إعلاميون مصريون ينتقدون “صبّح على مصر” وآخرون يتبرعون بـ 5 جنيه على الهواء!

عقب خطاب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي ألقاه أمس في مسرح الجلاء بوسط القاهرة، لإطلاق استراتيجية مصر للتنمية المستدامة بعنوان "رؤية مصر 2030″، والذي استمر لقرابة ساعة ونصف، انقسم المعسكر الإعلامي الموالي للرئيس السيسي إلى فريقين فيما يتعلق بعدد من القضايا التي أثارها السيسي في الخطاب.

إلا أن الانقسام كان أوضح ما يكون بشأن قضيتين رئيسين في الخطاب، وهما ما تم تسميته بـ "مبادرة صبح على مصر"، وطلب السيسي من الشعب المصري ألا يسمع لأحد غيره، حيث قال السيسي :" لو كل يوم الصبح كل مواطن صبح على مصر بجنيه من موبايله هيصل إلى 10 ملايين جنيه في اليوم، يعني 4 مليار جنيه في السنة وبعد كل ده نتكلم عن العدالة الاجتماعية"، كما كرر خلال خطابه للمصريين: "ما تسمعوش كلام حد غيرى أنا بس" مرتين.

وظهر واضحاً انقسام الاعلاميين الذين اعتاد المشاهد المصري متابعتهم وهم يزينون له كل أفعال وتصرفات النظام المصري، ويتحاشون النقد أو الانتقاد المباشر وخاصة للرئيس السيسي، ففي الوقت الذي ظل عدد من الإعلاميين يمارس دور الترويج والتزيين، فوجئ المشاهد بخروج عدد من الإعلاميين المحسوبين على النظام رافضاً لمبادرات الرئيس السيسي ومنتقداً أداءه في الخطاب ومنهم من وصفه بالفرعون الجديد.

فقد خرج علينا الإعلامي يوسف الحسيني في برنامجه "السادة المحترمون" على فضائية "أون تي في" قائلاً : إنه لا يعلم سبب أو مبرر لخروج الرئيس عبد الفتاح السيسي عن الهدوء الذي اعتاده أو الظهور بهذا الغضب خلال خطابه أمس الأربعاء.

وأضاف " محدش اتهم الرئيس بالكذب أو اللف والدوران والجميع مقتنع بحبه للوطن ولكن من حقنا التحفظ على كلامه ..يعني إيه منسمعش كلام حد غيرك؟ لأ معلش.. هنسمع الخبراء والمختصين في كل مجال ولو سمعنا من يتحدث بشكل أكثر صوابا مما تذكره والله لأبرزناه وسنقول لك أنك على خطأ".

وتابع : "مين يا ريس اللي متسمعش كلامه؟ قلنا الجهات اللي تقصدها.. يعني إيه منسمعش حد غيرك؟ منسمعش الحكومة مثلا ولا العلماء ولا مين؟"

فيما قالت الإعلامية المعروفة بدعمها المطلق للنظام لميس الحديدي، خلال برنامجها "هنا العاصمة" على قناة "سي بي سي"، إن جملة الرئيس عبد الفتاح السيسي التي قال فيها "ماتسمعوش غير مني" خلال حفل إطلاق استراتيجية "مصر2030" تفسر بطريقيتين أحدهما إيجابي والآخر سلبي.

وأوضحت أن التفسير الإيجابي هو أن الرئيس يقصد أن نستمع له لأنه يملك المعلومات الحقيقية والأرقام الموثقة، والتفسير السلبي أن السيسي يريد القول "أنا الوحيد الذي يملك الحقيقة ولا تسمعوا رأي غيري".

وأشارت إلى أنها تميل للتفسير الإيجابي رغم أن التفسير السلبي قد يكون صحيحا، موجهة رسالة لللسيسي: "سيادة الرئيس.. الكتلة الواحدة جميلة ولكن على اختلافنا يسار ويمين ووسط.. لا يمكن أن نكون كتلة واحدة في اتجاه واحد وإلا هنكون شعب نازي.. وحدتنا لا تمنع اختلافنا".

كما انتقد الإعلامي جابر القرموطي كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي "متسمعوش حد غيري"، مشيراً إلى أنه لم يكن يتمنى أن يسمع تلك الجملة من الرئيس.

وأضاف خلال برنامجه "مانشيت" على فضائية "أون تي في" أمس أنه شعر بعد تلك الجملة من الرئيس عبد الفتاح السيسي أنها أولى خطوات أن يكون فرعونا وكأنه يقول أنا الوحيد اللي بفهم.. ده رئيس الجمهورية وكل كلمة محسوبة عليه"

وتابع: "شعرت بعد هذه الكلمة أن كل الموجودين مجرد سكرتارية "، مضيفا: "أحيانا أشعر من كلام الرئيس إني محتاج أقعد معاه علشان أعرف قصده إيه لأن أحيانا فيه جمل بتخرج ببقى مش عارف رايحة فين؟"

وفي الجانب الآخر وكالمعتاد وصف الإعلامي أحمد موسى خلال برنامجه "على مسئوليتي" على فضائية "صدى البلد" خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي بأنه الأقوى للرئيس سواء قبل توليه الرئاسة أو بعدها. وقال أن الرئيس وجه رسالة للشعب ألا يخاف أو يقلق، مؤكداً أنه أوضح أنه مصمم على بناء الوطن مهما فعل المغرضون.

وأشار إلى أن الرسالة الأهم هي أن الرئيس أعلن أنه يعرف من يخرب في البلد ومن يسعى للفتنة وتحدث عنهم بوضوح، مضيفاً "أول مرة الرئيس ميطبطبش ووجه رسائل لمن بالداخل والخارج".

الإعلامي سيد علي أشاد بكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي قائلًا:" قمة النبل والأدب السيسي". وأضاف خلال برنامجه " حضرة المواطن"، على قناة "العاصمة"، أن كلمة طارق عامر ، محافظ البنك المركزي، لم تحظ بأي تقدير حيث أن كلمته لم تصل إلى الشعب المصري، قائلًا :" لولا الرئيس كان جاي كنت قفلت التليفزيون".

وتابع : "الرئيس عبد الفتاح السيسي كان في قمة الرومانسية الوطنية، وظهر بمظهر رئيس عاوز يبيع عمره عشان مصر تعيش".

اختلاف على صبح على مصر

أما بالنسبة لمبادرة "صبح على مصر بجنيه" المثيرة للجدل والسخرية والتعاطف في آن واحد، فمن الإعلاميين من تبرع على الهواء دعماً للمبادرة ومنهم من طالب بأن يصبح المصريون ويمسوا على وطنهم لإنقاذه من كبوته، إنا الغريب أن يعترض البعض.

فقد ادعى المحامي والإعلامي خالد أبو بكر فتخراً أنه صاحب الفكرة والمبادرة، وقال خلال تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "الحمد لله كانت مبادرة قدمتها لوزارة الاتصالات وخصصت رقم37037 للتبرع لتحيا مصر كل يوم جنيه عشان بلدك مش كتير، تحيا مصر".

وتابع: "المدرسة بتتكلف 3 ملايين لو قدرنا نجمع 60 مليونًا هنبني عشرين مدرسة ما قولناش نتبرع عشان يبقى هو ده مصدر للدخل القومي".

كما أشاد الإعلامي محمد الغيطي، بمبادرة السيسي، وتبرع على الهواء بـ 10 جنيهات لصندوق تحيا مصر ، قائلًا: "أنا باتبرع بـ 10 جنيه ليا ولأولادي لصندوق تحيا مصر".
وأضاف "الغيطي"، خلال تقديمه برنامج "صح النوم" عبر فضائية "ltc" : "ده اللى أقدر عليه انهاردة علشان مقبضتش من شهرين".

الإعلامي أحمد موسى ، استجاب لدعوة السيسي، وأرسل رسالة على الهواء لصندوق تحيا مصر قائلا: "كلنا لازم نصبح على مصر بجنيه".
وناشد "موسى" مناشدًا المواطنين المساهمة في دعم صندوق تحيا مصر ولو بجنيه واحد، لتعزيز وضع الاقتصاد المصري، الذي يعانى في الفترة الأخيرة بسبب التحديات الخارجة التي تريد هدم مصر.

وأضاف "كلنا في القاعة النهاردة كنا بنبكى لما الرئيس كان بيتكلم بحماس عن أنه لو ينفع يتباع هيتباع، والجملة دي لم تنطق من قبل في مصر ولا خارج مصر بالوضوح ده وبالقوة دي".

بدوره تبرع الإعلامي جابر القرموطي، لصندوق "تحيا مصر" على الهواء بـ "5 جنيهات"، وذلك من خلال رسالة نصية أرسلها إلى رقم الصندوق، مدون عليها دعمًا لمبادرة الرئيس عبد الفتاح وتحمل اسم "صبح على مصر بجنيه".

وقال :"يا ريت الناس كلها تشارك، وكل يوم لو واحد اتبرع ولو بجنيه هتفرق كتير أوي مع مصر زي ما قال الرئيس السيسي، وبلاش ناخدها بسخرية".

وأضاف متسخروش من الحملة شوف انت مرة بتقعد على القهوة بتدفع كام، مرة تروح تتغدى بتدفع 300 جنيه.

وأضاف القرموطي: "انا بعت الرسالة وكتبت بحبك يامصر"، داعيا المواطنين للاستجابة للمبادرة، أنا هتبرع كل يوم على الهواء بـ5 جنيه.

رانيا بدوي، مقدمة برنامج "القاهرة اليوم" على شاشة قناة "أوربت" أثنت على مبادرة الرئيس وكتبت على صفحتها على "فيس بوك": أنا مسيت على مصر.. رساله مني ورسالة من ياسين وكل يوم هنصبح ونمسي.. بلدي تستاهل أكتر".

من خرج على هذا النص بلباقة وحنكة كانت الإعلامية لميس الحديدي، التي قالت: "شي جيد ومهم، ومش هيخسر حاجة، ويجب أن نساهم كلنا فيه، لكن الدول لا تُبنى بالتبرعات، البلاد تُبنى بخطط اقتصادية واضحة وبالمشاركة مع القطاع الخاص وبمشروعات ناجحة تمس حياة المواطنين في كل المجالات.

وأضافت "نحن بحاجة لمشاركة القطاع الخاص، صندوق (تحيا مصر) يعمل على دعم الاقتصاد الوطني، ولكن ليس بديلًا للاستثمار، لو لم يتم اللجوء إلى مشاركة القطاع الخاص سيكون البديل الوحيد هو الاقتراض".