هذه التدوينة بالعامية المغربية
الفيسبوك وما أدراك ما الفايسبوك! ديك العلامة الفارقة والمنعرج الفاصل في تاريخ بزاف الشعوب، خصوصاً ديك الشعوب التي تحمل من مقومات الشعوب غير سمية.. لا حرية، لا كرامة، لا حقوق، لا ديموقراطية.. شعوب كل ما يجمع بيها بين الوطن داك رقم في لائحة كناش الولادات، كاع من كيعطيهم لعاطي زعمة كيمارسوا الحق والواجب كيعطوهم واحد بطاقة ديال ناخب باش يمشو يمارسوا حقهم ديال مواطنة ككومبارس في فيلم كبير تعده وتخرجه الأنظمة اللاديمقراطية.. غير هو هداك فيلم يكرر على مستوى الفكرة والسيناريو والأحداث غير لوجوه لي كتبدل.. داكشي علاش داك فيلم أبداً ما ربح لا أوسكار ولا سعفة ذهبية ولا حتى لعبة.. ما عمرو غادي يربح خصوصاً بعد ظهور الفايسبوك..
الفايسبوك داك الكابوس المفزع لي ما كانش حتى أكثر المتشائمين في الأنظمة المستبدة يتخيل أن شي نهار سيصبح حقيقة. نعم، إنها الحقيقة وأخيراً تحرر الملايين من الشباب وأطلقوا العنان لأفكارهم لتصوراتهم وأحلامهم وآمالهم حتى نضالهم، صنعنا لنفسنا وطناً افتراضيًّا حرًّا عادلاً ديموقراطيًّا الكل يتكلم ويعبر وينتفض ويثور.. وطن يضمن حق الاختلاف في العقيدة والأيديلوجية والفكر وأنماط العيش.. وطن يعوضنا عن الوطن الواقعي لكلو ظلم وقهر واستبداد وحكرة، الوطن لي فيه الحيوط عندها الودنين والأكثر شجاعة فينا كيحل فمه عند طبيب ديال سنان، الوطن حيث الأنظمة الطاغية والفاسدة والمستبدة تتحد مع العادات والتقاليد ديال المجتمع زائد الوصاية ديال الدين هذا الاتحاد 3D (الأنظمة، المجتمع، الدين) تتحكم في مصائرنا أفراداً وجماعات وكتصنع منا دمياً وكراكيز كتحكموا فيها أيادي خفية طويلة..
جا الفايسبوك قلب الموازين، ولم يعد الوطن كما كان و لن يعود كما كان ، أبى من أبى و شاء من شاء ، إنتهى زمن الفكر الواحد والحزب الواحد والإعلام الواحد والنموذج الواحد و..و…و… نحن الآن أحرار على الأقل افتراضيًّا نعبر ونبوح، نتضامن، نثور، نصنع رأياً عامًّا حرًّا له مواقفه من كل ما يجري بتلك الرقعة المنزوعة ولو إلى حين لي اسمها الوطن، نحن هنا أحرار نبني الوطن خطوة خطوة، ربما ليس لنا لكن أكيد للأجيال القادمة.. نقيم المحاكم الافتراضية العادلة ندافع على حقوق الشعب.. شحال ديال قضايا الفساد والاستغلال فجرنها في فايسبوك.. شحال ديال رؤوس النثنة الفاسدة أوقعنا بها.. شحال الحملات التضامن غيرت الواقع وحركت مياهاً كانت راكدة من عقود.. شحال ناس تم إنصافها في هذا العالم الأزرق بعدما ظلمت في الواقع فقط؛ ﻷنها قالت الحق وكشفت الحقيقة.. شحال المبادرات خرجت من هذا الفضاء كالوقفات المظاهرات من أجل الحقوق والقضايا العادلة والأعمال الخيرية والإنسانية.. شحال المواهب اكتشفنا شحال فنانين وفنانات والكتاب الأحرار والشعراء وكتاب الرأي عرفناهم هنا، في وقت كان من المستحيل نعرفوهم في واقع فقط لأنهم أحرار ليسوا بياعين كلام وسماسرة مبادئ ومواقف.. شحال مفكرين ومثقفين أقمنا لهم تماثيل وخلدناهم ونشرنا فكرهم افتراضيًّا في وقت يتم تهميشهم ومحاصرتهم في الواقع.. شحال من المواقف لكلنا توحدنا فيها بصوت وشعار واحد وتضامنا فايسبوكيًّا وضغطنا ودفعنا الدولة للاعتذار والاعتراف بالغلط كقضية مغتصب الأطفال الإسباني كالفان على سبيل ذكر لا الحصر.
الفايسبوك رجعناه لجنة عليا لمراقبة الوطن والكشف لفضح كل الممارسة المستبدة والظلم والحيف الفساد و استغلال و السرقة..
رجعنا من الفايسبوك لجنة موسعة للمراقبة تضمنا جميعاً بمختلف توجهتنا وأفكارنا أصبحنا قوة اقتراحية وسلطة تشريعية وحتى تنفيذية، أصبحت عندنا القدرة نصنعوا رأي عام غير رأي العام ديال الرباط والدوزيم وما جورهما .. شحال الحالات الإنسانية المنسية رجعنها قضايا وطنية.. لاشحال الظواهر أنتقذنها ورصدانها وحللناها وعطينا حلولاً للحد منها.. أصبحنا قادرين نشروا ثقافة الحق والواجب ما لنا وعلينا ونساهم في انتشار الوعي الجماعي السياسي والحقوقي.. ولينا قادرين نتحكموا في الخريطة السياسية ديال الوطن ولو افتراضيًّا.. لدرجة أن زعماء الورق ودكاكين الحزبية ولو باغين يدخلوا معانا في الفايسبوك لكن هيهات هيهات.. لعضوا الواقع يخاف من الافتراضي..
هذا الكم الهائل من التغيير والتجارب والمواقف.. ممكن باقي ما وصلتش لدرجة النضج المطلوب باش ينتقل للواقع لكن راه جاي في الطريق والتجربة كتختمر.. رغم كل السلبيات ديال الفايسبوك وسوء استعماله من طرف شريحة كبيرة من مجتمع المغربي واختراقه من جهات معلومة وغير معلومة لي كلما تفتح شي نقاش عمومي جاد وعميق إلا بقدرة قادر كتخرج لينا شي بلان فايسبوكي، كيتحول الحوار 360 درجة كمثال حوار لي تفتح على جوج فرانك ومراجعة تعويضات أجور برلمانيين والوزراء كان حوار وبولميك عميق في لحظة لقينا راسنا دزنا بولميك آخر ديال كنخدم 23 ساعة، شوية ظهور صوت غريب بالمغرب ههههه.. وصولا قضية ما كنعرفوش لكن فحال خويا إييييييهاب، وأخيرا بولميك البيض دار 30 ريال نسونا كيف ديما الموضوع الأهم لي هو ماذا يقدم الوزراء والبرلمانيين للوطن مقابل ملايير لي كيخدوها.. خلينا هذا موضوع وتلفونا في مواضيع جانبية وتافهة.. حيث ما زال ما تكونتش عندنا مناعة فكرية كافية لي تخلينا نحمو نقاشات المجتمعية الجادية من الاختراق نوصلوها لنقاش إيجابي ومنتج ومؤثر..
ما زال طريق طويلة قدمنا باش نقدروا نوصلوا لمرحلة النضج والوعي الجماعي.. والانتقال من الافتراضي للواقع.. ما كيهمش شحال يستغرق الأمر، لكن الأهم هو أننا على السكة الصحيحة كشباب مغربي يحلم بوطن حر فيه كرامة وعدالة اجتماعية، وطن يحبنا كما نحبه، وطن حتى الى ضحينا وصبرنا وخدمنا وبنيناه وفديناه يكون يعترف بالجميل وبتضحيتنا وما لقوش راسنا نعيش حالة حب من طرف واحد، ممكن حنا ضربنا تران لكن أجيال جاية بغيناها تعيش في ظل كرامة تمشي لسبيطار تلقى علاج دواء والعناية تمشي مدرسة عمومية تلقى برامج عصرية ومناهج حديثة مدارس جامعات تنتج مواطنين على أعلى مستوى من الوعي والمعرفة.. حتى ألا تخرجوا يمشو يحطوا CV ديالهم هما مرتاحين عارفين أن الأحسن والأكثر كفاءة هو لي يتهز ميشي باك صحبي وهز لي كنيتهم مشهورة أو مول جو لصفر ..بغينا وطن رحيم وكريم بالفقراء والضعفاء حريص على عيشهم الكريم..
في انتظار ذلك الفايسبوك يبقى وطن مؤقت إلى أن تتم الإصلاحات الجذرية والتغييرات الحقيقة والأوراش الكبرى في وطن اسمه المغرب واسمنا المغاربة.. ممكن جدًّا أن نغادره بحثاً عن أمل وافق وحياة جديدة، لكن مستحيل أن يغادرنا فهو فينا إلى الأبد.. حتى وإن وقفنا على حافة الوطن..
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.