أعلنت شركة الاتصالات المغربية "إنوي" الأربعاء 2 مارس/آذار 2016 انسحابها من دعم مسابقة "ماروك ويب أواردز"، وهي أكبر مسابقة خاصة بالمحتوى الرقمي بالبلاد، بعد أن انسحب أعضاء من لجنتها احتجاجاً على توقيف شركات الاتصالات الثلاث العاملة في المغرب خدمة الاتصال المجاني عبر تطبيقات و"اتساب" و"فايبر" و"ميسنجر" و"سكايب" عبر "الوافي".
الاحتجاج جاء بحملة واسعة على الشبكات الاجتماعية من خلال الدعوة إلى إلغاء الإعجاب بصفحات الشركات المعنية، وهو الأمر الذي استجاب له كثيرون، ما أفقد الصفحات أكثر من 500 ألف متابع في غضون أيام قليلة.
تراجع الإعجاب
الحملة أثمرت في ساعات قليلة انخفاضاً كبيراً في عدد الإجابات التي تتوفر عليها الصفحات الرسمية لشركات الاتصالات الثلاث بالمغرب، فصفحة "اتصالات المغرب" خسرت حوالي 194.478 إعجاب، فيما سحب حوالي 155.022 شخص إعجابهم من صفحة "ميديتيل"، في حين خسرت صفحة "إنوي" حوالي 163.762 معجب وهي أرقام قابلة للارتفاع مع استمرار الحملة التي ابتدأت نهاية الأسبوع الماضي.
قرار سابق
ولم يكن قرار شركات الاتصالات الكبرى بالمغرب، الأول من نوعه الذي يثير سخط رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فقد سبق منذ حوالي الشهر أن حجبت شركات الاتصالات المعنية الخدمات الصوتية المجانية على الهواتف والأجهزة المرتبطة بالإنترنيت عن طريق شبكتي "2G" و"3G" ، مقابل الإبقاء عليها عند الارتباط بالإنترنيت عبر "الويفي" بفضل اشتراكات ال"ADSL".
الخطوة التالية
وللضغط أكثر على شركات الاتصالات المعنية قصد التراجع عن القرار، يعتزم رواد فيسبوك المغاربة التصعيد في احتجاجهم من خلال الدعوة إلى عدم أداء فواتير الهواتف والحواسيب وعدم إضافة أي رصيد مالي لهذه الوسائل ما سيُكبد شركات الاتصالات خسائر مادية كبرى.
كما انسحب مجموعة من النشطاء المشاركين في مسابقة "ماروك ويب أواردز" من المنافسة، كون أنها منظمة بدعم من شركة اتصال لها علاقة بمنع خدمة على الإنترنت، بينما "تأتي لتدعه في المسابقة، "وهذا تناقض"، على رأيهم.
المس بسمعة الشركات
وحول الخسائر المادية التي ستتكبدها شركات الاتصال الثلاث نتيجة الحملة، أكد محمد تمارت الخبير في المجال الإلكتروني بأن الشركات المعنية ستخسر بدرجة أولى مكانتها وسمعتها في الإنترنيت "فالشركات أنفقت أموالاً طائلة لتلميع صورتها على الإنترنيت وبالتالي فحملة سحب الإعجاب من صفحاتها والتي وصلت لحد سحب 10 إعجابات في الثانية ستنعكس سلبا على الجانب التسويقي للشركات".
القرار
وأضاف تمارت في حديثه لـ"عربي بوست" أن قرار وقف تطبيقات الاتصال المجاني على مواقع التواصل الاجتماعي، تم اتخاذه بالأساس من طرف الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات (َ ANRT ) إما بدواع مالية "وهنا فالشركات المعنية هي من طالبت بوقف التطبيقات الصوتية، ومن الطبيعي أن تتأثر شركات الاتصالات سلبا من الاتصال المجاني على واتساب وسكايب وفايبر و فايسبوك".
ويشير إلى أن "الجانب الأمني أعطى مبرراً للقرار بحكم أن الاتصالات التي تجري عبر الإنترنت لا يتم تحديد صاحبها وهويته بالشكل المطلوب".
وأضاف تمارت بأن منحى الحملة الموجهة حالياً ضد شركات الاتصالات "خاطئ"، فشركات الاتصالات الثلاث "ليست المسؤولة عن القرار، وبالتالي فالضغط عليها لن يؤدي للتراجع عنه، لكن بالمقابل يجب توجيه الحملة نحو الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، فهي المسؤول الأول والأخير عن وقف الاتصال المجاني على مواقع التواصل الاجتماعي".