ألغى الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون، زيارة كانت مزمعة للمغرب، وسط خلاف متصاعد مع الرباط بشأن استخدامه كلمة "احتلال" خلال تعليقة على قضية الصحراء الغربية.
وجاء إعلان إلغاء الزيارة بعد اجتماع "بان" بوزير الخارجية المغربي للتعبير عن غضبه من بيان الحكومة المغربية ومظاهرة في الرباط اعتبرها هجوماً شخصيًّا عليه.
وقالت الحكومة المغربية أمس الثلاثاء، إنها ستخفض عدد موظفي بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية، وهددت بالانسحاب من مهام حفظ السلام التابعة للمنظمة، بعدما وصفت تصريحات بان كي مون بأنها "غير مقبولة".
وسئل ستيفان دوجاريك المتحدث باسم بان جي مون، إن كان الامين العام لا يزال ينوي السفر للرباط في القريب العاجل كما أعلن من قبل فإجاب قائلا "لا يخطط الأمين العام للسفر".
وأضاف المتحدث في تصريحات للصحفيين، أن خسارة مساهمة المغرب المالية في بعثة الأمم المتحدة بالصحراء الغربية التي تبلغ نحو ثلاثة ملايين دولار ستؤثر على المهمة. ويوفر المغاربة الغذاء والإقامة لأفراد البعثة المؤلفة من أكثر من 240 شخصا.
وقال المتحدث "لا حديث عن انسحاب مينورسو" في إشارة لبعثة الأمم المتحدة.
وتساهم المغرب أيضا في مهام حفظ سلام تابعة للمنظمة.
واتهمت الرباط الأمين العام للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، بأنه لم يعد محايداً في الصراع بشأن الصحراء الغربية، وقالت إنه استخدم لفظ "احتلال" لوصف الوجود المغربي في المنطقة المتنازع عليها منذ عقود.
وزار بان مخيمات في جنوب الجزائر يسكنها لاجئون صحراويون يطالبون بانفصال المنطقة وخاضوا في السابق حرب عصابات ضد المغرب، حتى وقف إطلاق النار الذي رعته الأمم المتحدة عام 1991. وقال الأمين العام إنه أراد استئناف المفاوضات.
واستمر الصراع بشأن الصحراء الغربية منذ سيطر المغرب على أغلب الإقليم عقب انسحاب الاستعمار الإسباني.
وخاضت جبهة البوليساريو التي تقول إن المنطقة تخص الصحراويين حرباً ضد المغرب حتى وقف إطلاق النار لكن الوضع وصل منذئذ بين الطرفين إلى طريق مسدود.
وتطالب البوليساريو بتنظيم استفتاء على مصير الإقليم وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار بينما يقول المغرب إنه لن يعرض سوى حكم ذاتي على المنطقة الغنية بالفوسفات واحتياطيات بحرية محتملة من النفط والغاز.