قال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد خوجة الأربعاء 10 فبراير/ شباط 2016، إن أيّ تدخلٍ بري في سوريا – وذلك في إشارة إلى استعداد السعودية وعدة دول أخرى لإرسال قوات عسكرية – عليه أن يستهدف جذور الإرهاب ومصادره والمتمثلة بنظام بشار الأسد والميليشيات الإيرانية الداعمة له، وإلا سيزيد الأمور تعقيداً.
وأضاف خوجة في لقاءٍ له على قناة الجزيرة مباشر أنه في حال كان الهدف من التدخّل العسكري البري مواجهة تنظيم داعش فقط فإن ذلك سيزيد الأمور تعقيداً في سوريا، بالأخص لو تمّ استباق التدخّل العسكري بقرارٍ أممي يقضي بوقف إطلاق النار، ما يجعل الشعب السوري دون أيّ حماية من براميل النظام المتفجرة والغارات الروسية الحربية.
توقف الدعم بالتزامن مع كل محاولة لتوحيد المعارضة
خوجة أكد أن الشعب السوري والفصائل المقاتلة على الأرض مصممة على "دحر جيش النظام والميلشيات الإيرانية"، مضيفاً "أن كل محاولات رصّ الصفوف وتوحيد الفصائل المقاتلة واجهها إيقاف مباشر لكل أنواع الدعم من الدول الصديقة للشعب السوري، وذلك برأي خوجة سببه المظلة الأميركية التي لا يمكن التصرف بأي أمرٍ خروجاً عن موافقتها، حتى فيما يتعلّق بتقديم المساعدة للمعارضة.
وأضاف خوجة أن تركيا ليست بمعزل عن ذلك، فعلى الرغم من موقفها الداعم للمعارضة إلا أنها لا تستطيع التصرّف لوحدها بعيداً عن المسار السياسي الذي ترسمه الولايات المتحدة. أما فيما يتعلّق بالدعم الدولي فأشار خوجة إلى أن أغلب الدعم يذهب لشركاتٍ وسيطة تنفيذية تستهلك 70 % لتغطية مصاريفها الإدارية، خصوصاً أن معظم دعم الدول يتمّ عن طريق منظّمات تعمل مع نظام بشار الأسد.
سقوط حلب ليس سهلاً ونتائجه كارثية
حذّر خوجة من مغبّات سقوط مدينة حلب بشكل كامل بيد قوات النظام وحلفائه، وتوقع أزمة إنسانية خانقة تفوق أزمة مضايا التي قضى فيها عددٌ من المدنيين جوعاً، حيث سيقع أكثر من 600 ألف شخص وسط الحصار إضافةً إلى لجوء ونزوح أعداد كبيرة أخرى.
وأشار إلى أن دخول حلب ليس بالأمر السهل، "خصوصاً أننا بدأنا نشهد توحداً في صفوف الفصائل المعارضة التي شكّلت غرفة عمليات موحدة وتعمل بتنسيق استراتيجي".
وفي الوقت نفسه طالب خوجة بتوفير دعمٍ عسكري كبير للمعارضة لإحداث فرق على الأرض، محذراً من أن الأزمة في سوريا ستخرج عن السيطرة وستصبح أزمة إقليمية في حال لم يتم التدخل الآن لدعم المعارضة.
جنيف لن يأتي بأي نتيجة لو استمر بنفس السياق
وأوضح خوجة أن روسيا ترغب في إنهاء الأزمة في سوريا عسكرياً، كما فعلت في الشيشان سابقاً. مشيراً إلى أن روسيا وأميركا تسعيان لفرض وقف إطلاق نار قبل البدء بمرحلة انتقال سياسية، وهذا سيؤدي إلى أزمات إنسانية جمة، مع استمرار القصف بحجة مكافحة الإرهاب.
كما أكد على ضرورة وقف إطلاق النار بالموازاة مع انطلاق مرحلة انتقال سياسي، تستلم فيه الحكومة أو الهيئة الجديدة مهام مراقبة وقف إطلاق النار.
وفي السياق نفسه نوّه إلى أن الأمم المتحدة عليها إيصال المساعدات العاجلة إلى مستحقيها في المناطق المحاصرة، وليس مساعدة النظام وروسيا وإيران على إفراغ المناطق من سكانها وتنفيذ ما وصفها بخططٍ شاملة لإحداث تغيير ديموغرافي في سوريا.
وتعيش سوريا أوضاعاً كارثية منذ بدء الحرب الأهلية قبل 5 سنوات والتي أودت بحياة نحو 250 ألف قتيل وتسببت في نزوح أكثر من 5 ملايين خارج البلاد.