أطفال اليمن يستحقون الأفضل

اشتداد الصراع في بعض المناطق في اليمن مثل صعدة وتعز وعدن سابقاً، دفع عدداً كبيراً من المدنيين إلى النزوح إلى أماكن أكثر أمناً واضطروا أن يواجهوا ظروفاً معيشية صعبة جدًّا، فقد باتوا في المدارس والمخيمات، وكانت معاناة الأطفال يومية، كان الطفل يبقى واقفاً لساعات ليحصل على القليل من المياه أو يذهب لجمع الحطب لكي يوقدوا النيران في الليل البارد.

عربي بوست
تم النشر: 2016/02/18 الساعة 02:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/02/18 الساعة 02:19 بتوقيت غرينتش

ها نحن على مشارف إنهاء عام كامل من الحرب في اليمن، والوضع الإنساني يزداد سوءاً في البلاد، لبلد يُعرف أصلاً بأنه بلد فقير.

يكاد لا يمر يوم إلا وقد توفي أحد الأشخاص في اليمن، سواء من ضربات التحالف بقيادة السعودية، أوبقذائف الحوثيين وصالح. الأطفال، هم الضحية الأولى لهذه الحرب، وأثرت بشكل سلبي على نفسياتهم وأملهم وطموحهم.

أطفال مقاتلون!

من أكبر الكوارث التي حلّت على بلدنا، هي عمليات تسليح وتجنيد الأطفال والزجّ بهم في الصراع المسلح كمقاتلين، أطفال يتفاوت أعمارهم ما بين 13 و18 سنة قاتلوا في الحرب وما زالوا يقاتلون، الجماعة التي تصدرت بشكل كبير جدًّا في تجنيد الأطفال هي جماعة الحوثي، التي أجبرت آلاف الأطفال من مختلف المدن اليمنية على حمل السلاح والذهاب إلى القتال في الجبهات واستغلال ضروفهم المادية والاقتصادية، وقتلت وجرح العشرات منهم وحتى سجنوا كأسرى حرب، مهددة بحياة جيل بأكمله دون مبالاة وزرعت الأحقاد والكراهية في نفوس هؤلاء الأطفال.

سقوط القذائف والصواريخ

الحرب التي حلت على المدن اليمنية بسبب غزو الحوثيين على بلدات وسط وجنوب اليمن محاولة السيطرة عليها فرضت حرباً همجية لم تراعِ أحداً، بل زادت من الوضع الكارثي الذي تعيشه البلاد، لم يراعِ أحدٌ المدنيين، فقد كانت القذائف تتساقط أعلى الأحياء السكنية، وقد كنت أنا أحد الأشخاص الذين عاشوا فترة الحرب في مدينة عدن جنوب البلاد، ولقد لمست آثار الخوف والقلق على معظم الأطفال نتيجة القصف شبه اليومي، حالات (الصفار، التبول اللاإرادي، الهلع.. إلخ) كانت تظهر كثيراً على معظم الأطفال.

أطفال نازحون

اشتداد الصراع في بعض المناطق في اليمن مثل صعدة وتعز وعدن سابقاً، دفع عدداً كبيراً من المدنيين إلى النزوح إلى أماكن أكثر أمناً واضطروا أن يواجهوا ظروفاً معيشية صعبة جدًّا، فقد باتوا في المدارس والمخيمات، وكانت معاناة الأطفال يومية، كان الطفل يبقى واقفاً لساعات ليحصل على القليل من المياه أو يذهب لجمع الحطب لكي يوقدوا النيران في الليل البارد.

هل تنتهي هذه الحرب قريباً؟

ألا يكفي تلك الأرقام المهولة التي أصدرتها الأمم المتحدة عن الوضع الكارثي في اليمن، أكثر من 20 مليون يمني من أصل 30 مليوناً يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة، قتل الآلاف وهجر المئات ودمرت البنيه التحتية.
ما لي إلا أن اختم مقالي بأن أتذكر تلك الصورة لأحد أطفال مدينة تعز المحاصرة وسط البلاد، التي رسمها بيده لإحدى الدبابات وهي تقصف الأحياء السكنية، والطائرات التي تحوم في الأجواء ومشاهد الدماء التي تتكرر كل يوم في مدينة وكأنه يقول: كفى..

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد