أمرت كوريا الشمالية، الخميس 11 فبراير/شباط 2016، كل الكوريين الجنوبيين بمغادرة منطقة كايسونغ الصناعية المشتركة بين الكوريتين، وأعلنت مصادرة كل المعدات المتبقية في المجمع.
وجاء هذا القرار الذي اتخذته لجنة إعادة التوحيد السلمي لكوريا التي تهتم بالقضايا بين الكوريتين، بعد قرار أحادي اتخذته سيول بإغلاق المنطقة.
وعبرت عشرات الحافلات الكورية الجنوبية الحدود عائدة من كوريا الشمالية الخميس وهي محملة بالمعدات والبضائع من مجمع كايسونج الصناعي بعد أن علقت سول عملياتها هناك لمعاقبة بيونجيانج على التجربة الصاروخية التي أجرتها في مطلع الأسبوع.
ووقف نشاط المجمع الذي تمتلك فيه كوريا الجنوبية 124 شركة وظفت 54700 عامل من كوريا الشمالية تسدد رواتبهم إلى وكالة حكومية في الشطر الشمالي يقطع مصدرا هاما للدخل للدولة الشيوعية التي تعاني من الفقر.
كما يقطع أي تعاون ملموس بين البلدين وهو تعاون نادر منذ تقسيم الكوريتين بعد الحرب الكورية التي استمرت من عام 1950 إلى عام 1953 والذي كان يجبرهما على التعامل بشكل يومي.
وتتعرض كوريا الشمالية لضغوط متزايدة منذ أن أطلقت صاروخا بعيد المدى يوم الأحد قالت إنه لوضع قمر صناعي في مداره. لكن الولايات المتحدة وآخرين يقولون إن التجربة كانت لإطلاق صاروخ باليستي ومثله مثل التجربة النووية التي أجرتها بيونجيانج الشهر الماضي يشكلان انتهاكا لقرارات الأمم المتحدة.
ووافق كبار القادة العسكريين في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان الليلة الماضية على تكثيف الجهود لتبادل المعلومات والتنسيق الأمني على ضوء التهديدات الكورية الشمالية المتصاعدة.
وفي وقت سابق وافق مجلس الشيوخ الأمريكي بالإجماع على تشديد العقوبات على كوريا الشمالية.
في مجمع كايسونج الواقع على بعد نحو 54 كيلومترا شمال غربي سول عاصمة كوريا الجنوبية تذوق العمال الكوريون الشماليون طعم الحياة في الجنوب ومنها الوجبات السريعة والصابون والعطور والمساحيق التي كان يعاد بيعها في الشمال كسلع كمالية. كما تعاملوا مع مديريهم الجنوبيين.
ويقول مؤيدو المشروع إن هذا النوع من الاتصال مهم لتعزيز التفاهم بين الكوريتين رغم مخاوف من استخدام بيونجيانج عائدات المجمع الصناعي لتمويل برامجها الصاروخية والنووية.