زعم أحد الأميركيين للتلفزيون الكردي أنه قرر الهرب من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بعد استيائه من التدريبات الدينية المكثفة التي واجهها في الموصل.
ويصف محمد خويص، البالغ من العمر 26 عاماً، القادم من ولاية فيرجينيا، حياته تحت ظل الدولة الإسلامية بأنها عبارة عن نظام صارم من الصلاة والأكل، بالإضافة إلى 8 ساعات يومية من الدروس الدينية، وأضاف أنه سرعان ما أدرك "أنه لم يكن حقاً يدعم عقيدتهم". بعد أن كان قضى ما يقرب من شهر في الموصل، حسب تقرير نشرته واشنطن بوست الأميركية، السبت 19 مارس/آذار 2016.
وبعد مرور الشهر حاول خويص التواصل مع أحد الأشخاص لمساعدته في الهرب إلى تركيا، ومنها للولايات المتحدة مرة أخرى، مؤكداً أن الحياة في الموصل شديدة الصعوبة، لم تكن مثل البلاد الغربية، ولم يكن مسموحاً بالتدخين، "لقد وجدت الأمر صعباً للغاية".
كان خويص قد ظهر في مقطع فيديو استمر 17 دقيقة، متحدثاً بإنكليزية فصيحة، بعد أن احتجزته قوات البشمركة الكردية بالقرب من بلدة سنجار التي تبعد حوالي 80 ميلاً عن الموصل، ولايزال مصير خويص مجهولاً، لكن المباحث الفيدرالية تقوم بالتحقيق في الأمر.
وقال في الفيديو إنه ابن لمهاجرين فلسطينيين قدموا إلى الولايات المتحدة قبل 25 عاماً، ونشأ في فرجينيا، وهو ما أكده أصدقاؤه بقولهم إنه تخرج في مدرسة إديسون الثانوية بمقاطعة فيرفاكس في 2007، كما أضاف خويص أنه درس العدالة الجنائية بفرجينيا. وأضاف أصدقاؤه أنه لم يكن يذهب للمسجد إلا نادراً، ولم تظهر عليه أي علامات تشير للتعصب الديني.
لكن الفيديو لم يوضح سبب ذهاب خويص لـ"الدولة الإسلامية"، حيث قال خويص إنه غادر الولايات المتحدة في ديسمبر/كانون الأول، متجهاً لتركيا عبر لندن وأمستردام، حيث التقى فتاة عراقية أخبرته عن معرفتها بشخص يستطيع أن يدخلهم إلى سوريا، "فقررت أن أذهب معها".
كما شرح في الفيديو الطريق الذي سلكه إلى "الدولة الإسلامية"، حيث استقل حافلة من إسطنبول إلى جنوب تركيا، ثم سيارة أجرة لإيصاله حتى الحدود السورية، كما أضاف خويص أن أخت الفتاة التي قابلها قامت ببعض الترتيبات لأجل هذه الرحلة، إذ إنها متزوجة من أحد مقاتلي "الدولة الإسلامية".
أما بعد عبور الحدود السورية، فقد انفصل عن رفيقته ثم تم إيصاله لأحد البيوت المخصصة لبقاء الأجانب، حيث سلَّم أوراق هويته للقائمين على الأمر هناك، واتجه بعدها لعدة بيوت أخرى للأجانب في الرقة عاصمة "الدولة الإسلامية" شمال سوريا.
كيف هرب؟
وقال خويص إنه قابل العديد من الجنسيات المختلفة هناك، من روسيا ومصر والمغرب والجزائر وأفغانستان وأوزبكستان، لكنه لم يقابل أميركيين آخرين، وقال إنه تم إعطاء اسم مستعار لكل شخص.
كما أضاف أنه انتظر حوالي أسبوع في الرقة، قبل أن ينتقل للموصل من أجل التدريب الديني الذي لم ينههِ، وتعتبر الموصل أكبر مدن شمال العراق بالإضافة إلى كونها المعقل الرئيسي لـ"الدولة الإسلامية"، لكن الخط الزمني لوصول خويص وهروبه ليس واضحاً.
وكان أحد أصدقاء خويص قد أخبره بالطريق إلى سنجار، حيث عمل على البقاء قريباً من الجانب الكردي، وقال: "أردت الذهاب للأكراد لأنهم على علاقة طيبة بالأميركيين".
كما عبّر خويص عن ندمه على قرار الانضمام لـ"الدولة الإسلامية"، وقال إنه "لم يكن يفكر جيداً وقتها"، وأضاف "إنهم لا يعبرون عن الإسلام، ولا أرى أنهم مسلمون جيدون".
وبحسب أحد تقارير الكونغرس الصادرة نهاية العام الماضي، فإن هناك ما يزيد على 250 شخصاً من الولايات المتحدة قد انضموا أو حاولوا الانضمام إلى الجماعات المتطرفة التي تقاتل خارج البلاد، وحذر التقرير من أن هؤلاء الأشخاص "هم على بُعد رحلة طيران من شواطئنا".
– هذه المادة مترجمة بتصرف عن صحيفة Washington Post الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية يرجى الضغط هنا.