البنت العربية لما بتسافر برة بلدها

إذن السؤال هو: الجنسية العربية للبنت عيب ولا ميزة؟ ولماذا تعامل دائماً بمنطق وثقافة مختلفة عن باقي العالم؟ وحتى لو فكرت تقليد الجنسيات الأخرى لماذا بتُفهم غلط؟

عربي بوست
تم النشر: 2016/03/18 الساعة 02:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/03/18 الساعة 02:45 بتوقيت غرينتش

تنويه : هذه التدوينة بالعامية المصرية

البنت لما بتجيلها سفرية لدولة أجنبية، سواء شغل أو فسحة، لا تهتم بالقراءة عن البلد التي سوف تسافر إليه، ولا التعرف على الأماكن وطريقة التعامل واللغة.. بل أهم ما تحرص عليه هو تجهيز الشنطة وتملأها فساتين قصيرة وشورتات وبلوزات كت وكل الملابس التي يصعب لبسها في مجتمعها الشرقي.

المهم هي الآن رتبت الشنطة تمام، وانطلقت إلى المطار وطبعاً خيالها طار قبلها، تخليت المغامرات اللي ممكن تحصل من أول ركوب الطائرة، وشيء أساسي سوف تفكر في الكرسي المجاور لها وأمنيتها في أن يجلس إلى جانبها الشخص الذي سوف يعجب بها وسيختلق الحجج ليتعرف عليها ويكلمها طول الرحلة، وممكن يتغزل فيها وهي نايمة مثل "عمر الشريف" و"فاتن حمامة".

في الغالب كل هذا بيكون أوهام وبتطلع الطائرة فاضية والكرسي اللي جنبها بيكون فاضي، وهترمي الشنطة عليه وهتنام.

لكن إذا حصل العكس ودي بتكون معجزة، وبالفعل تعرفت على شاب كان في إجازة وراجع أو مسافر لأي سبب، وحدث بينهما حوار فتعارف وتقارب طول الطريق.. سوف تستغرب البنت جدًّا، أن هناك شابًّا عربيًّا لم يفهمها غلط، واتكلم معاها بكل ذوق واحترام من دون استظراف دمه أو يفكر فيها بشكل غير محترم.

واحتمال كبير لما توصل يساعدها ويخرج معاها طول الرحلة ويفسحها فسحة العمر، ولا مانع لديه من إلقاء كلمتين إعجاب عن جمالها وشخصيتها القوية المتفتحة، وعن احترامها لنفسها، ويفهمها أن القدر الجميل هو الذي تسبب في رؤيتها وأنه كان من المفروض أن يسافر من يومين بس الظروف أخرته ربما ليراها، ولن يقصر معاها وسيظهر دائماً في صورة الشاب العربي الجدع في الغربة وسيطلب منها الاتصال به في أي وقت من غير ما تتردد.

سوف تقضي أجمل أيام عمرها وستضحك وتسهر معه، وتبني في خيالها سيناريوهات المستقبل بناء على تلك الأيام التي قضتها مع ذلك الشاب، وسوف تبدأ بالتفكير في سيناريو العودة، وما ستحكيه لأهلها عنه، وبخاصة أنها تخيلت حياتها في المستقبل معه بعد الزواج منه، وسوف تتمنى لو يتوقف الزمن ويطول اليوم ليصبح سنة.

ولكن الأيام الحلوة تنتهي سريعاً، الإجازة انتهت وعندما تحين لحظة الوداع.. هي ستتتخيل أنه سوف يطلب منها رقم والديها أو أي طريقة يتواصل بها معهما، كي تكتمل القصة لكن في الغالب لن يحدث، لأنه إذا شعر بأنها بدأت تحبه، ولو عنده ضمير ولكي لا يعلقها به أكثر من ذلك سوف يبدأ بتجهيز سيناريوهات للنهاية..

الأول: ممكن يقدم لها بعض النصائح مثل "إنتي بنت كويسة ومؤدبة وجدعة وتعجبي أي راجل بس حاولي تغيري أسلوبك حتى لا يفهمك الناس بصورة خاطئة، خصوصاً المجتمع وفكرة بنت بتسافر لوحدها.. إلخ إلخ"، ولن يصرح لها عن أي مشاعر هي بخيبتها كانت تتوقعها.

الثاني: "أنا خبيت عنك أني متزوج"، لكنه زواج غير سعيد وأن أهله هم اللي فرضوا عليه أن يتزوج بها، وأنه وزوجته تقريباً منفصلان، وبالأمارة هي حامل الآن، ولذلك لن يستطيع تركها في مثل هذه الظروف!

والآن مشهد الصدمة عندما تكتشف أن الرجل العربي، حتى وإن خرج برة مجتمعه، فإن فكره لن يتغير، فقط تحول بسيط لكي يعيش اللحظة لكن الدماغ هي الدماغ!

أما مشهد النهاية: ستعود الغلبانة بالشنطة والملابس التي لن تلبس مرة أخرى إلا في البيت.. هل ستلوم نفسها لأنها فكرت مثل أي بنت ساذجة بأن أي واحد يكلمها كلمتين حلويين ويخرج معاها معناها أنه أحبها، ولا لأنها فكرت أنها لما خلعت الجاكيت، خلعت معه أيضاً كل التقاليد التي تتعامل بها في بلدها، وسمحت لنفسها تبادر وتتعرف على شاب وتخرج وتسهر معه، وهي لا تعلم أن تلك العادات والتقاليد بتصون لها كرامتها، وأن هذا هو الطبيعي حتى لو ثقيل ولكنه المعترف به منه ومن الناس.

أو هتلومه هو لأنه لعب بمشاعرها ولم يكن صافي النية وهو بيتعامل، وخصوصاً أنه يعلم بأنها قادمة من مجتمع مفهوم المعاملة الحلوة من رجل لبنت يترجم لإعجاب وحب!

إذن السؤال هو:
الجنسية العربية للبنت عيب ولا ميزة؟ ولماذا تعامل دائماً بمنطق وثقافة مختلفة عن باقي العالم؟ وحتى لو فكرت تقليد الجنسيات الأخرى لماذا بتُفهم غلط؟

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد