يبقى أكبر المستفيدين أكثر من المرأة نفسها في عيدها العالمي، هم الفاعلون الاقتصاديون في ميدان الاتصالات ومستحضرات التجميل والألبسة الجاهزة، وكل ما تحتاج إليه النساء من لوازم، وذلك من خلال الوصلات الإشهارية التي تقدمها مختلف الشركات والوكالات على الشاشة الصغيرة أو اللوحات الإشهارية المنتشرة عبر شوارع المدن الكبرى، بهدف تسويق منتجاتهم عن طريق القيام بتخفيضات مهمة وحصرية تصل إلى أكثر من نصف الثمن، فقط استثناء من أجل سواد عيون المرأة المغربية، جمل إشهارية تتضمن العديد من العبارات من قبيل "لالة و مولاتي، مولات الدار، قرة العين" وغيرها من العبارات التي تستعمل في الوصلات الإشهارية وتعكس مكانة وحضور المرأة في المجتمع.
يمكن أن نستنتج من خلال ذلك حضور مقاربة "الماركتينغ" بقوة أكثر من أي مقاربات أخرى يمكن أن تخدم المرأة بشكل أفضل وتُحسن صورتها داخل المجتمع، بعيدا عن المزايدات الفارغة.
لا بد من طرح السؤال عند حلول كل ثامن من مارس/آذار، هل نساء هذا الوطن ينتظرن فقط القيام بتخفيض في قارورات العطر أو مرطب اليدين؟ هل ينتظرن فقط الدخول مجاناً إلى القاعات السينمائية في ذلك اليوم وطرح هواتف محمولة وردية اللون بثمن جد مخفض أو تنظيم حفل تحييه فعاليات نسائية بإحدى قاعات العروض فقط، وبعد ذلك ينتهي العرض، يصفق الجمهور على أضواء الكاميرات وأصوات آلات التصوير وضرب موعد السنة المقبلة في نفس التاريخ!
أعتقد أن المسألة تفوق كثيراً الاحتفال بيوم واحد، وبتلك الطريقة الباهتة التي تُوزع فيها بعض الشهادات "التقديرية" مزركشة بألوان قوس قزح، يليها حفل شاي وحلوى، وذلك في جل الفضاءات التي يتم بداخلها الاحتفاء بالنساء الفاعلات في مختلف الميادين، لكن ماذا بعد؟
ماذا عن الاحتفال اليومي في شكل تقدير مستحق؟.. ماذا عن كرامة وحقوق نسوة تضيع في باقي أيام السنة؟.. نتحدث عن نجاحات استثنائية يُسوق لها الإعلام في كل مرة وكي لا نُصاب بالنرجسية ونغترّ كثيراً يجب أن لا ننسى الإخفاقات الاجتماعية بنون النسوة التي تُمثل قاعدة عريضة منتشرة عبر أطراف الوطن العميق أو غير النافع، حيث نكتشف هناك أشياء صادمة عن بنات وطني وما يتعرضن إليه من قساوة الطبيعة والظروف الاجتماعية وسلطة التقاليد والعادات البالية التي تنزل بثقلها وتمنع تقدمهن نحو نقاط الضوء داخل محيط مظلم قابعات بداخله.
فقط يجب أن نتذكر في هذه المناسبة النساء اللائي خارج التغطية أكثر من الأخريات اللواتي على الأقل استقلاليتهن المادية والاجتماعية ومستواهن العلمي والثقافي يقلل من حجم المعاناة التي قد يتعرضن لها يوميًّا.. كل عام وأنتن بألف خير..
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.