انتشر في شوارع موسكو مؤخراً إعلان كُتِب عليه: "التدخين يقتل أكثر من أوباما"، "ولا تدخن ولا تكن مثل أوباما"، وهو الإعلان الذي يتهم الرئيس الأميركي بقتل الآلاف من البشر، فيما تناسى مصممو الإعلان – الذين لم يعلنوا عن أنفسهم – آلة القتل التي يقودها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا التي تحصد مئات أرواح الأبرياء.
ديميتري جودكوف، المعارض الليبرالي الوحيد في البرلمان الروسي، نشر صورة للإعلان الموجود في موقف الحافلات على الطريق الدائري الثالث في موسكو، بحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الأربعاء 17 فبراير/شباط 2016.
الإعلان يقول: "التدخين يقتل أشخاصاً أكثر مما يفعل أوباما، رغم أنه يقتل العديد منهم"، وأظهر الملصق الإعلاني أوباما وهو يدخن.
وقال البوستر: "لا تدخن، لا تكن مثل أوباما".
المعارض الروسي جودكوف الذي أبدى امتعاضه إزاء الإعلان، وصف وجود البوستر في شوارع موسكو بأنه "محرج ومثير للاشمئزاز".
وحظي التعليق الذي كتبه المعارض الروسي على 1300 إعجاب من متابعي الشبكة الاجتماعية، ومئات التعليقات التي تتراوح بين الإيجابي والسلبي، بالإضافة إلى التغطية الإعلامية المكثفة له.
Анекдоты с бородой — в жизнь. "У нас в СССР — свобода слова! Я тоже могу выйти на Красную площадь и сколько угодно ругат…
Posted by Dmitry Gudkov on 16 فبراير، 2016
ونقلت الصحيفة البريطانية عن جودكوف قوله: "سيستخدمون أوباما في إخافة الأطفال قريباً، بدلاً من بابا ياجا"، في إشارة إلى شخصية الساحر في التراث الشعبي الروسي.
يأتي ذلك في وقت لم تعلن فيه أي جهة مسؤوليتها عن نشر الإعلان، كما لم يصدر أي بيان من الحكومة الروسية، لكن يعتقد البعض أن الإعلان ربما يكون له علاقة بمقطع الفيديو "أوقفوا أوباما" الذي نُشر قبل الإعلان بأسبوع، وفيه يقع العشرات من الطلاب الروس على الأرض، متظاهرين بالموت، بينما تظهر فتاة وحيدة بلافتة تقول: "يقتل رئيس أميركا 875 شخصاً أسبوعياً".
وكان الطلاب الروس في مختلف الجامعات قاموا قبل ذلك بمناشدة الأمم المتحدة عبر مقطع فيديو لمعاقبة الرئيس الأميركي لقتله آلاف الأشخاص. وتم نشر مقاطع الفيديو المختلفة على حسابات عبر يوتيوب، وحصلت على أكثر من نصف مليون مشاهدة.
وتم التعرف على أحد المتحدثين في مقاطع الفيديو التي ناشد فيها الأمم المتحدة، وهو محرر إحدى المطبوعات التي تُنشَر بواسطة لجنة الشباب في حزب روسيا الاتحادية الحاكم.
"الغارديان" ذكرت أن الإعلان لم يكن الأول ضد أوباما، ففي يناير/كانون الثاني 2016، تم استخدام الملصق الإعلاني لحملة أوباما الانتخابية في 2008، مع وضع كلمة "قاتل" بدلاً عن كلمته الأيقونية "أمل"، وتم تعليقه على مبنى مقابل للسفارة الأميركية في موسكو.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2015، انتشرت مقاطع فيديو تطالب بمحاكمة أوباما أمام محكمة لاهاي لجرائم الحرب. كما تلا ذلك حرق دمى أوباما وأردوغان بمنطقة كراسنودار وسط هتافات: "روسيا" و"بوتين".
وكان الرئيس الأميركي ذكر في 2013 أنه لم يدخن منذ 6 سنوات.
– هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة The Guardian البريطانية، للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.