من يصرخ أولاً؟.. العبادي في مواجهة حاسمة مع مقتدى الصدر بجمعة “عض الأصابع”

عربي بوست
تم النشر: 2016/03/18 الساعة 04:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/03/18 الساعة 04:20 بتوقيت غرينتش

بنبرة أقرب ما تكون بياناً عسكرياً أو إعلان حالة طوارئ أو حرب، أعلن مذيع قناة العراقية (شبه الرسمية) في خبر عاجل أورده، في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة 18 مارس/آذار 2016، أن الحكومة العراقية لم تمنح أي ترخيص لتنظيم أي اعتصام على مداخل المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد، مشيراً إلى أن الأخيرة أبلغت الجهة التي تقدمت بطلب الترخيص برفضه.

ويأتي الإعلان الذي أكده بيان لاحق صدر عن وزارة الإعلام العراقية، بعد رفض رجل الدين العراقي الشيعي مقتدى الصدر دعوات لإلغاء اعتصام مزمع اليوم الجمعة عند أبواب المنطقة الخضراء الشديدة التحصين التي يصفها بأنها "معقل لدعم الفساد".

ونشر الصدر بياناً في موقعه الإلكتروني أمس الخميس رفض فيه دعوات من سياسيين ناشدوه إلغاء الاعتصام بسبب مخاوف من أن يؤدي إلى أعمال عنف قرب المنطقة الحساسة التي تضم مقارّ وزارات وسفارات.

حكومة بلا انتماءات

وكان الصدر دعا قبل أيام لتنظيم اعتصام للضغط على رئيس الوزراء حيدر العبادي لاستبدال وزراء حاليين بخبراء تكنوقراط ليس لهم انتماءات حزبية؛ بهدف مكافحة ما يعتبرها محسوبية سياسية ممنهجة تعزز الفساد.

وكان رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، أكد في بيان أصدره الأربعاء الماضي، عدم سماح القانون بإقامة الاعتصامات دون تراخيص، دون أن يشير بشكل صريح إذا كان المقصود الاعتصام المفتوح الذي دعا له زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الجمعة على مداخل المنطقة الخضراء.

ولم يوضح العبادي ووزارة الإعلام في بيانهما كيفية التعامل مع المحتجين الذين يتوقع أن ينخرط الآلاف منهم في الاعتصام الذي دعا إليه الصدر.

وكان العبادي دعا في 11 مارس/آذار الكتل السياسية في البرلمان والشخصيات ذات النفوذ إلى ترشيح خبراء تكنوقراط، لكنه يتعرض في الوقت ذاته لضغوط من فصائل سياسية ترفض التنازل عن نفوذها.

ويتسبب الفساد في تآكل موارد الحكومة المركزية في الوقت الذي تواجه فيه تراجعاً كبيراً في الإيرادات نتيجة الانخفاض الشديد في أسعار النفط مع تزايد الإنفاق لتمويل الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

"اعتصام "سلمي

وقال الصدر في بيانه أمس الخميس: "سوف يعتصمون اعتصاماً سلمياً أمام بوابات المنطقة الخضراء التي تعتبر معقلاً لدعم الفساد".

وأضاف: "لدينا غير الاعتصام أساليب أخرى.. ستكون فاعلة بما لا يقل عن الاعتصام أثراً ونفعاً".

لكنه حذر أنصاره قائلاً: "لكن لا صدام.. لا سلاح.. لا قطع طرق.. لا اعتداء.. لا عصيان للجان المسؤولة عن الاعتصام".

وهدّد الصدر بالدعوة لإجراء تصويت على حجب الثقة بالبرلمان ما لم يتم تعيين وزراء تكنوقراط في أقرب وقت.

أدوات الصدر

ولكتلة الأحرار التي يتزعمها الصدر 34 من جملة 328 نائباً بالبرلمان، ولأنه قد يعجز عن سحب الثقة من مجلس وزراء جديد يلجأ الصدر لاحتجاجات الشوارع لمواصلة الضغط على رئيس الوزراء معتمداً على شعبيته في الأحياء الشيعية الفقيرة ببغداد.

ويملك الصدر فصيلاً مسلحاً باسم "سرايا السلام" الذي يضم المئات من المقاتلين، وتم إنشاؤه عام 2014 كقوة دفاعية عن المساجد والمراقد الشيعية والسنية على حد سواء، وانخرط في القتال ضد تنظيم "داعش" في عدد من مناطق العراق.

استنفار أمني في بغداد

وشهدت العاصمة العراقية بغداد، أمس الخميس، انتشاراً أمنياً كثيفاً قرب مداخل "المنطقة الخضراء"، قبل يوم واحد من الاعتصام الذي دعا إليه الصدر.

وانتشرت قوات "مكافحة الإرهاب"، والجيش العراقي في ساحة "التحرير"، وسط بغداد، وعلى الجسور والمداخل المؤدية إلى "المنطقة الخضراء"، وبدأت عمليات تفتيش دقيقة للحافلات.

وقال أحمد خلف، ضابط في الشرطة العراقية، لـ"الأناضول"، إن "تعليمات صدرت من المراجع الأمنية العليا في البلاد بدخول القطعات العاملة في بغداد بحالة استعداد تام لأي طارئ".

وأضاف خلف أن "قوات مكافحة الشغب استقدمت إلى المنطقة قبل يوم واحد مع الاعتصام، الذي دعا له زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر"، لافتاً إلى أن "الوضع الأمني متشنج في العاصمة، وهناك مخاوف من حدوث الأسوأ".

تحذيرات

ويأتي الانتشار الأمني الكثيف بعد تحذير وجهه ائتلاف "دولة القانون"، الذي ينتمي له العبادي، من تنظيم اعتصامات "الصدر" الجمعة.

وقال الائتلاف في بيان له، أمس الأول الأربعاء، إن "التظاهر حق دستوري، إلا أن الاعتصامات ونشر السلاح واستخدام القوة ليس دستورياً بل خارجاً على القانون"، محذراً من أن "أي مغامرة ستقضي على كل منجز من الحرية والديمقراطية وتوجهات بناء الدولة.

تحميل المزيد