يدعي مفسرون للكتاب المُقدس أنه تنبأ بصعود تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، والأسوأ من ذلك أنه تنبأ أيضاً بمسؤولية الجهاديين عن نشوب حرب عالمية ثالثة وتدمير ثلث سكان العالم، هذا إن كنت تؤمن بتنبؤات الكاتب المسيحي الأميركي مايكل فورتنر، التي تندرج تحت نظرية المؤامرة.
فورتنر، الذي يصف نفسه بأنه صحفي ومؤرخ وخبير بنبوءات الكتاب المقدس وناشر للكتب المسيحية، ألف كتابين سلّط فيهما الضوء على مزاعمه بأن الكتاب المُقدس قد تنبأ بحربٍ عالمية ثالثة تندلع على طول نهر الفرات. بحسب ما نشرت صحيفة Express البريطانية 12 فبراير/شباط 2016.
ففي مقطع فيديو دعائي عنوانه "الحرب العالمية الثالثة وداعش في تنبؤات الإنجيل" نشره عبر يوتيوب ترويجاً لكتابيه اللذين يحملان اسم "اكتشافات في تنبؤات الكتاب المٌقدس" و"الوحش وكشف الدجال"، قرأ فورتنر نصوصًا من الفصل الـ9 من سِفر الرؤيا بالكتاب المُقدس.
فورتنر الذي عاش بولايات أوكلاهوما وفلوريدا وتكساس وكاليفورنيا، قال عقب تلاوة تلك النصوص: "هل سمعت ماذا قال؟ أربعة ملائكة مُقيّدة في نهر الفرات سيتم إطلاقها لقتل ثلث البشر، هذا يخبرنا بأن الحرب العالمية الثالثة ستبدأ في منطقة نهر الفرات".
وأضاف: "النهر يبدأ من تركيا ويتدفق إلى سوريا ثم إلى العراق. نصف المدن التي استولت داعش عليها تقع حرفيا على نهر الفرات، وقد أسسوا الخلافة التي هي أول خُطوة لإعادة إحياء الإمبراطورية الإسلامية".
وتابع: "ما يحدث في سوريا والعراق ليس مجرد حربٍ أخرى، فهي ستتنامى وتصبح الحرب العالمية الثالثة. إذا نظرت إلى خريطة المدن التي استولت عليها داعش فسترى شيئاً ذا مغزى، وهذا المغزى موجودٌ في الفصل الـ9 في سِفر الرؤيا بالكتاب المقدس".
فورتنر ليس وحده
تقول الصحيفة إن القليل من البحث عبر موقع يوتيوب ومواقع أخرى تنشر مواد متعلقة بنظريات المؤامرة يُظهر أن فورتنر ليس وحده في تلك المزاعم بأن الحرب العالمية التالية ستنجم عن الأزمة في سوريا وعلى نهر الفرات، فهناك غيره يقولون أيضًا إن هذا قد تم التنبؤ به في سفر الرؤيا.
ولكن العلماء والمتشككين والمعلقين دعوا إلى الهدوء وأشاروا إلى كمِّ النبوءات المُزيّفة عن حرب عالمية ثالثة على صلة بالأحداث في الشرق الأوسط على مدار التاريخ، والتي لم تتحقق قط.
نوستراداموس وصعود داعش
العديد ممن يتبنون تلك المزاعم يقولون أيضاً إن نوستراداموس -وهو أحد أِشهر المُنجمين الفرنسيين ولد عام 1503 ومات عام 1566- قد تنبأ على نحو صائب بصعود داعش وبالحرب العالمية الثالثة.
ومع ذلك فإن باحثين أكثر تشككاً أشاروا إلى أن نفس الرباعية للمُنجم نوستراداموس قد استُخدِمَت لاعتبار صدام حسين هو المسيح الدجال الثالث والأخير، وللتنبؤ بحرب عالمية ثالثة في التسعينيات.
كما أن باحثين آخرين في كتابات نوستراداموس كانوا قد حددوا أسامة بن لادن كالمسيح الدجال الثالث والأخير.
ويقول متشككون في تلك الروايات إنه بالتزامن مع الصراعات الكثيرة للغاية في منطقة الشرق الأوسط؛ فمن السهل ربط أي منها بأي نص من الكتاب المٌقدس أو برباعيات نوستراداموس، ولكن بالنظر إليها كلها، فلا صلة لها بالأحداث الجارية في الحاضر والمتعلقة بداعش أو بأحداث سابقة.
غراي شوغران، الأستاذ الجامعي والقس السابق الذي درس العهد الجديد بجامعة أبردين، يعتقد بأن نبوءات نهاية العالم غالباً ما تثير السخرية: "لن تتمكن أبداً من التنبؤ بنهاية العالم".
هذه المادة مترجمة بتصرف من صحيفة Express البريطانية، وللاطلاع على النسخة الأصلية اضغط هنا.