وضعت الانتخابات الإسبانية غير المحسومة التي جرت في ديسمبر/ كانون الأول 2015 البلادَ في مأزق سياسي؛ فلم يحصل أي حزب من المشاركين على 176 مقعداً، وهو العدد الذي يحقق الأغلبية في مجلس النواب؛ ولكن عقب اتفاقٍ جرى بين اثنين من الأحزاب المشاركة يوم الأربعاء 24 فبراير/ شباط الجاري، فإن إسبانيا قد تكون بصدد تشكيل حكومة جديدة.
ومن مهام تلك الحكومة المقبلة أن تُعيد ضبط الساعات (حرفياً) في خطوة من الممكن وصفها بأنها إنهاء لسمعة الدولة باعتبارها "دولة المُستيقظين متأخّراً".
فبحسب ما نقلت صحيفة The Nation؛ تعهد ألبرت ريفيرا رئيس حزب المواطنين، بدعم حزبه لمحاولة الحزب الاشتراكي – وهو الحزب الحائز على المركز الثاني في عدد الأصوات- لتشكيل الحكومة تحت قيادة "بيدرو سانشيز"، رئيس الحزب الاشتراكي، في مطلع الشهر المقبل. في المقابل طالب "ريفييرا" بحزمة من الإصلاحات شملت عدة تدابير من بينها "تغيير الساعة" وهو ما من شأنه تحويل توقيت إسبانيا ليتزامن مع توقيت جرينتش (GMT).
التوقيت غير المنضبط
وترجع قضية التوقيت الإسباني غير المنضبط إلى عام 1942، عندما قام الديكتاتور الجنرال "فرانسيسكو فرانكو" بتقديم توقيت البلاد ساعة؛ ليتزامن مع توقيت حليفته في الحرب آنذاك، ألمانيا النازية.
وعلى الرغم من وقوع إسبانيا جغرافياً على نفس خط الطول الذي تقع عليه المملكة المتحدة والبرتغال، فإنها تتبع توقيت البلدان في المنطقة الزمنية الشرقية مثل بولندا والمجر وألمانيا وهي بلدان تشرق فيها الشمس وتغرب في توقيت مبكر للغاية مقارنةً بما عليه الحال في إسبانيا.
والنتيجة إذاً هي التعارض بين التوقيت الذي تبيّنه ساعاتهم، وتوقيت الساعات الداخلية للإسبان – وهو ما ينظمه إيقاع الساعة البيولوجية للجسم مدفوعاً إلى حدٍّ كبير بوجود أشعة الشمس وحلول الظلام.
وبتعبير أكثر بساطة؛ فإن الإسبانيين مُقدرٌ لهم إما العيش بشكل دائم في بلد يشهد تأخراً طفيفاً في توقيت الطيران، وأن يستيقظوا في توقيت سابق للوقت الذي يجب عليهم الاستيقاظ فيه، أو في المقابل؛ عليهم الخلود للنوم في وقت متأخر والاستيقاظ في وقت متأخر، وهو ما تشير الأدلة إلى حدوثه.
حافز للتغير
ويقول المُستشار الاقتصادي بحزب المواطنين الإسباني، لويس جاريكانو، إن أكبر مزايا ضبط الساعة هو أنه سيكون حافزاً للتغيير، فسوف يساعد على تنسيق التغيرات الثقافية، وخلق الحركة. بحسب ما جاء في حديثه لصحيفة El País في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وكانت تقارير برلمانية قد أوصت بتأخير الساعة عام 2013، بهدف رفع معدلات الإنتاج، وقاد حزب المواطنين حملة بشأن تلك القضية قبل حلول انتخابات ديسمبر/ كانون الأول.
والإسبان ليسوا الأوائل الذين تمرّدوا على توقيتهم، فقد قرّر زوجان متقاعدان من بلدة كومبريا شمال غرب إنجلترا، وهما جيم وباربرا كيسي، خلق توقيتهما الخاص والالتزام بتوقيت جزيرة تينيريفي الإسبانية بعد عطلة قضياها هناك.
ويشار إلى أن فكرة التوقيت العالمي قد طُرِحت من قِبل الأكاديميين، الذين يقولون إن تزامن التوقيتات بالمناطق الزمنية يساعد على تبسيط المعاملات في السوق العالمية.
– هذه المادة مترجمة من صحيفة The Nation، للاطلاع على النسخة الأصلية يرجى الضغط هنا.