إنْ ضربت كرة بعرض الحائط ستعود في الاتجاه المعاكس.. إما أن تمسكها وإما لا، على أي حال ستحاول استرجاعها لتكمل ما بدأت به من لعب.
إنْ نظرت إلى نفسك ستجد أن رد فعل الكرة لم يؤثر على قرارك بإتمام اللعب أو إيقافه!..
وهكذا كن..
لا تدع رد فعل من حولك يوقفك عما بدأت به.
إنْ قدمتَ خيراً -سواء أصبت الهدف أم لا- أكمل.
أنت تقوم بما يمليه عليك قلبك وعقلك وفطرتك السليمة، لا تدع شوائبهم تصل إليك
افعل ولا تلقِ بالاً للتفسير والتعليل في أنفسهم.
أنت لست بأفكارهم أنت بأفعالك.
لو توقفت عن العطاء، لو توقفت عما تراه مناسباً وعما كنت تؤمن به وتصدقه، فاعلم أنك لم تكن تؤمن به منذ البداية.
إنْ أسلمت نفسك لأحدهم ليملي عليك ما أنت فاعل، فلن تكون سوى نسخة مكررة لشخص سيئ آخر.
ابق كما أنت.. بطهارتك، بنقائك، بل "سذاجتك" كما يعتقدون ويهيأ لهم..
لا تفكر كثيراً في المكان الذي ستُلقي به معروفك.
لا تنتظر لأن يكون المكان والزمان مناسبين لتصنع خيراً.
لا تنتظر لتتغير الظروف لتغيّر، بل كن أنت صاحب القرار.
اصنعه وأنت متيقن تمام اليقين أنك ستصلح، ستسعد، وستبني ما قد هدم.. سؤالك بـ"أين" و"متى" ستضعك في متاهة لا تخرج منها إلا وأنت مثقل الرأس
قلقك الشديد بأن لا يضيع جهدك هباء سيمنع عنك الكثير.
افعل وحسب، فربما أرض صحراء قاحلة ستخضرّ بسببك..
وما أدراك؟
امضِ بما أنتَ ماضٍ به…
لكن
مهلا انتظر.. لقد قلنا "سذاجة"!
أيعقل؟!
أجل سذاجة بذكاء لا يفهمه من يقضي جل وقته للبحث عن فوهة يلقي بها من يقع بين يديه
كن ساذجاً بذكاء.
كن ساذجاً معهم ذكيًّا مع نفسك.
ضع الخير وامضِ.
فقد تعتقد أنه من السذاجة أن تضيعه هباءً لمن لا يستحق.
ولكن ذكاء إن انتظرته من خالقك يعيده إليك أضعافاً مضاعفة.
واعلم جيداً بأن وعيك واستيقاظك وإدراكك بمن حولك ما هو إلا برهان لذكائك.
لا تدع شعاراتهم تؤذي فطرتك.
الآن قل لي..
من الساذج إذاً؟!
لا تنتظر أحداً ليقدم لك الشكر.
لا تنتظر أحداً يقدر ما فعلت.
لا تحتاج لتقدير من أحدهم ما دمت قادراً على تقدير ذاتك.
اشكر نفسك.
كافئ نفسك.
أسعد نفسك.
إنَّ ما تقدمه هو "لك" قبل "لهم".
ما تقدمه "لهم" بنظرك هو "لك" بمفهوم الغيب.
أنت تضع "لك" في صندوق الودائع وديعة.
اجعل دائماً ودائعك جميلة طيبة كما تحب أن تعود عليك.
لا تقطعها كي لا تقطعك عند حاجتك.
أكمل ما بدأت به.
أكمل مسيرك.
أكمل نشر السعادة خاصتك.
وكن على يقين بأنه لن تنقص سعادتك لمشاركتك غيرك إياها.
أكمل زرع الخير ولو ليس كما تريد.
فلن يضيع.. لن يضيع.. لن يضيع.
عند ربك كل شيء بحسبان.
أتظننا انتهينا؟!
لا ليس بعد
سنعود قليلاً إلى الأعلى
سنأتي ببعض السلبية قليلاً
سيقول أحدكم بقرارة نفسه: ولكن ماذا لو الكرة اندفعت بعيداً جدًّا ولم يكن بإمكاني إعادتها لأكمل؟
أجل، فأحياناً ردة الفعل المقابلة تكون أعنف مما تتصور وأكثر مما "تظن" أنك تتحمل.
وسأجيبك..
إنْ كنتَ مصرًّا.. إن كنت تريد حقًّا ستجلبها فإن لم تستطع ستجلب غيرها
لن تضع لنفسك أعذاراً.
لن تعيش دور الضحية.
لن تستسلم أبداً.
من يؤمن بفكرة.. من يؤمن بنفسه.. من يؤمن باستطاعته، سيفعل.
بمقدورك نشر السعادة، وستفعل.
إنْ شئتَ، ستفعل.
ستظن أن كل تلك الكلمات ما هي إلا مثالية مقيتة.
ولكن إيمانك بأن عند الله لا تضيع الودائع يجعلك تتراجع عن ظنونك وتقف معنا تهتف لسذاجتنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.