أعرب وزير الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الإنقاذ الوطني التابعة للمؤتمر الوطني في طرابلس عن إدانته لأيّ تدخّل أجنبي لمساندة الجنرال المتقاعد خليفة حفتر من أي دولة كانت، بعدما تردّدت أنباء حول سيطرة قوات حفتر على منطقة الليثي، أبرز معاقل الجماعات الجهادية في مدينة بنغازي في شرق البلاد.
وكان فضل الحاسي، آمر مكتب التحريات في القوّات الخاصة في بنغازي (ألف كلم شرق طرابلس)، قال للوكالة الفرنسية "سيطرنا على منطقة الليثي بالكامل"، ولم يدل أي مصدرٍ محايد بصحّة ما ذكره الحاسي.
الوزير علي أبو زعكوك وفي تصريحٍ خاص لـ"عربي بوست" قال ندين أيّ تدخّلٍ أجنبي لمساندة خليفة حفتر من أي دولة كانت ونعتبر مثل هذا الأمر مساساً بالسيادة الوطنية وسنقوم بملاحقة هذه الجهات والدول في المحافل الدولية ونضع مجلس الأمن الدولي أمام مسؤولياته.
خرقٌ لقرارات مجلس الأمن الدولي
جاء هذا في معرض ردّه على الأنباء المتداولة عن مساندة قوات خاصة فرنسية للجنرال خليفة حفتر في قتاله ضد مقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي حيث وصف هذا الأمر في حال إثباته بأنه "خرقٌ واضح لقرارات مجلس الأمن الدولي والتي تنصُّ على حظر بيع السلاح إلى ليبيا ومنع أي دولة من تقديم أيّ دعمٍ عسكري لأي طرف في ليبيا".
مؤكداً أنّ حكومته تعمل طوال الفترة الماضية على تقديم الدعم لمقاتلي مجلس شورى ثوّار بنغازي في حربهم ضدّ قوّات خليفة حفتر.
وكانت مصادر خاصة أكدت لـ"عربي بوست" أن قوات فرنسية خاصة "كوماندوز" وصلت إلى بنغازي مؤخراً لمساندة قوات اللواء خليفة حفتر، وتقديم الدعم لها في عملياتها العسكرية في بنغازي.
وأوضحت المصادر" أن هذه القوات موجودة حالياً في مكان مخصّص لها داخل قاعدة "بنينا الجوية" الواقعة شرق بنغازي، والتي تعتبر القاعدة العسكرية الأهم للقوات الموالية لحفتر، ولا يُعرف حتى الآن عدد أفرادها أو حجم قوتهم.
قوّات مرتزقة
الوزير بو زعكوك وهو ابن مدينة بنغازي وصف هذه القوات الفرنسية التي تقاتل إلى جانب قوات حفتر "بالقوات المرتزقة "مشبهاً إياها "بالفرقة الفرنسية الثانية التي قاتلت إبان الحرب العالمية الثانية" ومتّهماً حفتر باستجلاب مقاتلين مرتزقة من أفريقيا وغيرها، إضافةً إلى تدريب عددٍ من الليبيين الذين كانوا ينتسبون للواء 32 معزّز والذي كان يقوده ابن القذافي خميس، تدريبهم في مصر وإدخالهم للقتال إلى جانبه مع الاستعانة أيضاً بطيارين سابقين ليبيين وأجانب لقصف قوّات مجلس الشورى في بنغازي.
تحالفٌ دولي إقليمي
إن الدعم الفرنسي كما يراه أبو زعكوك يأتي في إطار التحالف الإقليمي والدولي المؤلّف من مصر والإمارات وفرنسا بهدف تغليب جانب على آخر موضحاً "يأتي ذلك انطلاقاً من مواقف سياسية لحكومات هذه الدول ضدّ قوى الثورة في ليبيا كما سماها تحت ذريعة محاربة الإرهاب".
متهماً فرنسا بمحاولة تعزيز عملها في الجنوب الليبي وإيجاد نفوذ لها هناك وخاصةً في ظل وجود قاعدة عسكرية لها في شمال النيجر بالقرب من الحدود الجنوبية مع ليبيا لافتاً إلى دعم حركة العدل والمساواة السودانية المعارضة لقوّات حفتر ومدّ هذه الدول الحركةَ بأنواعٍ من الدعم اللوجستي والبشري.
حيث شهدت مدينة الكفرة الليبية خلال الأسابيع الماضية معارك عنيفة بين قوات المعارضة السودانية وقوات محلية ليبية تصدّت للهجوم الذي شنّته قوّات المعارضة على الجنوب الليبي ودحرتها إلى خارج الحدود.