على غرار روسيا وقطر وفنزويلا، ترغب المملكة العربية السعودية في تجميد الإنتاج النفطي عند معدلات شهر يناير/ كانون الثاني، بهدف دعم السعر العالمي للنفط.
وزير النفط السعودي علي النعيمي ذكر، الثلاثاء 16 فبراير/ شباط 2016 أن تجميد الإنتاج النفطي يعد ملائماً للسوق، مضيفاً أن المملكة تدرك تراجع المعروض اليوم جراء الأسعار الحالية، كما تدرك تزايد حجم الطلب، وفقاً لما نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية.
الصحيفة نشرت في تقرير لها تصريحات الوزير السعودي، وذكرت فيه عدداً من الأسباب التي دفعت المملكة لاقتراح تجميد إنتاج النفط:
1. سعر النفط ينهار كقطعة الحجارة ولا يوجد مؤشرات للتعافي
فقد انخفض سعر برميل خام برنت بنسبة 70 % منذ صيف 2004 ليصل إلى نحو 33 دولار، وتوقع بعض المحللين أن يتواصل الانخفاض ليصل إلى 10 دولارات للبرميل ما لم يتم تقليص حجم الإنتاج العالمي.
السعودية ذكرت أنها لن توقف الإنتاج جراء انخفاض الأسعار، في حين توقعت سرعة عودة الأسعار إلى سابق عهدها ومع ذلك، تراجعت الأسعار بصورة أكبر من التوقعات وبدأت السعودية حالياً في الشعور بالقلق الشديد.
2. السعودية هي ثاني أكبر منتج للنفط على مستوى العالم
لدى السعودية قدرة التأثير على السعر العالمي للنفط من خلال زيادة أو تقليص المعروض، كما أنها تعد زعيماً فعلياً لاتحاد منتجي منظمة الأوبك، ولا يمكن أن تنجح أي خطة لمنتجي النفط بخفض الإنتاج ما لم تشارك السعودية بها.
3. المملكة العربية السعودية تواجه خطر الإفلاس في حالة تدني سعر النفط للغاية
في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حينما كان سعر البرميل لا يزال يبلغ 50 دولاراً، حذر صندوق النقد الدولي من أن توشك المملكة على فقدان أصولها المالية خلال 5 سنوات فقط إذا ما واصلت الإنفاق بالمعدل الحالي، وأعلنت المملكة منذ ذلك الحين عن بعض التدابير التقشفية الكبرى استجابة لتدهور مواردها المالية، ومع ذلك، استمر سعر النفط في التراجع، بما أدى إلى تعرض الحكومة لضغوط مالية شديدة.
4. البورصة السعودية تعاني انهياراً ناجماً عن مخاوف إفلاس شركات صناعة النفط
تعرضت أسواق الأوراق المالية في أنحاء العالم لمبيعات مكثفة هذا العام، وشهدت أسهم الشركات السعودية تراجعاً أكبر، وتريد المملكة دعم قيمة قطاعها المؤسسي؛ وتتمثل الوسيلة الوحيدة لذلك في تحقيق استقرار سعر النفط.
5. الشركات السعودية لا تريد وقف الإنتاج تماماً نظراً لرغبتها في الضغط على منتجي الصخور النفطية الأميركيين
يتمثل أحد الأسباب الرئيسية لانهيار السعر العالمي للنفط في قيام بعض منتجي النفط الصخري الأميركيين بضخ كميات إضافية في الأسواق، فقد انخفض إنتاج النفط الصخري الأميركي منذ العام الماضي، ولكنه لم يتداع تماماً، وتأمل المملكة في أن يؤدي انخفاض السعر العالمي في نهاية المطاف إلى استبعاد المنتجين الأميركيين المنافسين من قطاع الصناعة، بما يساعدها على استعادة حصتها المفقودة في السوق حينما يتعافى السعر في النهاية.
كما ترغب المملكة في تحقيق استقرار سعر النفط، ولكنها لا تريد إعادته للمستويات التي وصل إليها منذ عامين والتي شجعت المنتجين الأميركيين على زيادة الاستثمارات.
6. الشركات السعودية ترغب في انخفاض سعر النفط كي تؤذي منافسيها الإيرانيين
يتم رفع العقوبات الاقتصادية الغربية على طهران في أعقاب الاتفاق النووي التاريخي الذي تم إبرامه في العام الماضي، وتخطط إيران حالياً لبدء بيع النفط ثانية في السوق العالمي.
وفي الأسبوع الماضي، قامت إيران بتحميل 3 ناقلات نفط لتصديره إلى أوروبا للمرة الأولى منذ عام 2012. ولا تريد السعودية أن تستفيد إيران، المنافس الإقليمي الأكبر لها، من صادراتها الجديدة؛ ومن ثم، ترغب المملكة في أن يظل سعر النفط منخفضاً نسبياً.
ووفقاً للصحيفة فإن السبب وراء ارتفاع سعر النفط في البداية ثم انخفاضه ثانية، هو قيام التجار بشراء النفط حينما تم تسريب شائعات حول تحرك سعودي كبير، وبعد ذلك، عاودوا البيع مرة أخرى حينما اتضح أن المملكة لن تتمادى في ذلك وأنها تطالب بوقف الإنتاج بصورة كلية.
– هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة الإندبندنت البريطانية، للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.