كشف قيادي حوثي، الاثنين 14 مارس/آذار 2016، عن وجود ما وصفها بـ"التفاهمات المبدئية" مع الجانب السعودي، التي "قد تفضي إلى إيقاف الحرب بين الطرفين"، في أول تعليق رسمي للجماعة، على المفاوضات التي أثمرت تهدئة على الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية، منذ أسبوع.
وذكر رئيس المجلس السياسي للحوثيين، صالح الصماد، أن التهدئة على الحدود تأتي في إطار وضع أرضية للقاءات لوقف الحرب، وإنهاء معاناة الشعب اليمني، حسب قوله، فيما لم يصدر أي تصريح رسمي من قبل التحالف العربي الذي تقوده السعودية بشأن أي تفاهمات مع الحوثيين.
وقال الصماد وهو ثاني أرفع القيادات الحوثية، بعد زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، في بيان على صفحته بموقع فيسبوك، ونقلت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين مقتطفات منه: "لن ندير ظهورنا لأي تفاهمات أو مبادرات قد تفضي إلى وقف الحرب، من أي طرف كان".
القيادي الحوثي أكد أن اللقاء الذي تم في مناطق حدودية بين اليمن والسعودية، جاء كمبادرة إنسانية من قبلهم لتسليم أسير سعودي نظرًا لوضعه الصحي.
وأضاف: "لا مانع من أن تستغل مثل هذه المبادرات لإيجاد قناة تواصل مع الطرف الآخر، للاستماع لوجهات النظر، والتفاهم لإيجاد آليات قد تفضي إلى حوار بعزة وكرامة"، حسب قوله.
وأعلن القيادي الحوثي عن وجود "تفاهمات أولية، تم خلالها الحديث عن خطوات تدريجية قد تفضي إلى وقف الحرب في حال كانت هناك نوايا صادقة لدى دول التحالف".
وكانت مصادر مقربة من الحوثيين ذكرت الأسبوع الماضي أن وفد قبليًا دخل الأراضي السعودية وقام بتسليم أسير سعودي يُدعى جابر الكعبي، ومبادلته بـ7 أسرى حوثيين.
وأكدت قوات التحالف العربي في وقت لاحق النبأ، وقالت إن التهدئة على الشريط الحدودي جاءت بناءً على وساطة يقودها زعماء قبليون.
حزب صالح
وكان حزب المؤتمر الشعبي العام، بزعامة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، قد أعلن الأربعاء الماضي "ترحيبه بأي جهود مبذولة لإيقاف الحرب في اليمن"، وذلك بعد ساعات من إعلان التحالف العربي التوصل إلى "تهدئة" في الشريط الحدودي، بناءً على وساطة قادتها شخصيات قبلية.
ونقل الموقع الرسمي لحزب صالح على شبكة الإنترنت، على لسان مصدر مسؤول (لم يسمّه)، أن "المؤتمر مع السلام الشامل، ويرحب بأي جهد يبذل لإيقاف الحرب، وكل أنواع الاقتتال الداخلي داخل الأراضي اليمنية، بما في ذلك إيقاف الأعمال العسكرية على الحدود بين اليمن والسعودية، بعد أنباء عن استثنائه (المؤتمر) من المفاوضات الجارية".
ووصف حزب صالح، الذي اعتاد مهاجمة المملكة السعودية بشكل لاذع طيلة الأشهر الماضية، السعوديين بـ"الأشقاء"، وقال إن الدعوة للحوار المباشر بين اليمن والسعودية "سبق وأن أعلنها صالح بنفسه، من منطلق الإدراك بأنه يجب أن يكون (الحوار) مع من بيده قرار إيقاف الحرب (السعودية)".
وقال حزب صالح، المتهم من قبل الحكومة الشرعية بالتحالف مع الحوثيين والانقلاب على السلطة، إنه "داعية سلام، وضد كل الحروب"، لافتاً إلى أن "القبول بالسلام لا يعني الاستسلام أو الخنوع والتخلي عن حق الدفاع عن النفس".
تهدئة على الحدود
وكانت قيادة قوات التحالف العربي قد أكدت في وقت سابق، الأنباء التي تناولتها "الأناضول"، عن وجود حالة تهدئة على الشريط الحدودي لليمن والسعودي، بناءً على وساطة قادتها شخصيات قبلية واجتماعية يمنية.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، عن بيان لقيادة قوات التحالف، "أن شخصيات قبلية واجتماعية يمنية سعت لإيجاد حالة من التهدئة على الحدود اليمنية المتاخمة للمملكة، لإفساح المجال لإدخال مواد طبية وإغاثية للقرى اليمنية القريبة من مناطق العمليات، وقد استجابت قوات التحالف لذلك عبر منفذ (علب) الحدودي".
وذكر التحالف أنه "تم استعادة المعتقل السعودي العريف (جابر أسعد الكعبي)، وتسليم 7 أشخاص يمنيين تم القبض عليهم في مناطق العمليات قرب الحدود السعودية الجنوبية". وأعربت قيادة قوات التحالف عن "ترحيبها باستمرار حالة التهدئة في إطار تطبيقها لخطة (إعادة الأمل)، بما يُسهم في الوصول إلى حل سياسي، برعاية الأمم المتحدة، وفق قرار مجلس الأمن رقم 2216".
وكانت مصادر مقربة من الحوثيين أكدت وجود مفاوضات في المناطق الحدودية بين اليمن والسعودية، بالتزامن مع هدوء للمعارك في الشريط الحدودي منذ أيام.