قررت ولاية الدار البيضاء منع أنشطة جميع الفصائل المحسوبة على الفرق الرياضية، وما يسمى بروابط الألتراس، التي وصفتها بأنها "تعمل خارج إطار القوانين"، وذلك إثر المواجهات التي شهدها ملعب محمد الخامس السبت 19 مارس/ آذار 2016، وأسفرت عن مصرع شخصين وإصابة أكثر من 50 آخرين.
وقال بيان للولاية (المحافظة) مساء الثلاثاء 22 مارس /آذار 2016، إنه "تم اتخاذ هذا القرار حرصاً من السلطات العمومية على ضمان سلامة المواطنين وممتلكاتهم وصيانة الأمن العام".
وأضاف البيان، أنه "تقرر أيضاً إغلاق ملعب محمد الخامس ابتداءً من يوم 28 مارس/ آذار الجاري، لإعادة تأهيله من خلال إصلاح بنيته التحتية وتحديث مرافقه الرياضية والإدارية".
أشبه بمنظمات إرهابية
وقال محمد نجيب بوليف، الوزير المنتدب في الحكومة المغربية، إنه يجب حل جميع روابط الألتراس، التي وصفها بـ"الإرهابية"، والضرب بيد من حديد على متزعميها ورؤسائها، على حد تعبيره.
وأضاف الوزير على صفحته على فيسبوك "لا يجب التساهل مع مقترفي هذه الجرائم المنظمة، فروابط الألتراس أصبحت على شاكلة منظمات إرهابية، تحمل السيوف والأسلحة البيضاء والأحجار في الملاعب".
السلام على الاحبة الكرام…ببالغ الحزن والاسى، اجد نفسي مضطرا مرة أخرى للعودة للحديث عن شغب الملاعب…هذا الداء الفتاك…
Posted by Najib BOULIF on Tuesday, March 22, 2016
لعنة الله على الكرة
وختم الوزير تدوينته بالقول "لعنة الله على الكرة، وأنا من عشاقها، إذا كان مصير شباب أبرياء سيكون الموت، نعم وجب لعب المباريات المقبلة بدون جمهور في جميع الملاعب وإلى آخر الموسم".
نفس الموقف تبناه الباحث في الشؤون الاجتماعية يوسف معضور، قائلاً لـ"عربي بوست"، أنه مع حل الألتراس لأنها أصبحت تؤطر الجريمة في شكل جماعات منظمة.
وأضاف، "ما حدث السبت الماضي أظهر أن الألتراس تزرع الكراهية وتشجع على العنف بدلاً من أن تساهم في زرع روح الفريق".
وذكر أن تعدد روابط الألتراس لنفس الفريق (فصيلان لفريق الرجاء البيضاوي) خلق أزمة الريادة والمنافسة بين الفصيلين، وهو ما دفعهما إلى العنف.
رفض لحل الألتراس
ورفض مشجع فريق الرجاء البيضاوي، عبد الصمد بنعباد، قرار السلطات منع الألتراس، وقال إن "منع روابط المشجعين ليس حلاً للعنف، الروابط حالة تنظيمية أولية تحتاج إلى مزيد من الإنضاج، لا إلى محاربتها بقرارات فوقية غير واعية بعواقب القرار".
وأضاف بنعباد في حديثه لـ"عربي بوست أنه جرى في مصر حظر الألتراس لكنها عملياً ما تزال حاضرة وحاضنة ومؤطرة للجماهير".
وأكد على أن "الحل هو فتح حوار مع هذه المجموعات واعتمادها كجمعيات قانونية وإبعادها ما أمكن عن (السماسرة) الذين يوظفونها عبر آلية التمويل في الصراعات داخل الفرق والأندية".
"المنع لم يكن أبداً حلاً"، هكذا يرى أستاذ علم الاجتماع عدنان جزولي، لأن الألتراس من وجهة نظره عبارة عن سلوكيات وتقاليد ترسخت لدى مجموعات من المشجعين، وسيمارسون طقوسها بطريقة سرية أو ملتوية، لو منعوها علانية.
وأضاف جزولي في حديث لـ"عربي بوست"، الدولة تتهرب من الحلول الحقيقية، باتخاذ إجراءات غير مدروسة واعتباطية، متسائلاً، "كيف يمكن أن نمنع بالقانون شيئاً لا وجود قانوني له"؟.
دعوات لإيقاف البطولة الوطنية
وطالب نشطاء مغاربة على الشبكات الاجتماعية بإيقاف البطولة الوطنية لكرة القدم بعد مصرع مشجعَين لفريق الرجاء الرياضي البيضاوي وجرح 51 آخرين، عقب مباراته السبت 19 مارس/آذار 2016 مع فريق شباب الريف الحسيمي بملعب محمد الخامس بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء.
وجاءت الحادثة بعد وقوع شجار بين مجموعتين من أنصار فريق الرجاء هما إلترا الـ"غرين بويز"، وإلترا "الإيغلز"، بسبب رمي مشجعين من الإلترا الأول شهباً اصطناعية حارقة على أعضاء الـ"غرين بويز" بعد انتهاء المباراة التي فاز بها فريقهم في ذكرى تأسيسه الـ67.
وقال الناشط الحقوقي عبد العالي الرامي إن "على السلطات أن تتدخل بعد أن تحولت الملاعب إلى ساحات قتال بين المشجعين، يجب وضع قوانين صارمة لمنع دخول المراهقين ومن يتعاطون المخدرات إلى الملاعب، وفتح المجال لتأسيس جمعيات قانونية لمحبي نوادي كرة القدم"، على حد تعبيره.
وكانت الحكومة قد أعلنت في فبراير/ شباط الماضي عن سلسلة تدابير استعجالية لمواجهة تنامي أحداث العنف في الملاعب الرياضية، تضمنت منع القاصرين غير المرافقين من دخول الملاعب، ومعاقبة الأندية التي يتسبّب جمهورها في أعمال شغب، بما في ذلك إجراء مباريات دون جمهور.