أكد وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر، الجمعة 25 مارس/آذار 2016، مقتل الرجل الثاني في تنظيم الدولة الإسلامية خلال غارة في سوريا، الأمر الذي قال إن من شأنه أن يضعف القدرات الميدانية للجهاديين.
وقال كارتر للصحفيين حول مقتل عبدالرحمن القادولي: "نصفِّي بشكل منهجي قادة تنظيم الدولة الإسلامية، وقام الجيش الأميركي بقتل عدة إرهابيين بارزين هذا الأسبوع، بينهم – كما نعتقد – حجي إمام (لقب عبدالرحمن القادولي)، الذي كان من القادة الرئيسيين وتولى وزراة المالية والمسؤول عن العديد من المؤامرات الخارجية".
وتابع أن "القضاء على هذا المسؤول من شأنه إضعاف قدراتهم على القيام بعمليات داخل سوريا والعراق وخارجهما".
وأكد كارتر أن القادولي "إرهابي معروف في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية"، مضيفاً أنه ثاني مسؤول في التنظيم الجهادي يُقتل في غضون أسابيع بعد عمر الشيشاني الذي كان بمثابة وزير الدفاع في التنظيم.
وكان الأخير قُتل في ضربة أميركية أثناء وجوده في منطقة الشدادي السورية التي خسرها الجهاديون لصالح قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة.
مهاجمة الهيكلية المالية للتنظيم
وقال كارتر: "قبل بضعة أشهر قلت إننا سنهاجم الهيكلية المالية للتنظيم، وبدأنا ضرب مواقع تخزين الأموال، والآن نتخلص من قادته الذين يتولون إدارة أمواله".
وتابع أن "هذا سيقلل من قدرتهم على الدفع لتجنيد عناصر. حملتنا هي أولاً وقبل كل شيء القضاء على التنظيم في العراق وسوريا من خلال التركيز على معاقل سلطتهم في مدينتي الرقة والموصل".
وقد عرضت وزارة العدل الأميركية مبلغ 7 ملايين دولار لمن يُدلي بمعلومات تقود الى القادولي، ما يجعله المسؤول الأرفع في التنظيم بعد أبوبكر البغدادي الذي "يساوي" 10 ملايين دولار.
وتبقى هيكلية قيادة التنظيم الجهادي سرية، ولا تضم القائمة الأميركية سوى بعض المسؤولين الآخرين.
وكان العراق قد ألمح في مايو/أيار 2015 أن ضربة وجهها التحالف الدولي أدت الى مقتل القادولي، الأمر الذي نفاه في وقت لاحق الجيش الأميركي.
وقالت مصادر أمنية عراقية إن القادولي من مواليد الموصل. وكان في أفغانستان أواخر التسعينات.
لكن السلطات الأميركية تؤكد أنه انضم لتنظيم القاعدة عام 2004، وأصبح نائب قائد تنظيم القاعدة في العراق أبومصعب الزرقاوي الذي قتل عام 2006 في غارة أميركية.
وبعد ذلك، سجن القادولي والتحق بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا بعد الإفراج عنه عام 2012.
وقررت الولايات المتحدة، الخريف الماضي، تكثيف جهودها ضد الجهاديين في سوريا والعراق، خصوصاً من خلال الإسراع في القضاء على قادة التنظيم المتطرف.
ونشرت هذا الشتاء شمال العراق وحدة من القوات الخاصة الأميركية بهدف شن عمليات ضد الجهاديين وجمع معلومات استخباراتية تسمح بتحديد أمكانهم.