تحت عنوان "أنا مطلقة وسعيدة" و"اتجوز صح" دشن مصريان مبادرتين تخدمان الأسرة المصرية، حيث جاءت إحداهما للدفاع عن المطلقات وإظهار النماذج الناجحة منهن في التكيف مع حياتهن الجديدة، فيما تقدم الثانية دورات تدريبية للشباب من الجنسين لمحاربة الزواج العرفي، والتعريف بطرق بناء الأسرة السعيدة.
ولكن الفارق بين المبادرتين أن صاحب الفكرة الأولى التي أطلقها عبر فيسبوك، فتحي المزين، صاحب دار "ليان" للنشر، استفاد منها في إصدار سلسلة كتب تروي قصص نجاح مطلقات واجهن "ظلم" المجتمع، وما قال إنها أفكار "رجعية" سائدة عن المرأة المطلقة.
أما الثاني أحمد وجيه، فهو محاسب ومؤسس مدرسة "اتجوز صح"، فلجأ إلى تنظيم دورات تدريبية للمقبلين على الزواج في صورة 4 محاضرات، تستهدف إزالة "الأمية الزوجية"، وتعريفهم بواجباتهم وحقوقهم، بما يؤدي لإنجاح زواجهم.
مطلقات سعيدات
مبادرة "أنا مطلقة وسعيدة.. اكتبي قصتك" تدور حول "نساء اتخذن قرار الطلاق وانطلقن نحو بداية جديدة، لكتابة قصصهن بعد أن اكتشفن طعم الحياة من جديد، بدلاً من العيش في بيت بائس".
ويقول المزين خريج كلية الإعلام لـ"عربي بوست": "الطلاق ليس نهاية الطريق، بالعكس يمكن أن يكون بدايته، ويمكن أن تبدأ من جديد وحدك أو مع شخص آخر".
وأشار إلى أن فكرة المبادرة جاءته من الواقع المصري، حيث تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن هناك 240 حالة طلاق يومياً، أي بمعدل حالة كل 6 دقائق، ويقدر عدد المطلقات بحوالي 2.5 مليون، ويزيد حوالي 5000 حالة سنوياً.
ويضيف أن "انتشار المفاهيم الرجعية عن الطلاق والمطلقة وأنها غير سعيدة ومنعزلة ومنبوذة يحتاج لإبراز تجارب تواجه ظلم المجتمع للمرأة المطلقة، وتشجعها على الكتابة لتغيير النظرة السائدة عنهن"، مشيراً إلى عشرات النماذج لمطلقات حققن نجاحات بعد طلاقهن.
مدرسة "اتجوز صح"
أما أحمد وجيه، صاحب أول مدرسة تطوعية في مصر والوطن العربي لمحو الأمية الزوجية وتأهيل الشباب للزواج، كما يعرّف نفسه فيقول إن الهدف هو إزالة "الأمية الزوجية"، وتعريف المقبلين على الزواج بواجباتهم وحقوقهم، كي لا تفشل زيجاتهم مستقبلاً، كل ذلك عبر دورات تدريبية.
وجيه الذي خصص صفحة على فيسبوك للفكرة انضم لها قرابة 68 ألف شخص – أكد أن الالتحاق بمدرسة "اتجوز صح" مفتوح للعازب الذي يريد اكتساب معرفة وخبرة بشؤون الزواج، أو المتزوج الذي يسعى لإنقاذ زواجه، منوهاً إلى أن أكثر الملحقين ببرامج التدريب في مدرسته "من غير المتزوجين"، كما أوضح لـ"عربي بوست".
ويشير إلى أن هناك تقاليد خاطئة عن الزواج من الرجل والمرأة، فبعض الرجال يتصورون أن الزواج للإنجاب وتكوين أسرة فقط، وبعض النساء يقبلن بحياة زواجية بمنطق "ظل رجل ولا ظل حيطه"، بينما ينتشر بينهما ما يسمى "الخرس الزوجي" أو "الطلاق العرفي"، أي انفصال الزوجين داخل المنزل وتفضيل عدم الطلاق حماية للأبناء.
وحول عدد أعضاء مدرسته يقول إنهم نحو 8000 شخص، غالبيتهم من الفتيات (75%)، وأن الهدف ليس جني المال، فالمحاضرات مجانية وتعقد في أماكن مختلفة كساقية الصاوي وعدد من الجامعات والنوادي.
ومع هذا قال إنهم قرروا تخصيص 10% من أرباح المدرسة التي لم يحدد من أين ستأتي "لأعمال خيرية"، وطرح استبياناً عبر صفحته على فيسبوك لاختيار أوجه الإنفاق، وصوّت العدد الأكبر من المشاركين في الاستبيان على أن تذهب لدعم الحالات غير القادرة على الزواج.
أيضاً سعى نشطاء آخرون لتأليف كتاب "نفسي أتجوز صح"، ووزعوه في معرض الكتاب الأخير بـ25 جنيهاً (حوالي 3 دولارات)، وقالوا إن عائده سيذهب للعمل الخيري.