يعدونهم لحياتهم الجديدة.. عرب كندا في خدمة اللاجئين السوريين

يشهد المجتمع الكندي حركةً دؤوبةً لاستقبال اللاجئين السوريين الذين يتوافدون تباعاً إلى البلاد، وتحرص الحكومة والمؤسسات العامة والخاصة على تذليل الصعاب أمام القادمين الجدد.

عربي بوست
تم النشر: 2016/02/22 الساعة 00:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/02/22 الساعة 00:56 بتوقيت غرينتش

يشهد المجتمع الكندي حركةً دؤوبةً لاستقبال اللاجئين السوريين الذين يتوافدون تباعاً إلى البلاد، وتحرص الحكومة والمؤسسات العامة والخاصة على تذليل الصعاب أمام القادمين الجدد.

مركز الهجرة والثقافات هو أول مركز تطأه قدم اللاجئ السوري قبل أن يتم تهيئة المنزل الخاص به. "عربي بوست" زارت فرعه في مدينة لندن اونتاريو، والتقت بفريق العمل الذي يتكون من مجموعة متطوعين أغلبهم من أصول عربية وفي تخصصات طبية عالية، ممن تطوعوا لمساعدة اللاجئين على التأقلم في البيئة الجديدة.

ويبلغ عدد الفريق 45 متطوعاً، وفق مسؤولة قسم التعليم المجتمعي في مركز الهجرة والثقافات د. شيرين حسين.

تذليل الصعاب


تقول د. حسين إن الهدف من تكوين مجموعة المتطوعين هو العمل على تذليل المصاعب التي تواجه السوريين، "فعملنا في هذا القسم يرتكز على الجانب الصحي، متضمناً الصحة النفسية والبدنية والروحانية. نحرص على توعية الجانبين في عملناك فالجانب الأول هم العاملون في المركز والمتطوعون معنا، والجانب الآخر يتمثل باللاجئين إنفسهم".

وتابعت، "نقدم الورش والبرامج التدربيية للجانب الأول لتعريفهم بأهم المشاكل التي يعاني منها القادمون، وفي المقابل نساعد اللاجئين على الاستقرار".


خلفيات علمية وأكاديمية


مسؤولة قسم التعليم المجتمعي في مركز الهجرة والثقافات شددت على ضرورة توافر شروط معينة لدى المتطوعين، كالخلفيات العلمية المتميزة، قبل أن يتم تدريبهم وفق أحدث النماذج المعتمدة في التعامل مع اللاجئين، "لذلك فإن أغلب متطوعينا من أصول عربية ويتكلمون العربية، ويجب أن تكون ملفاتهم مميزة وحاصلين على موافقة الشرطة للانضمام إلى فريقنا".

وتعمل عدة مؤسسات كندية مع المركز لتهيئة كل المستلزمات المطلوبة، من بينها المجلس السوري الكندي والكنائس والمساجد ومركز لندن لصحة المجتمع، والمؤسسات الطبية في جامعة ويسترن اونتاريو.

الاندماج الآمن



وختمت د. حسين حديثها لـ "عربي بوست" بالقول، "نسعى لتحقيق الاستقرار للاجئين السوريين والحفاظ على هويتهم، واعتزازهم بقيمهم التي يحملونها، مع أهمية تحقيق الاندماج الآمن مع مجتمعهم الجديد".

من جانبها، قالت الباحثة الاجتماعية الكندية – المصرية ناهد حسن، "تطوعت لأجل مساعدة اللاجئين السوريين، وما ساعدني على ذلك خلفيتي العلمية والأكاديمية وخبراتي العملية كوني عملت سابقاً مع عدة منظمات تتعامل مع اللاجئين كالاونروا".

وأضافت، "كوني عربية فهذا يؤهلني ويسهل علي مهمتي في مساعدتهم، لأن حاجز اللغة يشكل عائقا أمام القادم الجديد".

أما الباحثة في علم النفس الكندية العراقية مي هيثم، والتي تعمل مع فئات اللاجئين من الشباب، فقالت "حبي لمساعدة الآخرين وخلفيتي العربية وتخصصي العلمي، دفعوني للمشاركة في مساعدة اللاجئين السوريين".

وأضافت أن "حالات اللاجئين السوريين أسوأ من الحالات التي مر بها العراقيون عندما وصلوا إلى كندا في السنوات السابقة".

دمج اللاجئين الجدد بالقدماء


ولفتت مي إلى أنه من ضمن البرامج التي يقدمونها لتأهيل اللاجئين، استضافة مهاجرين مثلهم مروا بظروف مقاربة ليتكلموا عن تجاربهم وكيف تمكنوا من تجاوز المصاعب والبدء بحياة جديدة.

وقالت، "مما يصعب مهمتنا في توجيه اللاجئ أن المجتمع العربي لا يعترف بالمشاكل والصدمات النفسية أو أنه يخجل منها، ومما لاشك فيه أن الكثير من اللاجئين السوريين يعانون من ذلك لصعوبة الظروف التي لحقت بهم".

وختمت حديثها بالقول، "رغم كل المآسي التي مروا بها، لكن عندما ننظر إلى وجوهم نجد بريق الأمل والإرادة على تجاوز المحنة رغم عظمها".

علامات:
تحميل المزيد