"عندما حدث الانفجار ارتفعت ألسنة اللهب وعلت فوق الأشجار، كما رأيتُ أجساداً تتطاير في الهواء"، هكذا وصف حسن عمران (30 عاماً)، أحد المواطنين الباكستانيين، الذي كان يتمشى في حديقة غولشن لحظة التفجير الانتحاري.
وقال شهود عيان إنهم رأوا أشلاء مبعثرة في أرجاء مرآب السيارات بعدما انقشعت غمامة الغبار التي أثارها الانفجار، وفقاً لما نشرته النسخة البريطانية لـ"هافينغتون بوست".
حركة طالبان باكستان أعلنت، الاثنين 28 مارس/آذار 2016، تبنيها الاعتداء الانتحاري الذي أوقع 72 قتيلاً في منتزه مكتظ في لاهور، أمس الأحد، مضيفة أنها استهدفت مسيحيين يحتفلون بعيد الفصح.
وأعلن إحسان الله إحسان، المتحدث باسم فصيل "جماعة الأحرار" التابع لحركة طالبان، في اتصال هاتفي مع "فرانس برس"، الاثنين: "لقد نفذنا هجوم لاهور لأننا نستهدف مسيحيين"، متوعدًا بأن يشن الفصيل في المستقبل هجمات أخرى من بينها ضد مدارس وجامعات.
أطفال بين الضحايا
وأعلنت الشرطة الباكستانية، الاثنين، ارتفاع حصيلة الاعتداء الانتحاري إلى 72 قتيلًا.
وصرح حيدر أشرف، الضابط في الشرطة، بأن الحصيلة باتت 72 قتيلاً وأن بين الضحايا أطفالاً.
وكانت الحصيلة السابقة تشير إلى مقتل 65 شخصاً وإصابة 340 آخرين بجروح عندما فجَّر انتحاري نفسه قرب ملعب للأطفال في المنتزه.
وتابع أشرف أن "المسيحيين لم يكونوا المستهدفين في الاعتداء لأن غالبية الضحايا من المسلمين. الجميع يقصدون المنتزه".
وأعلن مفوض الشرطة عبدالله سمبل أن المدارس والمؤسسات الحكومية ستفتح أبوابها الاثنين رغم إعلان الحداد 3 أيام في ولاية البنغاب وكبرى مدنها لاهور.
وأكد فصيل تابع لحركة طالبان باكستان تبنيه للاعتداء، حسبما أورد موقع "إكسبرس تريبيون".
وقال المتحدث باسم "جماعة الأحرار": "نعلن مسؤوليتنا عن الهجوم على مسيحيين كانوا يحتفلون بعيد الفصح"، حسبما نقل عنه الموقع.
ألا أن الشرطة حذرت، الاثنين، من عدم تمكنها من تأكيد هذه المزاعم.
وأعلن أشرف: "لن نعلق على التبني حتى إتمام التحقيق".
وتراجعت مستويات العنف عموماً في باكستان منذ أن بدأ الجيش هجوماً واسع النطاق على معاقل حركة طالبان وتنظيم القاعدة في المناطق الحدودية مع أفغانستان شمال غرب البلاد عام 2014.
والسنة الماضية شهدت أدنى مستوى ضحايا من المدنيين وقوات الأمن منذ عام 2007، حين تشكلت حركة طالبان الباكستانية من مختلف الفصائل.
لكن المسلحين لا يزالون قادرين على تنفيذ هجمات بين الحين والآخر.
وقتل 17 شخصاً وأُصيب عشرات حين انفجرت قنبلة داخل حافلة في بيشاور، كبرى مدن شمال غرب باكستان، في 16 مارس/آذار.
وانفجار الأحد في لاهور يعتبر الأكثر دموية في باكستان. وكان انتحاري فجَّر نفسه على أبرز معبر حدودي بين باكستان والهند موقعا 55 قتيلاً في هجوم تبناه فصيل جماعة الأحرار من حركة طالبان في نوفمبر/تشرين الثاني 2014.
وفي السنوات الماضية تعرَّضت كنائس لهجمات في لاهور، معقل رئيس الوزراء نواز شريف في إقليم البنغاب.
بان كي مون يدين
من جانبه أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاعتداء الانتحاري، واصفاً إياه بـ"العمل الإرهابي المروّع".
وأشار بيان صادر من الأمم المتحدة إلى أن "الأمين العام يدين بشدة الهجوم الانتحاري اليوم (الأحد) في متنزه غولشان الإقبال في مدينة لاهور الباكستانية".
وأضاف البيان أن "الأمين العام يدعو إلى تقديم مرتكبي هذا العمل المروع إلى العدالة في أسرع وقت".
ودعا بان حكومة إسلام آباد "إلى بذل قصارى جهدها لوضع تدابير وقائية لضمان الأمن الشخصي لجميع الأفراد، بما في ذلك الأقليات الدينية التي تعيش في البلاد".
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن تعازيه ومواساته للضحايا وأسرهم، وتضامنه مع الشعب والحكومة الباكستانيين.
هولاند يعلن تضامنه
فيما أعرب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، مساء الأحد، عن "تضامن فرنسا" مع باكستان، مذكراً بـ"رغبته الصارمة في مواصلة مكافحة الإرهاب في كل مكان".
وأعرب الرئيس الفرنسي في بيان صدر من الإليزيه "للسلطات والشعب الباكستانيين عن التضامن الكامل لفرنسا في هذه اللحظات المؤلمة، وأذكر بالرغبة الصارمة لبلانا في مواصلة مكافحة الإرهاب في كل مكان".
الاعتداءات الأكثر دموية في باكستان منذ 2007
2007
– 18 أكتوبر/تشرين الأول: مقتل 139 شخصاً في اعتداء انتحاري مزدوج في كراتشي (جنوب) بين حشد يحتفل بعودة رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو إلى البلاد بعد 8 أعوام في المنفى.
– 27 ديسمبر/كانون الأول: قضت بوتو ومعها حوالي 20 شخصاً في اعتداء انتحاري استهدف سيارتها المصفحة في ضاحية إسلام آباد.
2008
– 21 أغسطس/آب: سقوط 64 قتيلاً على الأقل في اعتداء انتحاري مزدوج استهدف أكبر مصنع للسلاح في البلاد، في واه شمال غرب إسلام آباد.
– 20 سبتمبر/أيلول: انتحاري يفجر شاحنة مملوءة بالمتفجرات أمام مدخل فندق ماريوت الفخم في وسط إسلام آباد، ما أسفر عن تدمير الفندق ومقتل 60 شخصاً وإصابة أكثر من 250 بجروح.
2009
– 28 أكتوبر/تشرين الأول: سقوط 125 قتيلاً في اعتداء بسيارة مفخخة في أحد أسواق بيشاور (شمال غرب).
– 7-8 ديسمبر/كانون الأول: 4 اعتداءات، اثنان منها شبه متزامنين، في أحد أسواق لاهور (شرق) تسفر عن سقوط 66 قتيلاً على الأقل.
2010
– الأول من يناير/كانون الثاني: اعتداء انتحاري أثناء مباراة لكرة الطائرة شمال غرب باكستان، والحصيلة 100 قتيل وقتيل و69 جريحاً.
– 28 مايو/أيار: مقتل 82 شخصاً في لاهور في هجمات متزامنة شنها انتحاريون مدججون بالسلاح على مسجدين للأحمديين الذين يشكلون أقلية في الإسلام.
– 9 يوليو/تموز: 105 قتلى و98 جريحاً في اعتداء انتحاري أمام مكتب إداري وسط سوق ياكاغوند المكتظ بإقليم مهمند القبلي (شمال غرب).
– 5 نوفمبر/تشرين الثاني: 68 قتيلاً في تفجير انتحاري داخل مسجد في اخوروال بالقرب من بيشاور.
2011
– 13 مايو/أيار: 98 قتيلاً في اعتداء انتحاري مزدوج أمام مركز تدريب تابع للشرطة في شرسادة (شمال غرب)، أعلنت حركة طالبان باكستان مسؤوليتها عنه رداً على مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في الثاني من مايو من العام نفسه.
2013
– 11 يناير/كانون الثاني: اعتداء انتحاري مزدوج يوقع 92 قتيلًا في حي شيعي من كويتا.
– 16 فبراير/شباط: 81 قتيلاً في اعتداء انتحاري جديد يستهدف سوقاً في ضاحية هازارة تاون في مدينة كويتا.
– 22 سبتمبر/أيلول: انتحاريان يفجّران عبوتيهما الناسفتين عند خروج مصلين من كنيسة في بيشاور ما يوقع 82 قتيلاً.
2014
– الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني: 55 قتيلاً على الأقل في اعتداء انتحاري نفذته حركة طالبان في واغاه على الحدود مع الهند.
– 16 ديسمبر/كانون الأول: مقتل 154 شخصاً خصوصاً من الطلاب في اعتداء نفذته مجموعة تابعة لحركة طالبان، واستهدف مدرسة في بيشاور بالقرب من الحدود مع أفغانستان.
2015
– 30 يناير/كانون الثاني: اعتداء يستهدف مسجداً شيعياً خلال صلاة الجمعة يوقع 61 قتيلاً على الأقل وعشرات الجرحى جنوب باكستان.
– 15 مارس/آذار: 17 قتيلاً في اعتداء انتحاري مزدوج نفذته حركة طالبان ضد كنائس في لاهور.
– 13 مايو/أيار: الاعتداء الأول الذي يتبناه تنظيم الدولة الإسلامية في باكستان يوقع 45 قتيلاً من الأقلية الشيعية في كمين في كراتشي.
2016
– 20 يناير/كانون الثاني: 21 قتيلاً غالبيتهم من الطلاب في اعتداء استهدف جامعة في شرسادة (شمال غرب) تبناه فصيل تابع لحركة طالبان.
– 7 مارس/آذار: انتحاري يفجّر نفسه أمام محكمة شمال غرب البلاد ما يوقع 18 قتيلاً. حركة طالبان تتبنى الاعتداء الذي تقول إنه انتقام لإعدام إسلامي أدين بالقتل.
– 27 مارس/آذار: 72 قتيلاً على الأقل وعشرات الجرحى في اعتداء انتحاري داخل متنزه في لاهور تبنته حركة طالبان باكستان، قائلة إنه استهدف مسيحيين كانوا يحتفلون بعيد الفصح.