قال مسؤولان في جماعة الحوثي اليمنية إن الجماعة المدعومة من إيران وخصومها السعوديين بدأوا محادثات في محاولة لإنهاء الصراع الدائر في اليمن وذلك فيما يبدو أنها أكثر المحاولات جدية من الطرفين لإغلاق فصل من التنافس السعودي الإيراني الذي يعمّق الاضطرابات السياسية في أنحاء الشرق الأوسط.
وأضاف المسؤولان أن وفداً من جماعة الحوثي موجودٌ في السعودية في أول زيارة من نوعها منذ اندلاع الحرب العام الماضي بين قوات الحوثيين وتحالف عسكري تقوده السعودية.
وتتزامن المحادثات مع هدوء واضح في القتال على الحدود السعودية اليمنية وهي من أكثر الجبهات دموية في الصراع. كما تراجعت الغارات الجوية التي يشنها التحالف على العاصمة اليمنية صنعاء.
وقال المسؤولان الكبيران في اللجنة الإدارية التي تدير المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن إن الوفد الحوثي بدأ زيارته للسعودية أمس الاثنين تلبية لدعوة من مسؤولين سعوديين بعد أسبوع من المحادثات التحضيرية السرية.
محمد عبد السلام يرأس الوفد
وأضاف المسؤولان أن الوفد الحوثي يقوده محمد عبد السلام المتحدث الرسمي الرئيسي باسم الجماعة والمستشار الكبير لزعيمها عبد الملك الحوثي.
ورأس عبد السلام في السابق وفوداً للحوثيين في محادثات أجريت في عمان مهّدت الطريق للمحادثات التي أجريت برعاية الأمم المتحدة في سويسرا العام الماضي.
وبحسب وكالة الأناضول جرت المفاوضات برعاية عُمانية، أثمرت عن تسليم أسير سعودي، وتبادل جثامين، ووقف لإطلاق النار على طرفي الحدود.
وأشارت مصادر الأناضول إلى أن المفاوضات التي بدأت منذ أسبوع، في منفذ "علب" الحدودي، أسفرت أيضاً، عن وقف تام لإطلاق النار على جانبي الحدود، لليوم الخامس على التوالي، وخصوصًا المناطق التي تربط معاقل الحوثيين في صعدة، شمالي اليمن، مع الأراضي السعودية، إضافة إلى تبادل جثامين بين الطرفين.
اختبار حسن نوايا
ووصف المصدر المفاوضات، بـ"اختبار حسن النوايا"، على أن يعقبها جولة أخرى تؤدي إلى وقف تام لإطلاق النار.
ويأتي الحديث عن المفاوضات، في وقت نشرت فيه وسائل إعلام يمنية، مقربة من الحوثيين، صورًا لوفد من جماعة "أنصار الله"، قالت إنه دخل أراضي المملكة، عبر منفذ "عَلب"، مصطحباً معه جندياً سعودياً، يدعى "جابر الكعبي"، كان أسيرًا لدى الجماعة، والتقى هناك بوفد سعودي يضم عسكريين.
وتتزامن تلك التطورات، مع جهود يبذلها المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، من أجل رأب الصدع، وجمع الأطراف المتصارعة في جولة مشاورات جديدة، بجنيف، منتصف مارس/ آذار الجاري.
هدوء على الحدود
في هذه الأثناء، أفاد شهود عيان، أن هدوءًا لافتاً يسود الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية، لليوم الخامس على التوالي، بالتزامن مع أنباء عن انطلاق مفاوضات سرية بين الحوثيين والمملكة.
وبحسب ما ذكرته قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، فقد شن طيران التحالف العربي، آخر غاراته على محافظة صعدة، (معقل الجماعة)، في الثالث من مارس/ آذار الجاري.
كما توقف القصف المدفعي الحوثي على الأراضي السعودية بشكل تام خلال الأيام الماضية، وبدأ الحوثيون يوجهون صواريخهم الباليستية صوب مواقع القوات الحكومية اليمنية، في محافظتي مأرب والجوف، شمال شرقي البلاد، وفق شهود عيان.
ومنذ 26 مارس/آذار من العام الماضي يواصل التحالف العربي بقيادة السعودية، قصف مواقع تابعة لجماعة الحوثي، وقوات موالية لصالح، ضمن عملية "عاصفة الحزم" استجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي بالتدخل عسكرياً لـ"حماية اليمن وشعبه من عدوان الميليشيات الحوثية"، قبل أن يعقبها في 21 أبريل/نيسان بعملية أخرى أطلق عليها اسم "إعادة الأمل"، قال إن من أهدافها شقًا سياسيًا يتعلق باستئناف العملية السياسية في اليمن، بجانب التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للحوثيين، وعدم تمكينهم من استخدام الأسلحة من خلال غارات جوية.