زيكا بارعٌ في التخفي!.. الفيروس يختبئ بمناطق غير خاضعة لجهاز مناعة الإنسان

عربي بوست
تم النشر: 2016/02/13 الساعة 03:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/02/13 الساعة 03:12 بتوقيت غرينتش

قال خبراء أميركيون كبار، إن فيروس زيكا قد يكون بارعاً بشكل خاص في إخفاء نفسه في أجزاء من جسم الإنسان تكون غير خاضعة لجهاز المناعة، مثل الخصيتان والعينان والمشيمة والمخ، وإذا دخل الفيروس هذه الأعضاء يكون من الصعب محاربته، وهو ما يسهل انتقاله أثناء ممارسة الجنس عن طريق السائل المنوي.

وقال الباحثون أمس الجمعة 12 فبراير/شباط 2016، إن الفيروس يمكن رصده في السائل المنوي للإنسان لمدة 62 يوماً بعد إصابة الشخص به، علاوة على إمكان الكشف عنه في أنسجة دماغ الجنين والمشيمة والسائل المحيط بالجنين.

والعمل الذي يقوم به الباحثون جزءٌ من سباق دولي لفهم المخاطر المرتبطة بالفيروس الذي ينقله البعوض، ويُعتقد أنه مرتبط بآلاف الحالات من تشوه الأجنة في البرازيل ودول أميركا الجنوبية، وانتقلت 3 حالات عدوى إلى إسبانيا، وسرت تحذيرات دولية من انتشاره.

الطبيب أنتوني فاوسي مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية قال "حالياً نعلم أن الفيروس يبقى في الدم لفترة محدودة للغاية ما بين أسبوع إلى نحو 10 أيام، ونعلم ونحن نجمع المعلومات إنه يمكن رصده في السائل المنوي، لسنا متأكدين تماماً أين يمكن رصده أيضاً بعد أن تتضح الإصابة به".

الكثير من أعضاء الجسم بما في ذلك الخصيتان والعينان والمشيمة والمخ محمية من محاولات جهاز المناعة صد أي أجسام خارجية، وهذه الأعضاء محمية من الأجسام المضادة لمنع جهاز المناعة من مهاجمة الأنسجة الحيوية، وإذا دخل فيروس هذه الأعضاء يكون من الصعب محاربتها.

وقال الطبيب وليام شافنر الخبير في الأمراض المعدية بالمركز الطبي في جامعة فاندربيلت بناشفيل "يمكن للفيروس الاستمرار والتكاثر".

أما فاوسي فأضاف أنه ليس مفاجئاً أن يكمن الفيروس زيكا في السائل المنوي.

وقال الطبيب إيان ليبكين من مركز الأمراض المعدية والمناعة في جماعة كولومبيا بنيويورك، إن القلق الرئيسي إزاء اختباء فيروس زيكا في الأماكن المحمية من جهاز المناعة يتمثل في إمكانية انتقاله أثناء ممارسة الجنس عن طريق السائل المنوي.

وقال الطبي إريك روبن خبير الأمراض المعدية في كلية الصحة العامة بهارفارد، إنه حتى الآن ليس هناك ما يشير إلى إمكان انتقال الفيروس عن طريق الجنس "ولكن يجب بحث الأمر حتى يمكننا توجيه النصح للناس بخصوص إمكانية ما يمكن أن يمثلونه من خطر على الآخرين".

إجهاض الحامل:

وطالب مسؤولون فى الأمم المتحدة، أمس الجمعة، السماح للمرأة المصابة بفيروس "زيكا" بالإجهاض خوفاً من تشوّه الأجنة، رغم أنها تعتبر جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن فى دول مثل البرازيل.

كما طالبوا أيضاً بضرورة استخدام وسيلة من وسائل منع الحمل وتأجيل مشروع الحمل لعدة سنوات حتى يتم القضاء على هذا الفيروس.

حالة طوارئ عالمية:

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت أن فيروس زيكا أصبح يمثل حالة طوارئ صحية عالمية، مطالبة باستجابة عاجلة وموحدة في عموم العالم.
جاء ذلك بعد أن أصبحت "الشكوك قوية" بأن الفيروس هو سبب الارتفاع الكبير في التشوهات الخلقية لدى المواليد بأميركا الجنوبية.

ويخشى الخبراء من انتشار الفيروس بسرعة وإلى مسافات أبعد مع نتائج قد تكون مدمرة.

كما حذّرت المنظمة في وقت سابق من الانتشار السريع للبعوض الذي ينقل زيكا، وتوقعت أن يصل عدد المصابين في الأميركتين إلى ما بين ثلاثة وأربعة ملايين شخص خلال هذا العام.

الفيروس زيكا:

يعتبر فيروس زيكا من الفيروسات المستجدة، يقوم البعوض بنقله، وقد اكتُشف لأول مرة في أوغندا في عام 1947 في قرود الريص بواسطة شبكة رصد الحمى الصفراء الحرجية، ثم اكتُشف بعد ذلك في البشر في عام 1952 في أوغندا وجمهورية تنزانيا المتحدة. وقد سُجلت فاشيات فيروس زيكا في إفريقيا والأميركتين وآسيا والمحيط الهادئ، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

العدوى:

يمثل البعوض وأماكن تكاثره عاملاً مهماً من عوامل خطر العدوى بفيروس زيكا، حيث ينتقل نتيجة لسع بعوض يسمى "البعوض النمر"، ويتسبب بأعراض شبيهة بالأنفلونزا (ارتفاع الحرارة ووجع في الرأس وألم في المفاصل)، لكنه يمكن أن يؤدي لدى الحامل إلى تشوه خلقي بالجنين الذي يمكن أن يولد بجمجمة أصغر من الحجم الطبيعي، وهو ما يعرف بصغر الرأس.

السلطات الصحية الأميركية، أكدت أن الفيروس ينتقل عن طريق العلاقات الجنسية في ولاية دالاس من زوج إلى زوجته، مما يتطلب ضرورة استخدام العازل الواقي.

كما اكتشف فريق من الباحثين العالميين في البرازيل التي تشهد أوسع انتشار للفيروس وجود فيروس زيكا فى البول واللعاب مما يشير إلى وسيلة جديدة للعدوى.

ولفت الطبيب الأميركي وليم شافتر، المسؤول عن الطب الوقائي في جامعة فاندر بليرت إلى أن الفيروس يظل كامناً في الجسم لمدة 9 أشهر.

أعراضه

ويشكو الأشخاص المصابون بفيروس زيكا من الحمى الخفيفة والطفح الجلدي (الطفحية) والتهاب الملتحمة. وعادة ما تستمر هذه الأعراض لمدة تتراوح بين يومين و7 أيام.
وحتى الآن لا يوجد أي علاج للمرض الذي يتسبب به الفيروس، بينما تؤكد الصحة العالمية، أن إعداد لقاح يحتاج إلى أكثر من عام.
وتتمثل أفضل طريقة للوقاية منه في الحماية من لسع البعوض
ومن المعروف أن الفيروس يسري في كل من إفريقيا والأميركتين وآسيا والمحيط الهادئ.

العلاج

عادة ما يكون مرض فيروس زيكا خفيفاً نسبياً، ولا يتطلب علاجاً محدداً. وينبغي للأشخاص المصابين بفيروس زيكا أن يحصلوا على قسط كبير من الراحة، وأن يشربوا كميات كافية من السوائل، وأن يعالجوا الألم والحمى باستخدام الأدوية الشائعة. وفي حال تفاقم الأعراض يتعين عليهم التماس الرعاية والمشورة الطبيتين.

تحميل المزيد