استكمالاً للجزء الأول نستمر في التعرف على أبرز الحقائق التي يجب أن نعرفها عن الأمراض النفسية:
5- لا يوجد شفاء من المرض النفسي ولكن يوجد علاج.
كما هو الحال في مرض الإيدز، فإن الطب الحديث توصل إلى علاج يحد من المرض ويثبطه، لكنه لا يقضي عليه، الشخص سيبقى يحمله معه مدى الحياة ولكنه على الأقل لن يشعر بأنه مريض طالما أنه استمر في تناول دوائه! كذلك الأمر بالنسبة للأمراض النفسية.. فبفضل العلاجات المتطورة فإن المرض سيضعف وسيكون ممكناً السيطرة عليه وسيكون المريض قادراً على ممارسة حياته بشكل طبيعي. حتى أنه في بعض الحالات التي لم تتطور إلى أمراض عقلية يمكن أن تشفى تماماً بعد فترة علاج قصيرة.
6- العقاقير النفسية تختلف من حالة إلى أخرى.
إن العلاجات الدوائية لا تكون واحدة للجميع.. بمعنى أنه إذا كنت تعاني الاكتئاب ووصف لك طبيبك دواء ما فليس بالضرورة أن يكون مريض آخر يعاني الاكتئاب يتناول نفس العقار الذي تتناوله، فالأجسام تستجيب بطرق مختلفة للعقاقير. بعض الأدوية تسبب زيادة في النوم لبعض الأشخاص ونفس الأدوية قد لا تؤثر على البعض الآخر، بالتالي ما قد يكون فعّالاً لك قد يكون غير فعال لغيرك، حتى وإن كان يعاني من نفس مرضك.. وهنا تكمن قدرة الطبيب المعالج على فهم كل مريض على حدة، ومتابعة طريقة استجابته للأدوية، ليتم تدارك الأمر بتغيير العقار بسرعة وعلى المريض أن يتعاون بهذه الناحية مع طبيبه ويعلمه بكافة التأثيرات الجانبية التي حدثت معه أثناء تناول الدواء. الأمر ينطبق أيضاً على العلاجات النفسية فكل شخص هو حالة خاصة تتطلب خطة علاجية منفردة وجديدة
7- الأمراض النفسية تنتشر بين جميع الطبقات والأجناس والثقافات.
هناك شخص من بين كل 5 أشخاص يعاني اضطراب نفسي أو عقلي.
هناك واحد من بين كل 10 أشخاص يصاب باكتئاب حاد في فترة الشباب.
الانتحار يحتل المرتبة العاشرة لأسباب الوفاة في الولايات المتحدة.
إن الأمراض النفسية موجودة في كل مكان، قد يكون المريض أحد أفراد أسرتك، أو صديقك، أو أي أحد حولك، ولا يهم إن كان ذكراً أو أنثى، ولا يهم مركزه الاجتماعي أو المهني. تلعب العوامل الوراثية
والبيئية دوراً كبيراً في حدوث الاضطرابات النفسية، وهي عومل لا تعترف بمكانة الفرد في مجتمعه.
8- الأطفال يصابون بالأمراض النفسية أيضاً.
تظهر الاضطرابات النفسية لدى الأطفال في سن مبكرة جداً، معظم الأعراض تظهر قبل سن الرابعة عشرة. وتكون مختلفة عن الأعراض التي تظهر عند البالغين. لذلك يكون من الصعب الكشف عنها من قبل الآباء أولاً حيث إن الطفل لا يملك القدرة للتعبير غالباً عما يمر به. قد يصاب الأطفال بالاكتئاب واضطراب القلق اضطرابات الطعام والمزاج والتوحد وفرط النشاط ونقص الانتباه، ولكن كما ذكرنا سابقاً تختلف الأعراض لديهم عن البالغين، ففي الاكتئاب مثلاً يُظهر الأطفال عدوانية وتهيجاً بمقابل الحزن والتعب واللامبالاة لدى المكتئب البالغ. وتعتمد عملية تشخيص الأطفال الذين يُحتمل إصابتهم باضطراب نفسي على عدة مؤشرات، أولها تغيرات في السلوك والمزاج يقوم بتشخيصها الطبيب المعالج أو الإخصائي النفسي لتحديد ما اذا كان الطفل لديه مشكلة نفسية على أساس المعايير الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية.
تشخيص الأطفال قد يكون صعباً للغاية ذلك لعدم قدرة الطفل على التعبير واستيعاب ما يعانيه، إلا أنها تعد أهم مرحلة في معرفة ما إذا كان الطفل يعاني اضطراباً نفسي أو أنها حالة عرضية.
أخيراً لابد من الثقافة الذاتية فيما يتعلق بالأمراض النفسية حتى نستطيع اكتشاف الخلل بسرعة وإيجاد التكيف المناسب مع ضغوط الحياة والمواقف الصعبة فيها بأقل تكلفة؛ لذلك لا بد أن نحرص على الاهتمام بصحتنا النفسية وأمننا النفسي فهي مفتاح للراحة والسلام الداخليين.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.