أعلنت الشرطة المصرية الخميس 25 مارس/آذار 2016، أنها حددت هوية قتلة الطالب الإيطالي جوليو ريجيني إثر تصفيتها 4 أشخاص كانوا يشكلون عصابة إجرامية وعثورها في منزل أحدهم على جواز سفر الطالب المغدور وباقي مقتنياته الشخصية.
وكان الطالب الإيطالي جوليو ريجيني (28 عاماً) اختفى وسط القاهرة في 25 كانون الثاني/يناير ليُعثر على جثته بعد 9 أيام وعليها آثار تعذيب.
وزارة الداخلية المصرية في بيان قالت إنه في أعقاب تبادل لإطلاق النار في ضاحية القاهرة الجديدة شمال شرق العاصمة، تمكنت قوات الشرطة من تصفية 4 أشخاص كانوا يشكلون "تشكيلاً عصابياً تخصص في انتحال صفة ضباط شرطة واختطاف الأجانب وسرقتهم بالإكراه".
وأضاف البيان أن الشرطة دهمت منزل شقيقة أحد أفراد التشكيل العصابي والتي "كانت على علم بنشاط شقيقها الإجرامي وعثر بداخل المسكن على حقيبة يد حمراء اللون عليها علم دولة إيطاليا".
مقتنيات ريجيني ما زالت موجودة
الوزارة أوضحت أن قوات الأمن عثرت بداخل الحقيبة على "محفظة جلد بنية اللون بها جواز سفر باسم جوليو ريجيني مواليد 1988" إضافة إلى بطاقة انتسابه إلى الجامعة الأميركية في القاهرة بصفة باحث مساعد وبطاقة انتسابه إلى جامعة كامبريدج وبطاقتي ائتمان وجهازي هاتف محمول، إضافةً إلى مقتنيات شخصية أخرى خاصة بالمغدور.
ونشرت الوزارة في صفحتها على موقع فيسبوك صورة للمضبوطات وبينها جواز سفر الطالب المغدور وبطاقاته وهاتفيه.
وأضاف البيان أن زوجة أحد أفراد العصابة القتلى "اعترفت أن هذه الحقيبة تخصّ زوجها".
وفصل البيان أسماء القتلى الأربعة وجميع المضبوطات التي عثرت بحوزتهم وفي المنزل الذي دهمته.
ولفتت الوزارة إلى أنه "تم إخطار الجانب الأمني الإيطالي بما توصلت إليه الأجهزة الأمنية".
وأضافت أنها "تتقدم بكل الشكر والتقدير للفريق الأمني الإيطالي على تعاونه الوثيق ودوره الإيجابي وتواصله الدائم مع الفريق الأمني المصري خلال مراحل البحث والتحري وجمع المعلومات التي كان يقوم بها خلال الفترات الماضية مما كان له بالغ الأثر في التوصل لهذه النتائج".
التهمة تلاحق أجهزة الأمن المصرية
وتشتبه الأوساط الدبلوماسية في مصر والصحف الإيطالية ومنظمات غير حكومية بأن ريجيني تعرّض للتعذيب حتى الموت من قبل أجهزة الأمن المصرية، إلا أن السلطات المصرية نفت توقيفه.
وأدى مقتل الطالب إلى توتر العلاقات بين روما والقاهرة وقد حذّرت إيطاليا مصر مراراً من أن الصداقة بين البلدين باتت على المحك.
وطالب البرلمان الأوروبي في العاشر من آذار/مارس الجاري مصر بكشف "الحقيقة" حول مقتل ريجيني، ودان في قرار الاختفاء القسري والأحكام الجماعية بالإعدام في مصر. كما دعا السلطات المصرية إلى التعاون مع إيطاليا في التحقيق حول مقتل الباحث الشاب.
السيسي تعهّد بإحقاق العدالة
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تعهد الأسبوع الماضي بإحقاق العدالة في قضية مقتل الطالب الإيطالي.
السيسي قال في مقابلة مع صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية "أتعهّد أننا سنتوصل إلى الحقيقة وأننا سنتعاون مع السلطات الإيطالية لإحالة المجرمين الذين قتلوا ابنكم أمام القضاء".
الرئيس المصري أكد أن المحققين يعملون "ليل نهار" على هذه القضية، داعياً إلى الصبر لأن التعرُّف على قتلة النائب العام هشام بركات في حزيران/يونيو الماضي حصل قبل فترة وجيزة.
الداخلية المصرية كانت أعلنت في 24 شباط/فبراير أن التحقيقات في مقتل الطالب الإيطالي أظهرت احتمال وجود "شبهة جنائية أو انتقام شخصي".
ريجيني طالب دكتوراه في جامعة كامبريدج البريطانية كان يعدُّ في مصر أطروحة حول الحركات العمالية. وأظهر تشريح جثته آثار حروق وكسور وأنه تعرّض للضرب المتكرر وللصعق الكهربائي على أعضائه التناسلية.