بعد عدّة جلسات مغلقة، ومشاورات جانبية انتخبت الدول العربية مساء الخميس 10 مارس/ آذار 2016 أحمد أبو الغيط مرشّح مصر وآخر وزير خارجية في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك أميناً عاماً خلفاً لنبيل العربي، بالتوافق مع تسجيل قطر تحفّظها على اختياره.
الأمين العام الجديد أثارت بعض مواقفه أثناء شغله حقيبة الخارجية المصرية، الجدل بسبب اعتبارها مخالفة للسياق العام العربي في تلك الفترة ومن أبرزها:
إفشال القمة العربية لوقف الحرب على غزة مطلع عام 2009.
في موقف تخلّى فيه وزير خارجية دولة عربية كبرى بحجم مصر عن الدبلوماسية المطلوبة، وفي لقاء مع إعلاميين مصريين كشف أبو الغيط أن القاهرة كانت وراء إفشال القمة العربية التي استضافتها الدوحة في عام 2009 وقاطعتها مصر والسعودية، لعدم اكتمال النصاب القانوني لعقد القمة والذي قصدت مصر عدم اكتماله بحجة أن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك لم يكن موافقاً عليها.
اتهامه لأمير قطر بأنه رأس الحربة الأميركية في المنطقة
أيضا في لقاء تلفزيوني مع الإعلامي اللبناني الشهير طوني خليفة على قناة القاهرة والناس عام 2014، وبعد رحيله عن الخارجية المصرية، اتهم أبو الغيط أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بأنه رأس الحربة الأميركية في المنطقة وأنه استغل فترة فتور العلاقة بين واشنطن والقاهرة في نهاية حكم الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، في تصفية حسابات قديمة بين الدوحة والقاهرة.
كما اتهم أبو الغيط قناة الجزيرة القطرية والأمير حمد بإثارة القلاقل في المنطقة وتنفيذ الأجندة الأميركية.
"قطر تلعب دور اكبر من حجمها"
كما عاود الدبلوماسي المصري الهجوم على قطر معتبراً أنها تعلب دوراً إقليمياً أكبر من حجمها، وأشار إلى أن الدوحة استغلت الدور الإيجابي الذي نجحت فيه لرأب الصدع بين الأطراف اللبنانية في استمرار سياستيها الإقليمية والتحرك بأريحية في المحيط العربي سواء في السودان أو القضية الفلسطينية، ومزاحمة القاهرة والرياض في دورهما الإقليمي عن طريق الدعم المالي للأطراف النزاع.
الانحياز لصالح إسرائيل
عقب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2009 قال أبو الغيط إن الحديث على فتح معبر رفح الحدودي بين مصر والقطاع من أجل إدخال السلاح والعلاج للفلسطينيين أمرٌ مرفوض بحجّة أن من يسيطر على القطاع هو حركة حماس الامتداد الأيدلوجي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر.
كما اتهم أبو الغيط حماس بكونها هي من تستفز إسرائيل لتقوم الأخيرة بقصف وقتل المدنيين محملاً قادة حماس المسؤولية عن أي حرب تنشب في القطاع.
علاقة بوزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني
وثقت الكاميرات لقطة شهيرة لأبوالغيط، وهو يمسك بيد وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني بعد أن كادت توشك على السقوط على سلالم قصر الاتحادية، عقب المؤتمر الصحفي الذي جمعهما في 2008، لتعلن ليفني بعدها شن حرب على قطاع غزة، وقيل وقتها إن ليفني أعلنت الحرب على غزة من قلب قصر مصر.
"مصر مش تونس"
عقب اندلاع ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011 في مصر قال أبو الغيط وكان وقتها وزيراً للخارجية إن مصر ليست تونس في إشارة إلى أن الثورة لن تنجح في مصر لأن هناك خلافاً كبيراً بين وضع البلدين، وكانت في تلك الفترة الدبلوماسية المصرية تتسم بالترهل والتراجع في العديد من الملفات الإقليمية والعربية، مما أثار حفيظة الثوار في تلك الفترة باعتباره وجهاً بارزاً لنظام مبارك.
رفض قطع علاقة مصر مع إسرائيل
في عام 2006 استبعد أبوالغيط، أن تستجيب السلطات المصرية لمطلب المعارضة، بقطع العلاقات مع إسرائيل أو تجميد معاهدة السلام، عقب تزايد عمليات القصف الإسرائيلية ضد لبنان، معتبراً أن ذلك سيكون بمثابة "إعلان حرب".
وقال أبوالغيط، حينها، "قطع العلاقات مع إسرائيل ليس بالسياسة الحكيمة"، مؤكداً أن هناك "تعاقداً مصرياً إسرائيلياً ممثلاً في اتفاقية السلام، ومصر دولة تحترم التزاماتها".
مسيرته المهنية
تدرّج أبو الغيط في وزارة الخارجية التي التحق بها في العام 1965 بعد عامٍ واحد من تخرّجه من كلية التجارة بجامعة عين شمس.
وشارك عندما كان لايزال دبلوماسياً شاباً في الفريق الذي أجرى مفاوضات كامب ديفيد مع إسرائيل في العام 1978.
وتنقّل خلال مسيرته المهنية في عواصم عدة بينها روما وواشنطن وموسكو حتى أصبح مندوباً لمصر في الأمم المتحدة في العام 1999 قبل أن يتمَّ استدعاؤه ليصبح وزيراً للخارجية في يوليو/تموز 2004 ثم تقاعد بعد تركه منصبه الوزاري.