عبّر عدد من أعضاء مجلس النواب المصري عن أملهم في لقاء انفرادي مع الرئيس عبدالفتاح السيسي لمدة 5 دقائق عقب لقائه بأعضاء البرلمان اليوم السبت 13 فبراير/شباط 2016، وتقديم خطابه الأول أمام المجلس، لينقلوا له رسائل مهمة تمثل صوت الشعب.
وقالوا الأعضاء إن من بين تلك الرسائل مطالبته بتغيير فريق العمل المساعد له، بعد أن أثبت الواقع عدم تنفيذه للوعود التي يتم الإعلان عنها، إلى جانب الأحوال المعيشية المتردية.
وأكد بعضهم أنهم سيطلبون من الرئيس زيارة لمحافظاتهم لاطلاعه على تدهور الأحوال المعيشية، فيما طالب آخرون بضرورة تنفيذ وعده بالإفراج عن المظلومين داخل السجون، والعمل على تحقيق المطالب الحقيقية لثورة 25 يناير.. فماذا سيقول النواب لو التقوا بالرئيس؟
إنقاذ عاصمة الأثاث
نائبة البرلمان عن محافظة دمياط إيفلين متى، من حزب المحافظين، قالت لـ"عربي بوست" إنها تحلم بلقاء الرئيس في أسرع وقت لإطلاعه على الوضع الكارثي الذي تعيشه محافظة دمياط، مؤكدة أنها ستطلب منه القيام بزيارة ليوم كامل إلى المحافظة ليشهد بعينه كيف تحولت محافظة صناعة الأثاث التي كان يطلق عليها اليابان المصرية إلى مدينة أشباح.
وأكدت إيفلين أنها ستكشف للرئيس خلال زيارته – إذا وافق على القيام بها – عن مئات المصانع التي تعرضت للإغلاق، وتحولت أرضها إلى مبانٍ سكنية، وآلاف الورش التي تم تشريد عمالها، ومئات من معارض الأثاث الكبرى بالشوارع الرئيسية التي تحولت إلى مقاهٍ، لتصبح دمياط عاصمة المقاهي بعد أن كانت عاصمة الأثاث المصري، ففي كل 10 أمتار بالمدينة الآن يوجد مقهى.
ونوّهت إلى أنها ستنقل للرئيس صرخة ألم الشارع الدمياطي من عدم تنفيذ المسؤولين للخطط التي أعلن عنها بنفسه، مثل مدينة الأثاث التي وعد بها السيسي ولم تتم حتى الآن، وقالت: "سيكون لنا مطلب واحد هو ضرورة وضع خطة عاجلة لإنقاذ دمياط بجدول زمني يشرف عليها الرئيس بنفسه".
فيما أكدت النائبة مارجريت عازر، القيادية بائتلاف دعم مصر، أنها سوف تبلغه بالعديد من الرسائل الخاصة عن هموم الوطن، كما ستطلب منه أن يعيد النظر في فريق العمل المعاون له.
وذكرت عازر لـ"هافنغتون بوست عربي" أنها ستطلب من السيسي ضرورة الاعتماد في الفترة المقبلة على القيادات السياسية، وأن يقلص دور قيادات "التكنوقراط"، بعد أن أثبتت التجربة أن الرئيس وحده من يعمل، وعليه أن يعيد النظر في فريق عمله الذي لم يكن على قدر طموحه وحلمه للوطن.
لا عدالة اجتماعية ولا حرية
في حين قال هيثم الحريري، النائب عن محافظة الإسكندرية، إنه سيقول للرئيس عدة رسائل مهمة، "منها أنك يا سيادة الرئيس تحدثت كثيراً عن ثورة 25 يناير، في خطاباتك، وأكدت أنها ثورة يجب أن تتحقق مطالبها، لكن على أرض الواقع هذا لا يتم"، مشيراً إلى أنه سيبلغه بأنه لا توجد حرية للتعبير عن الرأي في ظل قانون التظاهر، ولا يحظى المواطن المصري بالمعاملة الكريمة في ظل انتهاكات وزارة الداخلية، ولا توجد عدالة اجتماعية في ظل أداء الحكومة وتشريعاتها مثل قانون الخدمة المدنية.
وذكر الحريري أنه سيقول للرئيس إن الشعب صبر كثيراً على ارتفاع الأسعار، خاصة أسعار الخدمات كالكهرباء والمياه والغاز، ومن الممكن أن يصبروا أكثر من ذلك إذا لمسوا أملاً في تحسّن الخدمات وتحسّن الوضع الاقتصادي وزيادة في الأجور والمعاشات، وعليهم أن يلمسوا هذا الأمل في برنامج حقيقي لأول حكومة في وجود البرلمان بعد 30 يونيو.
وعن رسالته الأخيرة للرئيس قال إنه سيطلب منه تنفيذ وعده الذي أطلقه في 20 يناير/كانون الثاني 2016، الذي قال فيه إن هناك الكثير من المظلومين داخل السجون سيتم الإفراج عنهم، فكيف يكون عام 2016 عاماً للشباب في ظل وجود أطفال وشباب مظلومين خلف السجون.
سد النهضة
الدكتور محمد فؤاد، عضو الهيئة البرلمانية لحزب الوفد المصري، قال إن أهم ما سيطلبه من الرئيس معرفة حقيقة الموقف في أزمة سد النهضة، وما تداعيات المسار الحالي للأزمة على الحقوق المصرية من المياه؟ وما محاور المشاورات مع الجانبين: السوداني والإثيوبي؟
وأكد في تصريح لـ"هافنغتون بوست عربي" أنه حتى الآن لا يوجد توضيح حقيقي للموقف، ومازال الغموض سيد الموقف في ظل ارتفاع نبرة الشائعات والتداعيات الكارثية لاستكمال المشروع على الحقوق المصرية، وهو الأمر الذي يتطلب مصارحة من رئيس الجمهورية بهذا الشأن.
وأشار عضو الهيئة البرلمانية لحزب الوفد إلى أن الأمر الثاني المهم الذي سينقله للرئيس هو التأكيد على أهمية المشروعات المتوسطة والصغيرة، في ظل التدهور الاقتصادي التي تعاني منه الدولة، وأنه يجب أن تحظى تلك الرؤية بنفس أهمية المشروعات الكبيرة، والعملاقة التي تعلن عنها الحكومة والرئيس.
وعن رسائل نواب حزب المصريين قال الدكتور أيمن أبوالعلا، عضو الهيئة البرلمانية للحزب، إن المطلب الرئيس لهم من السيسي هو ضرورة تقديم الحكومة لبيان واضح، يكون واقعياً وقابلاً للتنفيذ، يشمل خطة تحمل علاجاً حقيقياً وملموساً لهموم وأزمات المواطن المصري في تلك الفترة.
وذكر أبوالعلا لـ"هافنغتون بوست عربي" أنه سيطلب من الرئيس وضع خطة عاجلة لتطوير منظومتي التعليم والصحة، وذلك في ظل تدهور واضح في هاتين المنظومتين، خصوصاً أنهما أساس أي نهضة بالمجتمع، مشيراً إلى أنه سيطلب أن يكون هذا البرنامج شاملاً لرؤية مستقبلية تحت إشراف فريق متخصص تشارك فيه القوى السياسية والبرلمان.