رغم بلوغه من العمر 71 عاماً، إلا أن العجوز التركي صباح الدين تويسوز أخذ على نفسه العهد بأن ينهي هذه السنة دراسته الثانوية ويحصل على مقعد في كلية الإلهيات (العلوم الدينية) في إحدى الجامعات التركية، بعد اجتياز امتحان القبول.
صباح الدين، المقيم في مدينة سكاريا شمالي تركيا، الذي لم يتمكن من إتمام دراسته رغم حماسه الشديد لها بسبب الفقر، تمكّن – حسب تقرير لجريدة "بوكون" التركية – من إنهاء دراسة القرآن الكريم عام 1977 عن عمر بلغ 32 عاماً، قبل أن ينجح سنة 2001 في الحصول على شهادة الدروس الابتدائية، وقد بلغ 56 عاماً.
شهادة الدروس الابتدائية التي حصل عليها صباح الدين سنة 2001 وعمره 56 سنة
القراءة عادة يومية
الرجل المتشبث بدراسته رغم كبر سنّه يُرابط في منزله ساعات لمراجعة الدروس، ولا يقوم نهاراً بأي نشاط آخر سوى قراءة القرآن في الجامع القريب من محل إقامته، ومطالعة الجرائد في مقهاه المفضل.
يقول صباح الدين إنه بعد أن تقاعد من العمل من المصنع الذي كان يشتغل به، قرر أن يتم دراسته بأي طريقة كانت؛ "لأن العلم والدراسة لا عمر لهما"، حسب تعبيره.
ومثل كل طالب ثانوية في العالم يملك العم صباح الدين – كما يحلو لأطفال حيه مناداته – أحلامه الخاصة، فالرجل يريد أن يُصبح واعظاً أو إمام مسجد بعد التخرج في الجامعة إن كان في العمر بقية.
ويتمنى صباح الدين أن يتعظ الشباب من تجربته وقصته، كما يدعوهم لبذل مجهود أكبر في الدراسة؛ "حتى يملكوا مسلكاً مهنياً جيداً عند الكبر، فالحياة من دون دراسة تكون صعبة".
دعم الأسرة
زهرة تويسوز، زوجة أخ صباح الدين التي اهتمت به منذ أن كان عمره 14 عاماً، قالت إن المحيطين به غالباً ما يستغربون قراره مواصلة الدراسة، "غير أنه من أجل أن يُصبح مثَلاً للشباب، قرر أن يهب نفسه للدراسة، ونحن ندعمه في ذلك".
ويتحسر "الشيخ التلميذ" في حديثه لوسائل إعلام تركية على شبابه الذي مرّ دون تعليم قائلاً: "لو درست حينها لكان وضعي أفضل، لكنني بقيت جالساً على جنبات وزوايا المقاهي".
مصطفى شاهين، صديق العم صباح الدين وأحد سكان حيه، يؤكد أن الرجل لا يكتفي بنصح الشباب على التعلم، "بل يطلب منا نحن أيضاً أن ندرس، وفي كل يوم يحدثنا عن العلم، ويخبرنا عن استعداداته لامتحان القبول في الجامعة.. لقد صار مثلاً لنا نحن الكبار أيضاً".