شهدت المناطق السورية المشمولة باتفاق الهدنة الأميركي الروسي المدعوم من الأمم المتحدة، هدوءاً استثنائيًّا الأحد 28 فبراير/شباط 2016، لليوم الثاني على التوالي مع استمرار التزام قوات النظام والفصائل المعارضة بوقف إطلاق النار، فيما تتحدث الأنباء عن معاودة القوات الجوية الروسية القصف لمدينة حلب.
المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن طائرات حربية هاجمت 6 بلدات سورية في الجزء الغربي من محافظة حلب اليوم الأحد بعد يوم من بدء سريان اتفاق وقف الأعمال القتالية.
وأفاد المرصد أن البلدات التي استهدفها القصف خالية من عناصر "تنظيم الدولة" و" جبهة النصرة".
وأكد مقاتلو معارضة وقوع الضربات الجوية، وقالوا إن طائرات حربية روسية نفذتها، لكن المرصد قال إن هوية الطائرات لم تتضح.
وكان المرصد قد تحدث الأحد عن ليلة هادئة تخللتها خروقات محدودة، لكنه أشار إلى غارات جوية كثيفة لم تعرف هوية الطائرات التي نفذتها، استهدفت مناطق لم يتضح إذا كانت مشمولة باتفاق الهدنة، أبرزها في ريفي حلب الشمالي والغربي (شمال) وريف حماة الجنوبي (وسط).
ونعم سكان مدينة حلب في شمال سوريا والتي تشهد معارك شبه يومية بين الفصائل المقاتلة والقوات النظامية منذ صيف 2012، بليلة وصباح هادئين بحسب مراسل لفرانس برس في المكان.
مراسل الوكالة أفاد بأن الهدوء لا يزال يعم المدينة بالكامل وغابت أصوات الاشتباكات والقصف طيلة الليل، لافتا إلى حركة طبيعية منذ الصباح لسكان الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة بخلاف ما كان الوضع عليه قبل تطبيق وقف إطلاق النار.
أطراف العاصمة السورية وفق مراسل لفرانس برس شهدت هدوءاً إلى حد كبير من دون رصد أي خروقات تذكر. وقال إن سكان دمشق ولليوم الثاني على التوالي استيقظوا من دون سماع دوي القصف من مناطق ريف دمشق.
وهذه الهدنة هي الأولى بهذا الحجم التي تلتزم بها قوات النظام والفصائل المعارضة منذ بدء النزاع الذي أسفر خلال 5 سنوات عن سقوط أكثر من 270 ألف قتيل.
وبحكم استثناء تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة من الاتفاق، فإن المناطق المعنية بالهدنة، بحسب مصدر سوري رسمي والمرصد السوري، تقتصر على الجزء الأكبر من ريف دمشق، ومحافظة درعا جنوبا، وريف حمص الشمالي (وسط) وريف حماة الشمالي (وسط)، ومدينة حلب وبعض مناطق ريفها الغربي (شمال).
مدير المرصد رامي عبد الرحمن أشار الأحد إلى "تنفيذ طائرات حربية لم يعرف إذا كانت روسية أم تابعة لقوات النظام غارات عدة على 6 بلدات في ريف حلب الشمالي والغربي، تتواجد جبهة النصرة في واحدة منها فقط". وتسببت هذه الغارات بمقتل شخص وإصابة آخرين بجروح.
كما أفاد بتعرض قرية حربنفسة في ريف حماة الجنوبي والتي تسيطر عليها فصائل مقاتلة لـ8 غارات جوية على الأقل صباحاً.
وشدد عبد الرحمن على ضرورة "توضيح خريطة المناطق المشمولة بوقف إطلاق النار للتأكد من تطبيقه".
صحيفة الوطن القريبة من دمشق قالت في عددها الأحد إن "الخرائط لا تزال تحظى بصفة السرية"، لافتة إلى "وجود حالات محدودة من الخروقات لم يعلق عليها أحد، على اعتبار أن وقف هذه العمليات يحتاج إلى يومين أو 3 أيام لتظهر جديته ومدى الالتزام فيه".