وأنا أتصفح هذا العالم الأزرق، لفتت انتباهي صورة لإعلان مثير للاشمئزاز معلق على باب محل كتب فيها: "لتجنب أي إزعاج، يبقى الجلوس على الكرسي خاص بالذكور دون الإناث" وختم بشكراً على تفهمكم. هذا الإعلان البسيط أثار من جديد موضوع الفصل بين الجنسين لا تزال قائمة في ثقافتنا العربي.
المساواة بين الجنسين هو جانب مهم للغاية للتنمية البشرية في كل مجتمع حديث. في العالم العربي، إنشاء الصحيح لحقوق الإنسان عامة ما زال صراعاً كبيراً. وعندما يتعلق الأمر بالمساواة بين الجنسين، التفسير الخاطئ للدين وهيمنة الثقافة الأبوية هي أهم العوامل التي تعيق تعزيز المساواة بين الجنسين.
مثل هذه الأفعال، ما زالت تؤكد على وصمة عار الثقافي الذي لا يزال ينتشر في الثقافة المغربية، أو الثقافة العربية ككل. عندما لقي اللوم على صاحب المحل للوجبات الخفيفة بسبب هذه اللافتة التمييزية، أشار إلى معتقداته وعلى "نواياه الحسنة" لمنع الفتنة والشهوة الناجمة عن وجود المرأة، الذي قد يؤدي بعض سلوكات غير لائقة من طرف بعض "الرجال".
هذه "النوايا الحسنة" يمكن أن تلمح فقط إلى بعض من النقص الكامن في ثقافتنا. هذا الموقف مألوف تجاه المرأة ليس فقط موضوعيًّا لهم، ولكن أيضاً موجز لوضعهم من المساواة بين الناس إلى لا شيء سوى جاذبية إشكالية بالنسبة لهم؛
هذا يسلط الضوء على أزمة عدم المساواة بين الجنسين التي تتكاثر داخل مجتمعنا، مما يعوق عملية تحقيق التنمية البشرية الشاملة والقضاء على التمييز على أساس الجنس وعدم احترام النساء.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.