المكان: مستشفى الاختصاصات بالرباط، عاصمة المملكة المغربية.
الزمان: القرن الحاد والعشرين.
الشخصيات: السيد أحمد الخطوطي -مواطن مغربي- الطاقم الطبي للمستشفى، مسؤولو قطاع الصحة.
الحــدث: بعد أن أصاب فيروس خبيث نخاعه الشوكي بشكل مفاجئ، وهو ابن 21 ربيعاً، شلت حركته ليجد نفسه راقداً في غرفة الإنعاش يتنفس بشكل اصطناعي.
أحمد يلازم مستشفى الاختصاصات بالرباط لما يزيد عن 18 سنة، وهو الآن على مشارف الأربعين، ولم يبرح مكانه لأن حياته رهينة بجهاز التنفس الاصطناعي.
يحلم أحمد أن يرى نور الشمس يوماً، ويتلمس أشعتها بين أهله الذين يقطنون مدينة الناظور شمال المغرب، ويتمنى أن يُكتب لعمليته الجراحية على مستوى الرئة بالخارج النور، إلا أن حالته لم تثنِه عن ابتسامته المعهودة الدائمة التي يستقبل بها زواره، وأيضا الطاقم الطبي المتميز الذي يسهر على العناية به مشكوراً.
يقول الطبيب المعالج: "أحمد حالة مؤسفة جدًّا؛ لأنه أصيب بشلل ويستحيل أن يتنفس طبيعيًّا، لهذا مكث في غرفة الإنعاش وهذا رقم قياسي".
حالة السيد أحمد ليست الوحيدة في المغرب، ولا في العالم، إلا أنه يشكل حالة خاصة، نظراً لطول المدة التي قضاها داخل العناية المركزة، وهو ما قد يكلف الدولة ما يفوق تكلفة العملية التي يحتاجها ليعود إلى حياته الطبيعية.
وتذكرنا حالته بحالة الطفل محمد عباس المازم، الذي عاش 11 عاماً في مستشفى القاسمي بالشارقة، بالإمارات العربية المتحدة، داخل وحدة العناية المركزة يتلقى العلاج منذ سنة 2003، بعد إصابته في حادثة سيارة عندما كان يتنزه رفقة والده.. وبقي في غيبوبة لمدة طويلة، إثر كسر في فقرات العنق العليا، نتج عنه شلل رباعي، حيث خضع لفترة علاج طويلة عاد بعدها للوعي لكي يعيش على جهاز تنفس اصطناعي..
الحالات التي استقيناها، مثال في الصبر والعزيمة القوية، تسكن مستشفيات مرغمة بفعل المرض الذي ألمَّ بها، وتتطلب عناية مركزة ومرافقة طبية ونفسية منتظمة، والتفاتة نوعية من الوزارة الوصية خاصة والمحسنين وجمعيات المجتمع المدني عامة، حتى تستعيد عافيتها وحياتها.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.