وللحياة تحية…!

ربما ما زلتَ تقاوم ولا تقبل أن تأخذ كلامهم على محمل الجد.. وحدهم العصاميون من يصنعون دربهم بأنفسهم غير آبهين بحديث العالمين، حين تقرأ التاريخ تتأكد أن من صنع التاريخ ومن دخلوه من أوسع أبوابه لم يحظوا قط بنمط عيش هادئ على طول الخط، بعض الأحداث ترسم مسيرك بشكل لم تكن لتفعله أنت في ظروف مغايرة فكن ممتناً دائماً واصنع من قاف النقمة عينا لنعمة فالعبرة بالنتائج.

عربي بوست
تم النشر: 2016/02/24 الساعة 01:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/02/24 الساعة 01:43 بتوقيت غرينتش

غريبة هي الحياة في مفارقاتها، لا حال دائم تضحكك فتخال أنك ما حزنت قبلاً قط، تُدميك وتُدمع عينيك فلا ترى سوى سواداً حولك..
تنسى أنك غرفت من منهل الفرح يوماً، اليوم أكتب لي وأكتب لكل الذين قد يكونون يمرون بوقت صعب الآن.. اعلموا أن الدوام من المحال.. هي حياة، سر الكون كامن في دينامكيتها حركة ودوراناً لا ثباتاً وسكوناً.

حين نفقد البوصلة لا ندري أنمضي قدماً أو نعود للوراء، حين تتعب الروح حد الخواء، نأخذ استراحة من العالم نتقوقع لعلنا نرمم شتات أفكارنا نرتب ما تبقي لدينا من أوراق.. حين نسمع الكثير من الضجيج حولنا نتوه.. الكثير من الضجيج في الوقت الخطأ، حين لايكون لنا رغبة في معرفة أصداء الآخر، حين نقرر أن نعيش، أن نحيا بسلام فقط..

يتجاذبنا تياران متعاكسان، من يصفق لك يرمقك بنظرات الإعجاب، والآخر يلومك يعاتبك وقد يعيروك.. في حين أنت لم تطلب كل ذلك لا يهمك آراء أحد بقدر ما تمارس حياتك بكل صخبها بعيداً عن الأضواء لأنها في الأصل لا تستهويك، لست في حاجة أن تكون محط اهتمام تكتفي بذاتك ولا تحق توازنك برأي يصادق علية الآخر وإن كان قريباً.

لكل أولئك الذين يقتحمون جدران عالمك الصغير ليُملوا عليك تعاليم آبائهم الأولين، ولكل الذين يرون فيك مثالاً يُحتذى يستكثرون عليك أن تخطئ.. توقفوا أن تنبشوا في حيواتنا، بدافع الحب، الخوف أو حتى الغيرة والحسد لا يحق لأحد أن يعري جلالبيبنا لا تقربوا أشياء إن تبدو لكم تسؤكم، اتركوها لزمن قد تتمزق سهوا فتُظهر بعضاً مما نداريه.

ثقتي بأن الله لا يحمّل نفسا فوق طاقتها تجعلني أفضل حالاً، وإن كنت تؤمن بالانتقاء الطبيعي، ستدرك أنك وإن لم تكن قويًّا كفاية لما استحققت أن تعيش أكثر. العثرات التي لا توقعك مكسورَ الخاطرِ معطوبَ الفكرِ أسيرَ الإحباطِ، تجعلك تليق بهذه الحياة أكثر.. تتعلم أن توازن بين إنسانيتك الخطّاءة وعفوية مشاعرك ومنطق لغة الحسابات، تحمل حلمك بين ضلوعك وترتقي به ليكون هدفاً تتجه به نحو الأمام متسلحاً بالواقعية هذه المرة، قف على رجليك انظر للمرآة أمامك ستجد شخصاً مكافحاً صمد في وجه المشاكل، تخطى الآلام والجراح التي لم تندمل لليوم، لا تهتم بأن تكون سوى أنت، شخص طبيعي فقط بالرغم من أنهم نجحوا أن يهزوا ثقتك بالعالم.. بالناس.. بنفسك..

ربما ما زلتَ تقاوم ولا تقبل أن تأخذ كلامهم على محمل الجد.. وحدهم العصاميون من يصنعون دربهم بأنفسهم غير آبهين بحديث العالمين، حين تقرأ التاريخ تتأكد أن من صنع التاريخ ومن دخلوه من أوسع أبوابه لم يحظوا قط بنمط عيش هادئ على طول الخط، بعض الأحداث ترسم مسيرك بشكل لم تكن لتفعله أنت في ظروف مغايرة فكن ممتناً دائماً واصنع من قاف النقمة عينا لنعمة فالعبرة بالنتائج.
أوذي رسول الله وتحدثوا عنه بالسوء، وهو الأعظم خلقاً بشهادة العدو قبل الصديق، ومن آذاه أكثر من مقربيه، ومن يجرحك من الوريد للوريد غير من استوطن أيسر صدرك؟! فكيف بنا نحن نسلم من لدغاتهم؟

كل صاحب رسالة في هذه الحياة هو مثير للجدل وإن لم يشأ أن يكون كذلك، مجرد الرغبة في التغريد خارج السرب تجعل منك مُحَارِباً ومُحارَباً، طالما أن صوت ضميرك يصرخ عالياً ويطمئنك أنك على الدرب الصحيح فلا تبالِ، خذ وقتاً لتصالح نفسك فهي الأحق بك وكن متأكداً هي مسألة وقت، والآن سيصبح ماضياً تبتسم حين تتذكره، لكل من يقرأ حروفي الآن.. ابتسم، فبعض الدروس تأتي في هيئة بشر.
تحية للمعلم الأكبر.. تحية للحياة!

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد