ناقشت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة الموقف من إقامة ميناء في قطاع غزة، في ظل تخوفات من مواجهة عسكرية في القطاع.
وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الأربعاء 24 فبراير/شباط 2016: "تجدد خلال الأسابيع الأخيرة النقاش على المستويين السياسي والعسكري لبلورة الموقف الإسرائيلي من احتمال إقامة ميناء في قطاع غزة".
وأضافت: "تجدد النقاش يعود الى الظروف الاقتصادية الآخذة في التردي بالقطاع والرغبة في إيجاد حلول بنيوية طويلة الأمد من شأنها أن تساعد في تحسين الأوضاع الاقتصادية في غزة، وتقليص المخاطر من تفجر مواجهة عسكرية مع حركة حماس مجدداً".
التعهّد بوقف إطلاق النار
وأوضحت الصحيفة "هناك مسؤولون كبار في جيش الدفاع يدعمون مبدئياً إقامة ميناء للقطاع، أملاً منهم بأن يتم اشتراط ذلك بتعهّد من حركة حماس بوقف طويل المدى لإطلاق النار".
وأشارت إلى أن "فرص هذه الخطة ليست كبيرة إزاء معارضة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع موشيه يعالون لها".
وكان مصدر قيادي في حماس قد قال سابقاً: "ما يجب أن يدركه العالم أن حماس لن تقبل استمرار الحصار على غزة".
وأوضح أن "الحصار على غزة تتداخل فيه للأسف عوامل ضاغطة منها الغربي والعربي والإسرائيلي، الأمر الذي نحاول تحييد بعض عناصر القوة فيه".
وعن إمكانية تغيير الواقع قال القيادي: "إن حماس تملك أوراقاً مهمة لتحريك هذا الملف، يدركها العدو وغير العدو".
خوفاً من الانفجار
وحذّر هرتسي هليفي، رئيس هيئة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي (أمان)، من أن "تردّي الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة يهدّد بانفجار الموقف في وجه إسرائيل".
وقال هليفي في جلسة مغلقة للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست (البرلمان)، مساء الثلاثاء، إن "حركة حماس غير معنيّة بالتصعيد"، مشيراً إلى أن التحسّن الاقتصادي لسكان غزة سيشكّل أقوى ضمانات لاحتوائهم"، بحسب الإذاعة الإسرائيلية العامة (الرسمية).
وأوضحت الإذاعة أن "هليفي اقتبس في معرض كلمته عبارات من تقرير الأمم المتحدة، الذي توقّع انهيار القطاع اقتصادياً وتحوّل غزة إلى مكان لا يصلح للعيش في غضون 4 أعوام، إذا استمرّ الوضع الراهن، لاسيما الحصار الإسرائيلي".
وشدّد هليفي لأعضاء لجنة الخارجية والأمن على أن "خطوات اقتصادية كزيادة عدد العمال الفلسطينيين في إسرائيل، كفيلة بتفادي مزيدٍ من التصعيد"، مؤكداً أهمية التعاون الأمني مع أجهزة السلطة الفلسطينية، ورأى وجوب الحفاظ عليه، بحسب الإذاعة الإسرائيلية.
ومنذ فوز حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الانتخابات التشريعية مطلع عام 2006، تفرض إسرائيل على قطاع غزة (أكثر من 1.9 مليون نسمة) حصاراً خانقاً (براً وجواً وبحراً)، شددته مع منتصف يونيو/حزيران 2007 إثر سيطرة الحركة على القطاع، ووصفت تقارير أممية ودولية الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في القطاع بأنها "الأسوأ" في العالم.