قال مسؤول سجن في كاليفورنيا، الخميس 11 فبراير/شباط 2016، إن السلطات رفضت للمرة الـ15 العفو المشروط عن سرحان سرحان المتهم باغتيال مرشح الرئاسة الديمقراطي روبرت كنيدي شقيق الرئيس الأميركي الراحل جون كينيدي عام 1968.
ورغم مرور قرابة نصف قرن من الزمن على الواقعة يُصر سرحان على أنه "لا يتذكر أي تفاصيل تتعلق بالاغتيال" منذ اعتقاله بعد فترة قصيرة من موت السيناتور الأميركي والرجل القوي في عهد أخيه الرئيس جون كينيدي.
اللجنة الخاصة بجلسات العفو قالت على موقعها الإلكتروني إن سرحان (71 عاماً) أقيمت له جلسة في منشأة سجن ريتشارد جيه دونوفان قرب سان دييغو.
وذكر لويس باتينو، المتحدث باسم إدارة كاليفورنيا للإصلاح والتأهيل، أن سرحان ستتاح له فرصة أخرى للحصول على عفو خلال 5 سنوات.
ويقضي سرحان، الفلسطيني المولد، عقوبة السجن مدى الحياة لقتله كنيدي (42 عاماً) في فندق إمباسادور بلوس أنجلوس في 5 يونيو/حزيران 1968.
وقع إطلاق النار بعد دقائق من إلقاء السيناتور الأميركي الراحل خطاب النصر بعد فوزه في الانتخابات الأولية للحزب الديمقراطي بولاية كاليفورنيا.
وتوفي كنيدي في اليوم التالي. وحكم على سرحان بالإعدام في 1969 ثم خفف الحكم للسجن مدى الحياة بعد أن حظرت كاليفورنيا عقوبة الإعدام.
محاكمة سرحان
ومثل سرحان سرحان أمام لجنة لسلطات السجون في كاليفورنيا، مؤكداً أنه لم يعد يذكر إطلاق النار الذي أدى إلى مقتل "بوبي" أو روبرت كينيدي الشقيق الأصغر للرئيس جون كينيدي الذي اغتيل في 1963.
وأضاف الرجل الذي يمضي عقوبة بالسجن مدى الحياة أنه كان قد شرب كمية كبيرة من الكحول في ذلك المساء، ويتمنى اليوم "لو أنه لم يحدث أي شيء"، كما ذكرت شبكة إيه بي سي. وتابع في خطاب مفكك "إذا كنتم تريدون اعترافات فلا أستطيع تقديمها لكم الآن".
كما أكد من جديد أن الاعترافات التي أدلى بها خلال محاكمته كانت من إعداد محام أساء نصحه وأقنعه بأنه مذنب.
وكان بول شراد (91 عاما) أحد أصدقاء عائلة كينيدي أصيب خلال إطلاق النار. وقد قال في إفادته إنه يعتقد أنه أصيب برصاصة أطلقها سرحان، لكنه أكد أنه كان هناك مهاجم آخر مسؤول عن اغتيال روبرت كينيدي.
إلا أن سرحان سرحان أخفق في اقناع أعضاء اللجنة الذين أشاروا إلى أنه لم يبد أي ندم. وقال رئيس اللجنة براين روبرتس إن "هذه الجريمة كان لها أثر كبير على الأمة كلها ويمكنني القول على العالم باسره. كان ذلك اغتيالاً سياسياً لمرشح ديموقراطي".
شريد يسامح سرحان
الأسوشيتد برس نقلت أن شريد سامح سرحان أثناء جلسة الاستماع واعتذر له لأنه لم يقم بالمزيد من الجهد لإطلاق سراحه، إذ قال حرفياً خلال الجلسة: "كان يجب أن أكون هنا منذ وقت طويل ولهذا أشعر بالذنب لأني لم أتواجد هنا لأساعدك وأساعد نفسي".
وكانت هذه هي أول مرة يلتقي فيها شريد مع سرحان منذ شهد في المحاكمة علم 1969، واعتذر شريد لأنه لم يذهب إلى أي من جلسات العفو الـ 14 السابقة.
وكان شريد قد قال خلال نفس الجلسة أنه يعتقد أن سرحان هو من أطلق النار عليه، إلا أن شخصاً آخر هو من قتل كينيدي، فواقع أن كينيدي أصيب من الخلف دفع شريد إلى التأكيد مراراً أن سرحان أطلق النار في ذلك المساء، ولكن كينيدي قُتل برصاصات من مسدس آخر.
وكان شريد قد قال في تصريحٍ قبل الجلسة أن "شرطة لوس أنجلس عرفوا بعد الحادث بساعتين فقط بأن مطلق الرصاص على كينيدي كان شخصاً آخر، وكانت لديهم أدلةٌ دامغة أن سرحان بشارة سرحان لم يكن يستطيع أن يطلق النار من تلك الزاوية ولم يفعل.
فالتقرير الرسمي يُظهر عدم وجود شاهد واحد أو أي دليل مادي يثبت أن سرحان هو من أطلق النار على روبرت كينيدي. وإن الأدلة التي لم يُكشف عنها منذ 20 عاماً تثبت أن الشرطة دمرت بعض الأدلة الملموسة وخبأت بعض الأدلة التي تُثبت براءة سرحان، مثلما خبأت أدلةً قاطعة بأن شخصاً مسلحاً آخر هو من أصاب كينيدي في مقتل".