تنويه : هذه التدوينة بالعامية المصرية
ما افتكرش ماما في مرة قالتلنا اطلعوا بره أوضتي أو انزلوا من على سريري زي ما أنا باعمل مع ولادي اللي باشوف في عنيهم لمعة وشغف لما بيناموا فيه ويتنططوا عليه، مع إنهم عندهم سرايرهم، بس هو إحساسه دايماً غير.. بالنسبة لهم هو أكتر مكان في العالم ممكن يحسوا فيه بالدفء والأمان والامبالاة، والمكان الوحيد اللي ممكن يجمعهم مع بعض، وهيفضلوا يحسوا فيه إنهم أطفال مهما كبروا..
وبافتكر وإحنا صغيرين كنا بنحسه كبير قوي، وماتقدرش تجيب آخره، ومن كُبْرُه كنا بنعمله حلبة المصارعة اللي بنقتل بعض فيها ضرب.
أي مكان في الدنيا ممكن يضيق عليك إلا هو.. فيه مغناطيس بيسحبك أنت وإخواتك عليه، وفيه بركة بتخليه يوسع ويشيلكوا كلكم.. وتخيل الكلام وسط مربع بيجمعكم زي دا بيكون إزاي؟!
في الشتا كان البيت كله بيفضل نضيف إلا السرير دا عشان كنا قاعدين نايمين واكلين شاربين حتى المذاكرة عليه.. ممكن تعمل كل حاجة إن شالله تاكل البرتقال وتخبي قشرة بس ما تنزلش من عليه!
لما تحب تختفي وتشبع نوم بتنام عليه، ولما تعيا بيعزلوك عن بقية اللي في البيت فيه.. غطاه أكبر من لأي غطا، ودفاه بييجي من نفسنا وضحكنا ولزقتنا في بعض وإحنا قاعدين.. وفكرة إنك تحرك نفسك بعد ما دفيت مكانك دي عايزة قلب ميت!
منتهى الأمان إنك تقوم تستخبى فيه بلليل ولو هاتنام تحت رجلين أبوك وأمك، وكأنه فيه مناعة ضد الكوابيس والتفكير والقلق!
بافتكر يوم المطر كان بابا يلمنا كلنا عليه، عشان مانخفش من صوت الرعد ويطمنا بحكاياته القديمة عن الشتا ويفرحنا بخبر "مافيش مدرسة النهارده".
كل الأحداث المهمة والمناقشات العائليه حصلت عليه: الامتحانات والتنسيق والعريس والفرح، حتى الحفيد بيتولد وييجي من المستشفى على السرير الكبير، بيرضع ويتشلقب ويتعرف على كل وشوش عيلته عليه!
يمتاز سرير ماما بأن: شكله ومكانه ما بيتغيرش كل ما تبصله تشوف ملامحك من ابتدائي لغايه ما اشتعل شعرك شيباً.. ولما تنام فيه بتشم ريحة مامتك وباباك في قطنه القديم اللي كان كل فترة يتنجد بس عمره ما يترمي!
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.