قام مهربو اللاجئين في تركيا بابتكار رحلة جديدة بين تركيا وإيطاليا في تحول جديد لاتجاه الهجرة بعدما قام الاتحاد الأوروبي بتوقيع اتفاق يقضي بترحيل اللاجئين الواصلين إلى اليونان.
في إعلان على صفحات فيسبوك، زعم المهربون أن أول سفينة متجهة إلى إيطاليا ستنطلق نهاية هذا الأسبوع من ميناء ميرسين جنوب تركيا، وأن التكلفة ستكون 4 آلاف دولار للشخص الواحد، وهي أربعة أضعاف تكلفة الرحلة من تركيا إلى اليونان، بحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الجمعة الأول من أبريل/نيسان 2016.
احتيال
وفي بعض التعليقات على الإعلان، أشار بعض اللاجئين أن الأمر قد يكون مجرد عملية احتيال، وخاصة مع تكرار تلك العمليات بكثرة في العامين الأخيرين من قبل أشخاص يدعون قيامهم بتنظيم رحلات مماثلة، في حين رد ناشر الإعلان قائلاً أن أموال الركاب سيتم الاحتفاظ بها لدى طرف ثالث موثوق من كلاهما ما يعني الحفاظ على أموالهم في حالة فشلهم في الوصول إلى إيطاليا.
وبغض النظر عن حقيقة الإعلان، يشير هذا التطور-بحسب تقرير الصحيفة البريطانية- إلى زيادة الطلب على طريق بديلة لأوروبا بعدما أصبح من الصعب الوصول من خلال الطريق المعتاد من تركيا إلى اليونان.
خلال العام الماضي فقط، تمكن أكثر من مليون لاجئ الوصول إلى الاتحاد الأوروبي من خلال عبور البحر بين السواحل التركية واليونانية، إلا أن هذه الطريقة قد توقفت خلال الأسبوعين الأخيرين بعدما قام الاتحاد الأوروبي بتوقيع اتفاق يقضي نظرياً بإعادة الواصلين إلى الجزء اليونانية إلى تركيا مرة أخرى، وكان رئيس الوزراء التركي داوود أوغلو قد أكد الخميس الماضي أن الإتفاق سيجري تنفيذه وفق المخطط بداية من يوم الإثنين القادم.
إعادة تكتيك
تواصلت صحيفة الغارديان مع المهرب الذي قام بنشر الإعلان، حيث أكد أنها المرة الأولى التي يقوم فيها بتنظيم رحلة إلى إيطاليا منذ شهور، بينما رفض توضيح المكان الذي سترسوا فيه سفينته في إيطاليا.
ونتيجة لنقص المعلومات حول الرحلة، أبدى الكثير من المسافرين قلقهم من أن تكون الرحلة مزيفة، حيث علق أحدهم على الإعلان قائلاً "هل عدنا إلى زمن الغش من جديد؟".
في حالة إحيائها من جديد، ستصبح الرحلات من تركيا إلى إيطاليا بمثابة إعادة لتكتيك قد اختفى منذ عام كامل، حيث خلال شتاء 2014-15، كانت عشر سفن للبضائع، معروفة باسم "السفن الأشباح" نتيجة لقيام أطقمها بتوجيهها آلياً، قد وصلت إلى الشواطئ إلى الإيطالية قادمة من الساحل التركي، إلا أن هذا الأمر توقف في بداية 2015 بعد حملة شنتها السلطات التركية في ميرسين وبروز الطريق من تركيا إلى اليونان.
منظمة الهجرة تنفي
ورداً على المزاعم حول إحياء الطريق إلى إيطاليا مرة أخرى، قال متحدث باسم منظمة الهجرة الدولية، والتي تعمل على مراقبة حركة الهجرة في البحر المتوسط، أن المنظمة لم ترصد حتى الآن وصول أي لاجئين إلى إيطاليا قادمين من تركيا.
على الجانب الآخر، تعتبر أعداد المهاجرين الواصلين إلى إيطاليا منذ بداية العام الحالي أعلى نسبياً بالمقارنة في الفترة ذاتها من العامين الماضيين، حيث وصلت أعداد قياسية من المهاجرين إلى الجنوب الإيطالي.
منذ بداية يناير/كانون الثاني، بلغت أعداد الواصلين 18,200، في حين كانت الأعداد في الفترة ذاتها من العامين الماضيين قرابة 10 آلاف مهاجر، وفق الأرقام التي أعلنتها الحكومة الإيطالية، في حين لا يوجد علاقة حتى الآن بين أعداد المهاجرين وبين قرار منع الرحلات إلى اليونان.
في الوقت نفسه، فإن أغلب المهاجرين إلى إيطاليا ليسوا من السوريين، بحسب الإحصائيات التي أعلنتها كلا من الحكومة الإيطالية والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، حيث أن أغلب المهاجرين إلى إيطاليا قادمون من غامبيا ونيجيريا والسنغال، بالإضافة إلى عدد من المصريين بلغ 1500 مهاجر.
ووفقاً لصحيفة La Repubblica الإيطالية، فإن المسئولين الإيطاليين يتوقعون زيادة أعداد الواصلين إلى قرابة 270 ألفاً هذا العام، وهو ما يزيد بكثير عن الواصلين في 2015 والبالغ عددهم 150 ألفاً، مقابل 170 ألفاً في 2014.
– هذه المادة مترجمة بتصرف عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، يرجى الضغط هنا.