الأمم المتحدة تردّ على غضب المغرب: كي مون ينوي زيارة الرباط.. وكلمة “احتلال” فُهِمت خطأ

عربي بوست
تم النشر: 2016/03/14 الساعة 15:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/03/14 الساعة 15:30 بتوقيت غرينتش

ردت الأمم المتحدة على الغضب المغربي المتصاعد عقب تصريحات الأمين العام بان كي مون الأسبوع الماضي بعد زيارته للصحراء المغربية، بأن الأمين العام للأمم المتحدة ينوي زيارة العاصمة المغربية، الرباط، وأن كلمة "احتلال" التي استخدمها في حديثه قد فُهِمت بشكل خاطئ.

يأتي تعليق الأمم المتحدة بعدما اتهمت المغرب الأمين العام للأمم المتحدة بعدم الحياد بعد وصفه للصحراء المغربية ب"المحتلة"، والتي وصفتها مباركة بوعيدة، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الخارجية والتعاون، بالتصريحات المستفزة للشعور الوطني لدى كل المغاربة.

وقال فرحان حق، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، لـ "هافنغتون بوست عربي" إن المنظمة الدولية مازالت على الحياد في تلك القضية وأن رسالة الأمين العام من تلك الزيارة كانت بشأن بدء مفاوضات جديدة بين المغرب من جهة، وجبهة البوليساريو المطالبة بالانفصال من جهة أخرى، وأن المفاوضات يجب أن تصل إلى حلٍّ سياسي يرضي الطرفين ويعطي شعب الصحراء حق تقرير المصير.

وأضاف أن الأمين العام كان ينوي خلال زيارته -التي أثارت الجدل مؤخراً- أن يزور كلاً من مدينتي الرباط والعيون، ولكنه تمّ إخباره أن ملك المغرب لن يستطيع استقباله في هذا الوقت، لذلك قرر تقسيم رحلته إلى جزأين ومازال ينوي زيارة المغرب في وقتٍ لاحق".

ومضى مؤكداً: "لقد كنا واضحين دائماً أن وضع الصحراء لم يقرر بعد، وأنها منطقة لا تتمتع بالحكم الذاتي، وجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بما فيها المغرب، تعيد الموافقة على هذا الأمر بشكل سنوي في القرار الذي تعتمده الجمعية دون تصويت، كما أن مجلس الأمن دعا الأمم المتحدة إلى تسهيل المفاوضات للوصول إلى حلٍّ سياسي يرضي جميع الأطراف من خلال إعطاء حق تقرير المصير لشعب الصحراء".

وكان عشرات الآلاف من المحتجين المغاربة قد خرجوا في مسيرات كبرى في شوارع الرباط أمس الأحد 13 مارس/ آذار 2016 احتجاجاً على موقف بان كي مون، رافعين صور ملك المغرب وأعلام البلاد، مع هتافات تقول "الملك ملكنا والصحراء مُلْكٌ لنا".

وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية: "الأمين العام دعا لمفاوضات حقيقية بحسن نية ودون شروط مسبقة، والهدف من إعادة بدء المفاوضات من جديد هو نشر روح إيجابية تعطي المزيد من الأمل لهؤلاء السكان وتمكنهم من العودة لمنازلهم".

واعتبر في هذا السياق أن تصريحات الأمين العام التي ورد فيها كلمة "احتلال" وأثارت غضب المغاربة لم تفهم بالصورة الصحيحة، وقال: "لقد قصد بكلمة الاحتلال عدم قدرة لاجئي الصحراء على العودة إلى ديارهم تحت الظروف الحالية، وأنه يجب إجراء الترتيبات الحكومية اللازمة والتي يستطيع بموجبها السكان التعبير عن رغباتهم"، مشيراً إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة شهد خلال زيارته الأخيرة الوضع البائس في مخيم اللاجئين في الصحراء واعتبر أن هذه الحال هي نتيجة عدة عقود من الحياة دون أمل في تلك الظروف القاسية، كما أكد أن هؤلاء يستحقون حياة أفضل".

وقام الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في 5 مارس/ آذار 2016 الماضي بزيارة أثارت غضباً واسعاً إلى مخيم للاجئين الصحراويين في مدينة سمارة الصحراوية قرب تندوف (1800 كلم غرب الجزائر) والمجاورة للحدود مع المغرب، وكان في استقباله آلاف الأشخاص حيث قال – بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام محلية – أنه يتفهم "غضب الشعب الصحراوي تجاه استمرار حالة احتلال أراضيه".

وسيطر المغرب على معظم مناطق الصحراء الغربية في تشرين الثاني/نوفمبر 1975 بعد انتهاء الاستعمار الإسباني، ما أدى إلى اندلاع نزاعٍ مسلّح مع "الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب" (بوليساريو) استمر حتى 1991.

وتنشر الأمم المتّحدة بعثة في المنطقة منذ 1991 أساساً للسهر على احترام وقف إطلاق النار بين المغرب وبوليساريو.

وتقترح الرباط حكماً ذاتياً واسعاً تحت سيادتها لهذه المنطقة الشاسعة التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة على الأقل. لكن البوليساريو تريد تنظيم استفتاء لتقرير المصير.

وتتهم بوليساريو السلطات المغربية ب"استنزاف" ثروات الصحراء الغربية، وخصوصاً الفوسفات (75% من الاحتياطي العالمي) والثروة السمكية.

وسبق للعاهل المغربي الملك محمد السادس أن أكد في خطابين أن فوسفات الصحراء لا يشكل إلا 2% من مجمل فوسفات المغرب، فيما قالت الحكومة إن استغلال الثروات السمكية يتم "وفق احترام الاتفاقيات الدولية" وأن "عائداتها تذهب لسكان المنطقة".

تحميل المزيد