة البريطانية على بلدان أخرى لضمان عدم تمكن الإرهابيين من حيازة مواد مُشعة.
القنبلة القذرة
يأتي ذلك وسط مخاوف من تمكّن تنظيم داعش من صنع قنبلة إشعاعية، تُعرف أيضاً باسم "القنبلة القذرة"، وهي من المتفجرات التقليدية التي تُستخدم لتوزيع جزيئات مُشعة على مساحة واسعة، أو حتى صُنع قنبلة بإمكانها خلق انفجار انشطاري والتسبب في ما يُعرف بسحابة عش الغُراب التي تنتج جراء حدوث انفجار نووي.
وقال أوباما إن خطر حصول "داعش" أو المُتطرفين الآخرين على أسلحة نووية يظل واحداً من أعظم الأخطار التي تهدد الأمان العالمي، مضيفاً أن "داعش" قد استخدم بالفعل أسلحة كميائية، كما سعى تنظيم القاعدة حثيثاً للحصول على مواد نووية.
وتابع قائلاً: "ليس هناك ثمة شك في أنه إذا وضع هؤلاء المجانين أيديهم على قنبلة نووية أو مواد نووية فسيستخدمونها بالتأكيد لقتل أكبر عدد ممكن من الناس".
"داعش" راقب منشآت نووية
وقد تصاعدت مخاوف أمنية فيما يتعلق بالمنشآت النووية المُستخدمة لأغراض سلمية، عقب تقارير تفيد بأن اثنين من مُنفذي تفجيرات بروكسل قاما بمراقبة منزل لمسؤول للأمن في منشأة نووية بلجيكية.
وبحسب كاميرون فإن الخبرة البريطانية ستُقدم للدول الأخرى لتأمين المُنشآت النووية؛ فقد قال: "نحن نعلم أن الإرهابيين الذين نواجههم اليوم يرغبون في قتل أكبر عدد ممكن من الناس باستخدام أية مواد قد تقع بين أيديهم؛ لذا فإنه من الواضح أن أمن المواد النووية لدى البلدان ذات البرامج النووية يُعد أمراً بالغ الأهمية".
ومن ناحية أُخرى، قال مصدر لدى الحكومة البريطانية إنه لا توجد "أدلة موثوقة" تفيد بأن الإرهابيين يستهدفون مُنشآت بريطانية.
هل بإمكانهم فعلها؟
تقول بايزا يونال، الباحثة في مجال سياسة الأسلحة النووية لدى مؤسسة تشاتام البحثية البريطانية، إنه لا توجد حالياً أيه أدلّة حول استطاعة الإرهابيين بناء سلاح نووي.
ولكنّها أضافت أن قادة العالم بحاجة إلى العمل على تعزيز الأمن، ليس في المرافق النووية المدنية فحسب، بل أيضاً في مواقع الأسلحة النووية.
كما حذرت مما وصفته بـ"التهديد من الداخل" الذي قد يطال المُنشآت النووية، وقالت إنه ينبغي النظر في التقييمات النفسية والتدريب على الأمن الإلكتروني المُقدّم للعاملين بتلك المُنشآت، حيث إن ذلك من شأنه التخفيف من المخاطر المُحتملة.
وجدير بالذكر أن وثيقة استراتيجية الحكومة البريطانية الصادرة الأسبوع الماضي قد حذرت من أن التقدم التكنولوجي، بما في ذلك ظهور الطباعة ثلاثية الأبعاد يُعد إضافة إلى تحديات منع الإرهابيين من الحصول على أسلحة مشعة أو كيميائية.
الخوف والإحباط يسودان قمة الأمن النووي
وتُعد قمة الأمن النووي المُنعقدة في واشنطن هي الرابعة والأخيرة خلال فترة رئاسة باراك أوباما للولايات المُتحدة، وليس من المؤكد ما إن كانت تلك الاجتماعات التي أسسها الرئيس الحالي ستستمر في الانعقاد عقب مُغادرته منصب الرئاسة.
وقد شملت القمة كذلك مُناقشات حول المخاوف حيال برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية.
وأشارت الصحيفة إلى الإحباط اللاحق بالقمة المُنعقدة جراء بطء وتيرة خفض الأنشطة النووية، في الوقت الذي يدفع فيه أوباما نحو نزع الأسلحة النووية في غياب لاعبين أساسيين، مثل روسيا على نحو خاص، حيث إن عدم وجود إجماع بين الدول يُعد عقبة في طريق الجهود العالمية لردع الهجمات النووية.
– هذه المادة مترجمة بتصرف عن صحيفة The Independent البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية يرجى الضغط هنا.